إنه من الضروري تعليم الطفل آداب التعامل مع الآخرين في المنزل، وبالأخص “آداب الحديث مع الوالدين”. فبناء هذه الآداب داخل شخصية الطفل يمده بالقدرة على التعامل مع الكبير والصغير بأسلوب يحترم الجميع، مما يمكنه من مواجهة الحياة بمختلف مراحلها الدراسية والمهنية. دعونا نستعرض آداب التعامل بين الطفل ووالديه بشكل مفصل.
آداب التعامل مع الآخرين في المنزل “آداب الحديث مع الوالدين”
ينبغي على كل أب وأم أن يجلسوا مع أبنائهم بين الحين والآخر ليعلموهم ما ينبغي أن يُقال ويفعل وما لا ينبغي، حيث إن تلك المسؤولية الكبرى تقع على عاتقهم، فيكون لهم دور فعال في تشكيل شخصية أطفالهم نحو الأفضل.
تتضمن آداب التعامل التي ينبغي على الأهل التركيز عليها مع أطفالهم ما يلي:
- تعليم الطفل احترام والديه في جميع الأوقات، سواء في اللحظات الهادئة أو في أوقات الشدة والغضب. فلا يوجد عذر لمهاجمتهم بشكل لفظي أو فعلي.
- توجيه الطفل إلى ضرورة الحديث مع والديه دون مقاطعة حينما يبدأون في الحديث.
- في حالة تلقي مكالمة هاتفية على الهاتف المنزلي، يجب أن يرد الطفل بأسلوب محترم، ويتجنب السخرية أو التنمر على المتصل، بل يجب عليه توجيه المكالمة بشكل مباشر إلى الشخص المعني.
- عدم إزعاج الوالدين عن طريق الجلوس أو النوم في أماكن غير مناسبة، أو من خلال القيام بأعمال تؤدي إلى إحداث الفوضى داخل المنزل.
- الاستماع لنصائح الوالدين وتوجيهاتهم، واحترام آرائهم، وإذا حدث خلاف فلا ينبغي التمرد بل يجب أن يكون هناك تواصل بناء بينهم.
- احترام خصوصيات الوالدين وإخوته، وعدم التدخل في أمور لا تعني الطفل.
- تقوى الله في المعاملة مع الوالدين، والامتثال لأوامرهما، والإحسان لهما، مع العلم بأن رضا الله مرتبط برضا الوالدين.
- من المهم أيضاً أن يتجنب الطفل استخدام الألفاظ البذيئة، وعليه أن يتحكم في ردود أفعاله عندما يشعر بالضغط أو الغضب.
- يجب أن يظهر احترامه للأكبر سنًا في العائلة، بما في ذلك الجد والجدة والأعمام، وألا يقوم بأفعال غير لائقة تجاههم، فهم جزء من عائلته الثانية.
دور الطفل في التعاون ومساعدة والديه داخل المنزل
من المهم أن يتعلم الطفل المبادرة والتعاون مع أسرته، وذلك يتناسب مع سنه وإمكاناته. فلا ينبغي أن يُمنع الطفل من مساعدة الآخرين بحجة صغر سنه.
إذا كبر الطفل دون القيام بأي مبادرات، قد يصبح معتمدًا على الآخرين ولا يسعى لتحقيق أحلامه وطموحاته. فالمشاركة تمنح الطفل شعورًا بقيمته الفردية، حيث يدرك أن وجوده له أثر إيجابي على الآخرين.
إن المبادرة هي الركيزة الأساسية، إذ يجب أن يتعلم الطفل الوقوف بجانب الآخرين سواء طلبوا المساعدة أو لم يطلبوا، مما يعزز لديه روح التعاون.
آداب تعامل الطفل مع الآخرين خارج المنزل
تفيد أسس تربية الطفل على التعامل مع والديه وأقاربه داخل المنزل في تسهيل تعرفه على آداب التعامل مع الآخرين خارج المنزل.
- يجب على الطفل أن يظهر الاحترام والتقدير لكل من يقابلهم، بدءًا من عمال النظافة ووصولاً إلى المعلمين ومديري المدرسة، فالكل بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي يجب أن يحظوا بالتساوي.
- إذا صادف زميلًا يواجه صعوبة في الدراسة، يجب أن يعرض عليه المساعدة، ويشرح له المسائل إن استطاع.
- من المهم أن يتعلم الطفل عدم الحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم الخارجي، فالكثيرون قد يظهرون بمظهر جيد لكنهم فارغون من الداخل، على عكس الآخرين الذين قد يبدون متواضعين ولكن يحملون قلوبًا رائعة.
- يحظر السخرية من الآخرين أو التنمر عليهم سواء في المدرسة أو في أي مكان آخر، حيث تعتبر هذه الأفعال الأسوأ والأكثر قبحًا.
يجب على كل أب وأم مراقبة سلوك أطفالهم وأخلاقهم، وتصحيح الأخطاء دون اللجوء إلى العقاب البدني، بل يجب تعليم الطفل ما هو الخطأ، وفي حال تطلب الأمر، ينبغي فرض عقاب بسيط يجعل الطفل يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه، مع الحفاظ على مشاعر الحب والاهتمام من الوالدين.