الدعاء
يعتبر الدعاء من أعظم سبل المؤمنين وملاذ المحتاجين، ويعد ملجأً لمن يتعرضون للظلم. فلا يمكن لأي شخص الاستغناء عنه، حيث يُعتبر من أرقى العبادات والطاعات. يكسر الدعاء هموم النفوس، يفتح أمامها الأبواب، ويجلب الخير والبركة للمسلم، كما أنه يقيه الشرور والضرر. قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنْي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
أدعية تشرح الصدر من السنة
جاءت العديد من الأدعية في السنة النبوية الشريفة عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- التي تعمل على تحقيق السكينة والراحة للنفس. إليكم بعضٌ من هذه الأدعية:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس رضي الله عنها: (ألا أعلِّمُكِ كلماتٍ تقوليهن عند الكَرب؟ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).
- وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب بقوله: (لا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).
- وقال أيضًا: (ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! ينبغي لنا أن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتعلمَهنَّ).
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).
أدعية تريح النفس
إن الدعاء هو سلاح المسلم ووسيلة لتحقيق انشراح القلب والتعبير عن حاجته لله تعالى. يقول الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). فيما يلي مجموعة من الأدعية التي تتيح للشخص التفاعل مع مشاعره وإيجاد السكينة في صدره:
- رب، امنحني سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يساعدني على القيام بما تحبه من عبادة؛ من مساعدة الضعيف والمحتاج، واجعل ذلك سرّ حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني.
- اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام، ولك الحمد على هديتك لنا، والشكر لك على كل النعم التي أنعمت بها علينا.
- اللهم اجعل لي من خشيتك وسيلة تحول بيني وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تؤدي به إلى جنتك، ومن اليقين ما يهون علي مصائب الدنيا.
- اللهم إني أستغفرك عن كل ذنب وخطيئة، كم ما علمت منها وما لم أعلم، واملأنا مع الأبرار في جنات النعيم، ولا تفرق بيننا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين.
- اللهم اجعلني من الصابرين والشاكرين، القوى إيماني وارحمني، اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه.
- رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي.
- اللهم ابعد عني رفقاء السوء، وجنبني الفواحش والمعاصي، اغفر لي ذنبي وطهر قلبي، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.