كشف أسرار أسماء الله الحسنى ومعانيها

أسرار أسماء الله الحسنى

عندما يدرك العبد تفرد الله -سبحانه وتعالى- في قدرته على النفع والضر، والعطاء والمنع، والإحياء والإماتة، فإن ذلك يعزز توكله على الله في ظاهره وباطنه. إن العلم بأن الله لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض وأنه يعلم السر وأخفى، ويدرك خائنة الأعين وما تخفيه الصدور، يجعل العبد يحفظ لسانه وجوارحه عن كل ما يغضب الله. ويجعل روحه وجسده يتوجهان نحو ما يحبه الله ويرضاه، مما يؤدي إلى شعور بالحياء يمنعه من اقتراف المحرمات ويذكره بأن الله يراه ويسمعه. إضافةً إلى معرفته بغنى الله وجوده وكرمه، فإنه يعكس سعة أمله ورجائه في عطائه. ومعرفة العبد بجبروت الله وعظمته تُثمر المحبة والطاعة، وتعزز أنماط العبودية في ظواهرها والباطنة. وعلم العبد بكمال الله وصفاته العليا يحثه على طاعته واجتناب نواهيه -جل وعلا-، وهذا مرتبط بشكل وثيق بمعرفة العبد بصفات خالقه وأسرار أسمائه الحسنى.

الله

كما يدل لفظ الجلالة على أن الله -سبحانه وتعالى- هو المعبود الحق الذي لا يستحق الألوهية سواه. ويُشتق هذا الاسم من الفعل “أله” والذي يعني “عبد”. ولذلك، يُعد الله المعبود الأوحد، وهذا الاسم يحمل خصائص عدة يصعب إحصاؤها. ويُعتبر هذا الاسم من الأسماء العظمى، حيث يدل بشكل واضح على ذاته -تبارك وتعالى- وجميع الأسماء الحسنى تُضاف إليه، إذ يشمل اسم الله جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا.

العزيز

يشير معنى “العزيز” في اللغة إلى القوة والشدة والقدرة على الغلبة، فهو الجليل الشريف. ومن عزته -سبحانه- تخضع له جميع المخلوقات بأمره، بحيث لا تتجاوز ما حدده لها ولا تتأخر عنه. إن عزة الله تدل على الكبرياء الدائم والحقيقي، وهي صفة من صفات ذاته التي لا تتخلى عنها، فهو يغلب بعزته كل شيء، وأي عزة توجد لدى مخلوق يُعزى إليه سبحانه وتعالى.

الحكيم

تدل كلمة “الحكيم” على أنه الحاكم الذي يمتلك الحكم الكامل من جميع الجهات، حيث أن جميع الخلق محكومون بأمره. له الحكم المطلق، وإليه يُرجع الأمر في كافة المواقف. يحكم الله على عباده بقضائه وقدره، ويقضي بينهم بدينه وشرعه، وفي يوم القيامة يحكم بينهم جزاءً بفضله وعدله، ولا يوجد حاكم سواه. كما أنه لا يجوز تحكيم أي قانون إلا ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه. وهو -سبحانه- ذو الحكمة البالغة، حيث إن كل أمر يقدره لخلقه يأتي بحكمة بالغة وتدبير حكيم.

الحميد

يعني “الحميد” أنه المستحق للحمد والثناء، والمحمود على كل لسان، وهو يمتلك جميع الصفات المدحية والكمال. الله -سبحانه- محمود على ما خلق وأبدع، وأعطى ومنع. وقد ذَكر سبحانه نفسه بالحمد في كتابه، وحمده الموحدون. وهو المحمود أيضاً على طاعات العباد ومعاصيهم، وإيمانهم وكفرهم، وكذلك على خلق المؤمنين والكفار. وهو أيضاً محمود على عدله مع أعداء الدين، كما أنه يُحمد أيضاً على فضله مع أوليائه الصالحين. وبالتالي، فإن السماوات والأرض وكل ما فيها تسبح بحمده، إذ لا يوجد شيء إلا ويُسبح بحمده، لذا يستحق الحمد في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top