السعادة الزوجية في الإسلام
السعادة الزوجية تتطلب توفّر مجموعة من المكونات الأساسية التي يجب أن يسعى كل من الزوجين لتحقيقها. فهي تعكس الأسس الثابتة التي يرغب بها الطرفان، وقد جعل الإسلام لكلٍ منهما حقوقًا وواجبات تضمن استمرارية حياة أسرية سعيدة. ومن أجل تعزيز السعادة بين الزوجين، قدمت الشريعة الإسلامية إرشادات كثيرة، لذا يمكن تلخيص أهم العناصر التي تساهم في تحقيق السعادة الزوجية كما يلي.
عوامل السعادة الزوجية في الإسلام
تنقسم العوامل التي تؤدي إلى السعادة الزوجية إلى فئتين:
قبل الزواج
يتعين على الرجل قبل الإقدام على الزواج أن يتجاوز التفكير في جوانب ضيقة. الهدف الأسمى يدفعه نحو اختيار الشريكة الأنسب والأكثر ملاءمة لتحقيق سعادةٍ مستدامة. لذا، حث الإسلام على اختيار ذات الدين والأخلاق، وأهمية تكافؤ المستوى بين الزوجين. كما أن تماشي الاهتمامات والقيم الشخصية بينهما يعزز من مقومات السعادة. لذا، من الضروري أن يتفق الأزواج قبل الارتباط على المسائل الأساسية في مسيرتهم المشتركة، لضمان عدم ظهور تحديات مستقبلية قد تنغص حياتهم. وإذا وجد الرجل في المرأة التي يريدها زوجة صفة الخير والحسن، واعتقد أنها ستكون مصدر سعادة واستقرار، فإن هذا الاختيار يعد أنفع له مقارنةً بالاختيار غير المدروس.
بعد الزواج
بعد الدخول في الحياة الزوجية، ينبغي على الزوج أن يبذل جهدًا لتجديد مشاعر حبه لزوجته، وإظهار تدفق المشاعر الإيجابية نحوها. فالحب يُعتبر أحد العناصر الرئيسية لاستمرار السعادة الزوجية. يجب على الزوج أن يرى الخلافات كحالات عابرة وليس كعداء دائم. ويدرك الرجل الذي يسعى للحياة الأسرية السعيدة أن لزوجته اهتمامات ورغبات، وقد لا يتفق معها في جميع الأمور، لكن يُطلب منه احترام تلك الاهتمامات واستجابتها قدر المستطاع. كما ينبغي للزوج أن يفهم أن قيادته للأسرة لا تعني السيطرة بل هي مسؤولية تتطلب منه العمل للحفاظ على الحب والسعادة. ويجب على الزوجين أن يسعيا إلى تعزيز الإيجابيات في علاقتهما وتقليل السلبيات، وأن لا يتوقفا طويلاً عند كل موقف أو خطأ قد يحدث من أحدهما.