يعد التهاب المرارة من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على العديد من الأفراد، ويمكن أن يترتب على ذلك مجموعة من المضاعفات الصحية. وفي بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص من التهاب المرارة دون معرفة الأعراض والأسباب التي تستدعي استشارة الطبيب عندما تظهر.
في هذا المقال، سنستعرض أعراض التهاب المرارة البسيط.
ما هي المرارة؟
المرارة هي عضو ثانوي في جسم الإنسان، وتعتبر جزءًا أساسيًا من الجهاز الهضمي. تأخذ المرارة شكل الكمثرى وتوجد في الجزء السفلي من الكبد، حيث تعمل على تخزين العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد. تُستخدم هذه العصارة لهضم المواد الدهنية في المعدة بعد تخزينها في المرارة.
على الرغم من أن المرارة لها دور مهم، إلا أنها قد تواجه العديد من المشكلات، وتتفاوت الأعراض والعلاج باختلاف نوع الالتهاب، وهو ما سنناقشه لاحقًا.
تابع أيضًا:
أعراض التهاب المرارة البسيط
عند الإصابة بالتهاب المرارة، يعاني الأشخاص من مجموعة متنوعة من الأعراض، منها أعراض حادة وأخرى مزمنة، ولكل منها علاج خاص به، ومن أبرز أعراض التهاب المرارة البسيط:
- ألم في الجزء العلوي الأوسط من البطن، خصوصًا بعد تناول الوجبات.
- ارتفاع في درجة الحرارة مصحوبًا بقشعريرة.
- الشعور بالغثيان المتكرر.
- رغبة في القيء، خاصة بعد تناول وجبة دهنية.
- اليرقان، المعروف بظهور اصفرار في بياض العين واصفرار الجلد.
- الإصابة بالإسهال.
- الشعور بثقل في المعدة.
- ألم في الكتف والبطن ومنطقة الظهر الوسطى.
أعراض التهاب المرارة المزمن
عادةً ما يظل الأشخاص المصابون بالتهاب المرارة المزمن بدون أعراض، ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تظهر، مثل الغثيان وألم البطن، لكن الألم في هذه الحالة يكون متقطعًا كما أنه لا يصاحبه حمى كما هو الحال في التهاب المرارة البسيط.
الأعراض النفسية المرتبطة بالمرارة
في عصرنا الحالي، تُعتبر الضغوط النفسية والإجهاد المزمن من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة. أظهرت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين أمراض المرارة والحالة النفسية للفرد، حيث قد يؤدي التوتر وسوء الحالة النفسية إلى تطور مشكلات في المرارة، والعكس صحيح.
إليكم بعض الأعراض النفسية التي تظهر على مرضى المرارة، ومنها:
- تحمل المسؤولية والالتزام بدوام العمل الجاد.
- العمل لصالح الآخرين على حساب الذات، مع تقديم تضحيات كبيرة.
- الالتزام بمبادئ المجتمع مع إنكار الرغبات الشخصية، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط.
قد تتسبب هذه العوامل في تراكم مشاعر القلق، التوتر، والصراعات الداخلية، بالإضافة إلى عدم تقبل الضعف والسعي نحو الكمال.
كما أوضحت الدراسات أن غالبية مرضى المرارة قد تعرضوا لتجارب صعبة مثل قسوة العائلة أو التنمر، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض المرارة.
أسباب التهاب المرارة
يحدث التهاب المرارة نتيجة حدوث بعض المشكلات الصحية مثل:
- حصوات المرارة التي غالبًا ما تتكون من جزيئات صلبة تسبب انسداد القنوات المرارية، مما يؤدي إلى تراكم العصارة الصفراوية في المرارة.
- وجود أورام، خاصة تلك التي توجد بالقرب من المرارة، مما يُعيق تصريف العصارة الصفراوية.
- مشكلات في الأوعية الدموية، مما يمنع تدفق الدم بشكل كافٍ إلى المرارة.
- عدوى ناتجة عن أمراض معدية مثل مرض الإيدز.
- انسداد القناة الصفراوية، سواء بسبب التواءها أو تندبها.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المرارة
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية مؤخرًا أو الذين يعانون من نقص المناعة.
- الأفراد المصابون بخلل في وظيفة المرارة، وهذا قد يشمل مرضى فقر الدم المنجلي والسكري.
- النساء فوق سن الخمسين والرجال فوق سن الستين معرضون بشكل أكبر للإصابة.
- الأشخاص الذين يتعرضون لتقلبات سريعة في الوزن.
أنواع التهاب المرارة
التهاب المرارة الحاد
يظهر هذا النوع فجأة، مصحوبًا بأعراض مثل الغثيان، الحمى، وألم البطن.
التهاب المرارة المزمن
يتميز هذا النوع بأعراض طفيفة، وقد لا تظهر الأعراض في بعض الأحيان. يتميز الألم بكونه متقطعًا.
مضاعفات التهاب المرارة
تلف أنسجة المرارة
يُعرف تلف أنسجة المرارة بظاهرة الغرغرينا، وهو من أخطر المضاعفات التي تصيب كبار السن والمرضى ذوي الحالات الصحية الخطيرة.
الإصابة بعدوى في المرارة
يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية في القناة المرارية إلى انتقالها إلى المرارة.
تمزق المرارة
يمكن أن يتسبب تلف الأنسجة أو احتباس العصارة الصفراوية أو العدوى في حدوث تمزق للمرارة.
الوقاية من التهاب المرارة وحدوث حصوات فيها
- اتبع نظامًا غذائيًا يساهم في فقدان الوزن بشكل تدريجي.
- تجنب زيادة الوزن السريعة.
- إبعاد الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات عن نظامك الغذائي، واستبدالها بالألياف والفواكه والخضراوات.
التشخيص وعلاج التهاب المرارة
يتعين على الطبيب إجراء بعض الفحوصات مثل التصوير بالأشعة الطبقية، والأشعة السينية، وفحوصات الدم، للوصول إلى تشخيص دقيق.
ثم يضع الطبيب خطة علاجية مناسبة تشمل:
- رعاية المريض في المستشفى لإراحة المرارة مع إعطاء المحاليل اللازمة.
- استخدام المسكنات والمضادات الحيوية لتقليل الألم وعلاج الالتهاب.
- وصف أدوية لتفتيت حصوات المرارة إن وجدت.
- استئصال المرارة إذا اقتضت الحاجة.
- توصية بتناول الأعشاب التي تعزز الشفاء والمساعدة في اتباع نظام غذائي صحي.