أحكام الطهارة خلال شهر رمضان المبارك

أحكام الطهارة في شهر رمضان

تُعرّف الطهارة لغويًا بأنها التنظيف والابتعاد عن الأوساخ، أما في الاصطلاح الشرعي فهي الأعمال التي تمكننا من أداء الصلاة، مثل الوضوء الذي يُستخدم للتطهر من الحدث الأصغر (مثل البول والغائط) والغسل الذي يُستخدم للتطهر من الحدث الأكبر (مثل الحيض والنفاس والجنابة).

بشكل عام، لا تختلف أحكام الطهارة في رمضان عن بقية الأشهر، خاصة فيما يتعلق بالحدث الأصغر، حيث إن الطهارة منه ليست شرطًا لصحة الصيام. أما بالنسبة للطهارة من الحدث الأكبر فهي شرط أساسي للصيام، لذا يجب على المسلم أن يكون على دراية بالأحكام المتعلقة بذلك.

الطهارة من الحيض والنفاس في رمضان

لا يُسمح للحائض أو النفساء بالصيام، سواء كان ذلك صيامًا واجبًا مثل صيام رمضان أو صيامًا تطوعيًا. يتعين عليهما قضاء ما فات منهما بعد انتهاء فترة طهارتهما. إذا كانت المرأة حائضًا أو نفساء وطهرت قبل الفجر، فإنه يجب عليها الصيام. أما إذا حدث الطهر خلال النهار، سواء في البداية أو النهاية، فإنها تُفطر ولا تُكمل صيامها، بغض النظر عما إذا كانت قد طهرت بعد الفجر بفترة قصيرة.

يجب على المرأة التي طهرت قبل الفجر حتى لو للحظة واحدة أن تغتسل، ولا يتعارض ذلك إذا تأخر الغسل إلى ما بعد الفجر، حيث يُعتبر هذا كافيًا لأن الاغتسال ليس شرطًا لصحة الصيام. بمجرد أن تطهر المرأة، يصبح حكمها كحكم الجنب ويجب عليها الصيام.

الطهارة من الجنابة في رمضان

إذا جامع الرجل زوجته في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك ولم يغتسل حتى بعد الفجر، فإن صيامه لا يتأثر ويكون صحيحًا. لكن إذا حدثت المجامعة أثناء نهار رمضان، فإن ذلك يُفسد الصيام. يُسمح بتأخير الغسل لمن جامع ليلاً.

تجدر الإشارة إلى أهمية الاغتسال لأداء الصلوات، خاصة صلاة الفجر، ويتعين على المسلم أن يغتسل قبل فوات وقت هذه الصلاة (أي قبل طلوع الشمس) لكي يؤديها في وقتها، حيث إن تأخير الصلاة عن وقتها يُعتبر إثمًا وعلى الشخص أن يقضيها.

الطهارة من الاحتلام في رمضان

الاحتلام هو رؤية الشخص لمباشرة في المنام، ويُصاحبه غالبًا إنزال للمني. إذا احتلم المسلم خلال شهر رمضان، فلا يُفسد صيامه، سواء وقع الاحتلام في الليل أو النهار، إذ أن هذا الأمر خارج عن إرادة الصائم ويصعب التحكم به.

وبما أن صيام المحتلم لا يُفسد، فلا يُوجب عليه القضاء، ولكن يجب على المحتلم -ذكرًا كان أو أنثى- أن يغتسل. ولا يُشكل تأخير الغسل حتى طلع الفجر أي إشكالية، بشرط أن يغتسل لأداء صلاة الفجر قبل طلوع الشمس.

تناول ما يقطع الحيض في رمضان

تستطيع المرأة تناول أدوية تقطع الحيض في شهر رمضان إذا رغبت في الصيام، وذلك لأن الطهارة من الحيض شرط لصحة الصيام، بشرط أن يكون هذا غير مضر بصحتها. حينها، تُعتبر أحكامها كأحكام الطاهرات في الصيام والطواف ومجامعتها لزوجها وغيرها من الأمور.

صيام من شكّت في زمن طهرها من الحيض

إذا كانت المرأة غير متأكدة مما إذا كانت قد الطهرت من الحيض قبل طلوع الفجر أو بعده، فإنه يُسمح لها بالصيام في ذلك اليوم ولكنها ستحتاج إلى القضاء لاحقًا. الصيام هنا يتم اعتباره لصالح الشك في الطهر قبل الفجر، والقضاء نظرًا لوجود الشك بعده. أما إذا أفطرت المرأة في ذلك اليوم ولم تقضِ، فقد ورد بأنه لا يجب عليها الكفارة.

يتم تناول مسألة ضرورة الصوم وعدم اللزوم لأداء صلاة العشاء بالنسبة للمرأة التي تشك في طهرها قبل الفجر أو بعده، بأن وقت صلاة العشاء قد انتهى، في حين أن الصوم يستمر طوال اليوم، لذا يُسمح لها بالصيام تحسبًا واحترامًا للوقت، كما في حال من يشك في أنه تناول الطعام قبل الفجر أو بعده.

كيفية الاغتسال للطهارة من الحدث الأكبر

يكون الاغتسال بالصورة المجزئة من خلال النية القلبية أولاً، ثم تعميم الجسم بالماء مرة واحدة. أما الطريقة المستحبة للغسل فهي كالتالي:

  • نية الاغتسال.
  • غسل اليدين ثلاث مرات.
  • تنظيف الفرج مما قد يتسبب في التلوث، بحيث تُقلب الماء باليد اليمنى وتتم عملية الغسل باليد اليسرى.
  • أداء الوضوء كاملًا.
  • تدفق الماء على الرأس ثلاث مرات.
  • تخلل منابت الشعر على الرأس بالأصابع.
  • تدفق الماء على الجسم بدءًا من الجهة اليمنى بدون إسراف.
  • تحويل المكان إلى غسل القدمين إذا لم يكن المكان نظيفًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top