يُعتبر المنهج التجريبي من أهم المناهج في علم الاجتماع، والذي يُستخدم على نطاق واسع في الأبحاث الاجتماعية. يعتمد هذا المنهج على الأدلة القابلة للقياس والتجربة. في هذا المقال، سنستعرض هذا العلم ونذكر أنواعه وعلاقته بالعلوم الأخرى.
المنهج التجريبي في علم الاجتماع
يُعتبر المنهج التجريبي من أقدم وأعرق المناهج في علم الاجتماع، حيث يُعد أداة بحث فعالة لفهم السلوكيات والتجارب الاجتماعية. يتيح هذا المنهج جمع كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالظواهر الاجتماعية وتجارب الأفراد المتأثرين بها. مع التقدم التكنولوجي، أصبح بالإمكان استخدام أدوات البحث التجريبي عبر الإنترنت، مما يسهل جمع الآراء والنتائج من المجتمع من خلال استبيانات ومواقع إلكترونية.
علاقة المنهج التجريبي في علم الاجتماع بالعلوم الأخرى
للمنهج التجريبي علاقات متعددة ومهمة مع عدد من العلوم الأخرى، ويمكن تلخيص أبرز هذه العلاقات كما يلي:
1- العلاقة بين المنهج التجريبي وعلم النفس
يدرس المنهج التجريبي في علم الاجتماع السلوكيات الاجتماعية وتفاعلات الأفراد، بالإضافة إلى استجابة المجتمع للتجارب الاجتماعية ومعرفة الثقافة التي تحدد ردود الأفعال النفسية. يسعى هذا العلم إلى تصحيح السلوكيات السلبية، ولكنه قد يواجه تحديات عند دراسة الظواهر مثل الحروب.
2- العلاقة بين المنهج التجريبي وعلم الفلسفة
في علم الفلسفة، يُعتبر المنهج التجريبي مجموعة من الخطوات المنهجية التي تساهم في الوصول إلى نتائج معينة، حيث يتم التركيز على القواعد المنطقية بدلاً من الاعتماد فقط على التفكير العقلي.
3- العلاقة بين المنهج التجريبي وعلم الاجتماع
يشهد المنهج التجريبي تأثير الأنشطة المحيطة به، ويُستخدم في البحث بهدف التنبؤ بالظواهر الاجتماعية وفهم أسبابها بهدف تحسين الحياة المجتمعية.
خطوات المنهج التجريبي
يستند المنهج التجريبي إلى مجموعة من الخطوات الأساسية، منها:
- تحديد الظاهرة الاجتماعية التي ستقوم عليها التجربة.
- توضيح الأهداف من البحث والتفسير.
- تحديد المشكلات المحتملة التي قد تواجه الباحث.
- مقارنة النتائج المتوقعة بالإمكانات المتاحة والبيانات المقترحة للدراسة.
متغيرات المنهج التجريبي
تشمل متغيرات المنهج التجريبي:
- المتغيرات الكمية، حيث يقوم الباحث بحساب كميات محددة من المتغيرات من خلال تتبع عدد المشاركين والنتائج الإحصائية.
- المتغيرات النوعية، التي تحدد طبيعة المتغيرات وفقًا للنوع المراد دراسته.
متغيرات المنهج التجريبي في علم النفس
1- التعريفات التشغيلية
تتضمن تحديد المراحل التي يتعين على الباحث اتباعها للوصول إلى متغيرات معينة.
2- المتغير المستقل
هو المتغير الذي يستطيع الباحث التحكم فيه وتعديله.
3- المتغير التابع
يعتمد على المتغير المستقل، ويمكن تعديله وفقًا لتغيرات المتغير المستقل.
مميزات المنهج التجريبي في علم الاجتماع
تتمثل مميزات المنهج التجريبي فيما يلي:
- يدرس المجتمع ككل بجوانبه المختلفة، ويسعى لتطبيق التجارب لإقامة بحوث تفصيلية حول الظواهر الاجتماعية وكيفية التعامل معها بشكل سليم.
- القدرة على ضبط المتغيرات والتحكم فيها.
- تقديم نتائج دقيقة ومتخصصة في الأبحاث.
- يوفر للباحثين ثروة من المعلومات والدراسات.
- يُستخدم لدراسة كافة المجتمعات والظواهر الاجتماعية، ويمكن توظيفه في تحليل جميع أنواع الأحداث.
- يهتم بمسببات الظواهر الاجتماعية وتأثيراتها على الأفراد، من خلال دراسة المتضررين والمستفيدين وتحليلها للوصول إلى استنتاجات دقيقة.
يقدم المنهج التجريبي في علم الاجتماع دراسة شاملة للسلوكيات الناتجة عن الظواهر الاجتماعية، عبر تحديد الأسباب الرئيسية لهذه الظواهر وإجراء الأبحاث اللازمة للحصول على نتائج دقيقة وتحليلها. إن هذا المنهج يمثل أداة رئيسية في فهم العلاقات الاجتماعية وسياقاتها المختلفة.