قصيدة أيها البدر الذي
أيّها البَدرُ الّذي
يملأ عَيْنَيْ مَن تأمّل
قلبي يعاني وطأة الـ
جنون، فَتحمّل
ليس لدي صبرٌ جميلٌ،
لكنني أتظاهر بالصبر
ثم لا يأسَ، فكم قدْ
تحقّق أمرٌ لم يؤمَّل
قصيدة سأحب أعدائي لأنك منهم
سأحب أعدائي لأنكِ منهم،
يا من يفرح بمقلتيه، ويُحزنني
لقد أصبحت تزعجني، فأمنحك الرضى
بلا تردد، وأنت تظلمني، فلا أشتكي
يا من تآلف ليله ونهاره،
فالجمال بينهما ساطعٌ ومظلم
قد كان، في شكوى الشوق، راحةٌ،
لو كنتُ أشكو إلى من يرحم
قصيدة ما ضر لو أنك لي راحم
ما ضرّ لو كنت لي راحماً؛
فأنت عالِمٌ بعِلّتي
يسرُّك، يا شغفي ويا بغيتي،
أنّك مما أشتكي سالمٌ
تضحك في الحبّ، وأنا أبكي،
ألله، في ما بيننا، هو الحاكم
أقولُ عندما غادرني النوم
قولةً متأثرة، قلبه هائمٌ:
يا نائماً أيقظني حبّه،
هب لي رقاداً أيها النائم!
قصيدة متى أبثك ما بي
متى أبثك ما بي،
يا راحتي وعذابي؟
متى ينوب لساني،
في شرحه، عن كتابي؟
الله يعلم أنني
أصبحتُ فيك لما بي
فلا يطيب طعامي؛
ولا يَسُوغ شَرابي
يا فتنة المتقري،
وحجة المتصابي
الشمس أنتِ، توارتْ،
عن ناظري، بالحجاب
ما البدرُ، إلا كوجهكِ، لمّا
أضاء تحت النقاب
قصيدة سأقنع منك بلحظ البصر
سأقنع منكِ بلحظ البصر،
وأرضى بتسليمك المختصر
ولا أتخطى التماسَ المُنى،
ولا أتعدى اختلاسَ النظر
أصونكِ من لحظات الظنون،
وأدرأ عنك خطرات الفكر
وأحذر من لحظات الرقيب،
فقد يستدام الهوى بالحذر
قصيدة شكوى وعتاب
ما على ظنّي بأس،
يجرح الدهر ويتساوى
ربما أشرف بالمَرْء،
على الآمال، يتساوى
ولقد يُنجيك اغفَاءٌ
ويرديك احتراسٌ
والمحاذير سهامٌ؛
والمقادير قياسٌ
ولكم أجد قعودٌ؛
ولكم أكدى التماس
وكذا الدهر إذا ما
عَزّ ناسٌ، ذَلّ ناس
وبنو الأيام أحياءٌ: سَرَاةٌ وخساسةٌ
نلبس الدنيا، ولكن
متعة ذاك اللباس
يا أبا حفص، وما ساواك،
في فهمٍ، إياسٌ
من سناء رأيك لي، في
غسق الحطب، اقتباسٌ
وودادي لك نصٌ،
لم يُخالفه قياسٌ
أنا حيران، وللأمر
وضوحٌ والتباسٌ
ما ترى في معشرٍ حالوا
عن العهد، وخاسُو
ورأوني سامرياً
يُتقى منه المساس
أذءبٌ هام باللحم،
فانتِهَاشٌ وانتِهَاسٌ
كلهم يسأل عن حالي
وللذئب اعتسافٌ
إن قسَا الدهر فالماء
من الصخر انبجاسٌ
ولئن أمسيت محبوساً،
فللغايث احتباسٌ
يلبد الورد السَبَنْتَى،
وله بعد افتراسٌ
فتأمل! كيف يغشى
مقلة المجد النعاس؟
ويفتّ المسك في التُّربِ،
فيُوطَا ويُدَاس؟
لا يكن عهدُك ورداً!
إنّ عهدي لك آسٌ
وأدر ذكرِيَ كأساً،
ما امتطت كفك كاسٌ
واستغل صفو الليالي؛
إنما العيش اختلاسٌ
وعسى أن يسمح الدهر،
فقد طال الشِّماسٌ
قصيدة لا افتتان كافتتاني
لا افْتِتانٌ كافِتِناني
في حلَى الظرف الحسانِ
خصّني بالأدب الله،
فأعلى فيه شاني
خاطري ينفد، مهما
قيسَ، من حدّ السنانِ
أيّهضا المرسل أطيارَ
المعمّى لامتحاني
هاكَ، كي تزداد، في الآ
داب، علماً بمكاني
قد أتتْنَا الطير تشدو
بعض أبيات الأغاني
برطانات، قضتْنَا
مَا اقْتَضَتْنَا من بيان
إن تغنّى البلبلُ اهتاج
غناءَ الورشانِ
فتأدّى منه بيتَا
غزلٍ مُنفردانِ
لمحبٍّ في حبيبٍ،
عنه ناءٍ منه داني
يا بعيد الدار، موصُولاً
بقلبِي ولساني
ربّما باعدكَ الدهرُ،
فأدنتكَ الأماني
قصيدة جاءتك وافدة الشمول
جاءتْكَ وافِدَة الشمول،
في المنظر الحسن، الجميل
لم تحظَ، ذائبةً، لديكَ،
ولم تنَل حظَّ القبول
فتجامدت، مُحتالةً،
والمَرءُ يَعجزُ لا الحويل
لولا انقلاب عينِ سُدّتْ،
دون بغيته، السبيل
لهجرْتها صَفراءَ في
بيضاءَ، هاجرُها قليل
الكأس مِن رَأدِ الضحى؛
والراحُ من طفلِ الأصيل
آثرتَ عائدة التقى،
ورغبتَ في الأجر الجزيل
يا أيها المَلِكُ، الذي
ما في الملوك له عديل
يا ماء مزنٍ، يا شهابه،
دجنةً، يا ليثَ غيل
يَا مَنْ عَجِبْنَا أنْ يَجُودَ،
بمثلِهِ، الزمانُ البخيل
بشرَاكَ دنيا غضّةٌ،
في ظِلّ إقبالٍ ظليل
رَقّتْ، كما سال العذَرُ
بجانبِ الخدّ الأسيل
وتأوّدت، كالغصن قابلَ
عطفه، نفسُ القبول
يصبي مقبّلهَا الشهيدُ،
ولحظُها الساجي العليل
فَتَمَلُّهَا في العِزّةِ الـ
ـقَعْساء، والعُمُرِ الطّويل