تُعَدُّ رياضة الجمباز واحدة من أبرز الألعاب المعروفة حاليًا ضمن دورة الألعاب الأولمبية. في هذا المقال، نقدم لكم نظرة شاملة على تاريخ رياضة الجمباز، والأشخاص الأوائل الذين ساهموا في اكتشافها، بالإضافة إلى تطور هذه الرياضة التي تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق متابعة المنافسات الأولمبية.
تعريف رياضة الجمباز وأصل ظهورها
تُعتبر الجمباز واحدة من أكثر الرياضات شهرة في دورة الألعاب الأولمبية، التي تتمتع بشعبية كبيرة بين المتابعين في مختلف دوراتها. ومع ذلك، قد يجهل البعض أصول هذه الرياضة وتاريخ نشأتها وتطورها. إذا نظرنا إلى جذر كلمة “جمباز”، سنجد أنها مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة “gymnazein” التي تعني “ممارسة الرياضة عارية.”
وفقًا لموقع “يورو نيوز”، يعود تاريخ ظهور رياضة الجمباز إلى آلاف السنين، حيث كان الشباب في الجيوش القديمة يتدربون على فنون القتال. ومن خلال التاريخ، سعى الإنسان إلى اكتشاف حدود قدراته الجسدية عبر مختلف الوسائل. ففي مصر القديمة، تم تصوير الحركات الخلفية للجسم عبر الحروف الهيروغليفية، بينما وثقت النقوش الصينية حركات بهلوانية مختلفة.
تاريخ رياضة الجمباز
من المهم أن نشير إلى أن تاريخ الجمباز يمتد إلى نحو أربعة آلاف عام، حيث يُعتقد أن الرياضة استلهمت من الألعاب البهلوانية في الحضارة المصرية القديمة.
تشير الرسومات الموجودة على الجدران إلى أن البهلوانيين كانوا يؤدون حركات مثل الشقلبة والقفز في الهواء، وهي حركات تتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية.
كما يُعتقد أن الجمباز نشأ في اليونان، مستلهمًا من طرق تدريب المحاربين اليونانيين القدماء. في اليونان القديمة، كانت تُمارس الرياضة شبه عارية في ساحات عامة بهدف تعزيز القوة والمرونة، وكان ذلك يشمل المصارعة ورمي الأثقال والسباحة.
بعد غزو اليونان، قام الرومان بتطوير ممارسات الجمباز، حيث استخدموا القاعات الرياضية لتجهيز جنودهم ليدخلوا في المعارك. لنستعرض الآن تاريخ رياضة الجمباز عبر مختلف الحضارات والعصور.
الجمباز لدى قدماء المصريين
يُظهر الأثريون قدرة القدماء المصريين على ممارسة الجمباز منذ حوالي 3000 سنة، وذلك من خلال النقوش الموجودة على جدران الأهرامات والمعابد والمقابر، مثل مقبرة ميراكوا في سقارة ومقبرة بتاح حتب.
عند تناول النقوش التي تشير إلى بداية رياضة الجمباز في عصر المصريين القدماء، نجد أن هذه النقوش كانت تُظهر رجالاً ونساءً يقومون بحركات بهلوانية متنوعة بشكل فردي وجماعي، تشبه إلى حد كبير الحركات التي تُمارس اليوم في رياضة الجمباز العالمية.
الجمباز لدى الإغريق
أبدى الإغريق اهتمامًا كبيرًا بالجمباز، واعتبروه عنصرًا أساسيًا في تربية أبنائهم بجانب التعليم، حيث اعتلى الجمباز في الثقافة الإغريقية ليصبح فنًا رفيعًا، كالموسيقى والفنون البصرية مثل الرسم والنحت.
الجمباز في العصور الوسطى
شهدت رياضة الجمباز تراجعًا خلال فترة العصور الوسطى، وهو ما يعود إلى انتشار الديانة المسيحية التي أدت إلى تراجع الاهتمام بالعروض البهلوانية وألعاب القتال التي كانت تنتهي بمآسي.
الجمباز في عصر الرومان
كما ذكرنا سابقًا، اهتم الرومان بالجمباز كرياضة بدنية بسبب تأثير الثقافة اليونانية. حيث أدركوا أهمية استخدام الجمباز في تدريب الجنود لبناء قوام جسدي قوي.
هذا وقد كان الرومان هم الأوائل الذين استخدموا الأحصنة الخشبية كوسيلة للتدريب على القفز والهبوط، حيث كانت تشبه الحصان الحقيقي بشكل كبير، ولديها رأس وذيل.
الجمباز في العصر الحديث
في العصر الحديث، والذي يُعرف أيضًا بعصر النهضة، تفوقت أوروبا في تطوير الاهتمام بالرياضات والنشاطات البدنية. وفي هذا السياق، استطاعت رياضة الجمباز أن تبرز كرياضة بدنية معترف بها ومعروفة بخصائصها المميزة.
على مدار هذا المقال، استعرضنا تطور رياضة الجمباز منذ نشأتها في حضارة الإغريق، مرورًا بتطورها لدى الرومان، وتراجعها في العصور الوسطى، وصولاً إلى عصر النهضة حيث بلغت ذروتها في العصر الحديث.