ما هي العوامل التي تحدد طول الشهر القمري؟ وما هو التقويم الذي اعتمد عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ تكشف الإجابة عن هذه الأسئلة عن طبيعة التقويم الهجري وتساعدنا في فهمه بشكل أفضل. لذلك، من خلال موقعنا، نستعرض محددات طول الشهر القمري وأهمية هذا التقويم الديني.
العوامل المحددة لطول الشهر القمري
تتعلق الشهور القمرية بدورة القمر، ومن ثم يصعب تحديد طول الشهر القمري بشكل ثابت. إذ لا يمكن تخصيص مدة زمنية معينة أو تحديد عدد الأيام بدقة، إلا أنه من المؤكد أن عدد الأيام لا يقل عن 29 ولا يتجاوز 30 يومًا.
التقويم الذي اعتمده النبي صلى الله عليه وسلم
استند الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في تحديد الأشهر إلى دورة القمر وتغير أشكاله خلال الشهر، حيث أوصانا بالتحري الدقيق لرؤية الهلال لتحديد مواعيد الصيام. فقد قال عليه الصلاة والسلام: “الشهر هكذا وهكذا، ثم عقد إبهامه في الثالثة، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين” (صحيح مسلم برواية عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما)، مما يشير إلى أن الشهور قد تكون 29 أو 30 يومًا.
الأشهر القمرية
يعرف المسلمون اثني عشر شهرًا قمريًا، تبدأ من شهر محرم وتنتهي بذو الحجة. فيما يلي أسماء هذه الشهور وأسباب تسميتها:
- محرم: سمي بهذا الاسم لأنه كان من الأشهر التي يمنع فيها العرب القتال.
- صفر: عاش العرب فترة يهاجمون فيها القبائل، مما يجعلهم يتخلفون عن المتاع.
- ربيع الأول: سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يرعون فيه العشب ويتدفق الخير فيه، وهو حال أيضًا في ربيع الثاني.
- جمادي: سمي بذلك بسبب تجمد الماء خلاله.
- رجب: سمي بذلك لأن العرب كانوا يتحرزون من القتال في هذا الشهر، حيث يقومون بتجريد الرماح.
- رمضان: ينتظره المسلمون بشغف، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وسمي كذلك بسبب شدة الحر التي تترافق معه.
- شوال: سمي بهذا الاسم حيث يشول النوق بأذنابها عندما تحمل.
- ذو القعدة: سمي بذلك لأنه كان وقت جلوس العرب في ديارهم وعدم الغزو.
- ذو الحجة: سمي بهذا الاسم لأنه يُقام فيه الحج.
أهمية التقويم القمري
في الدين الإسلامي، يعتمد حساب الأيام والشهور على التقويم القمري، كما جاء في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) [سورة الأنعام: 96].
وذكر أيضًا: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [سورة التوبة: 36].
يعتمد المسلمون على رؤية القمر لتحديد مواعيد الصلوات، والصيام، ويوم عرفة وعاشوراء، وكل هذه الأمور مرتبطة بالتقويم القمري وليس بالتقويم الشمسي أو الميلادي. كما يتضمن هذا التقويم مواعيد الأعياد الدينية مثل عيد الأضحى وعيد الفطر وموسم الحج، بالإضافة إلى مواعيد الزكاة وأعداد المطلقة والأرملة.
ومن خلال ما تم تقديمه في هذا المقال حول طول الشهر القمري، أصبحتم على دراية بكافة الأشهر والمواقيت الدينية التي تعتمد على رؤية الهلال، مما يؤكد أن التقويم الهجري والأشهر القمرية هما رمز أساسي للإسلام.