أسباب التثاؤب أثناء الصلاة
- من أبرز أسباب التثاؤب في الصلاة هو امتلاء البطن وثقله نتيجة التنوع والاختلاف في الأطعمة، بالإضافة إلى الشعور بالكسل والإرهاق الناجم عن قلة النوم. كل هذه العوامل تؤدي إلى خمول الجسم، مما يعرقل التركيز والخشوع في العبادة. ولذلك، يُنصح الشخص بتجنب كل ما من شأنه أن يؤثر سلبًا على خشوعه، مثل تقليل تنوع الأكل والتأكد من الراحة والنوم بشكلٍ كافٍ. كما يُستحب ممارسة التنفس العميق لتقليل التثاؤب.
- وتم التأكيد على أنه من آداب النبي -صلى الله عليه وسلم- خفض الصوت أثناء التثاؤب. علميًا، يُشير البعض إلى أن التثاؤب يساعد في تنظيم درجة الحرارة داخل الدماغ، حيث يسهم في تبريد السوائل. ومن الجدير بالذكر أن الصداع النصفي يمكن أن يكون سببًا آخر للتثاؤب، حيث يرتبط بتجلطات دموية في الدماغ. ومن هنا يُنظر إلى التثاؤب كوسيلة لحماية الدماغ من هذه التجلطات.
حكم التثاؤب في الصلاة
- التثاؤب أثناء الصلاة يعتبر مكروهًا، وذلك لأنه يعد من تصرفات الشيطان. فقد ورد في السنة النبوية عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (التَّثاؤبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ ما استَطاعَ). كما ورد حديث آخر يشير إلى أهمية كظم التثاؤب في الصلاة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تَثاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَلْيَكْظِمْ ما استَطاعَ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ). لذلك، يُعتبر التثاؤب غير مستحب في الصلاة وكذلك خارجها، كما بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن: (إنَّ اللهَ يُحبُّ العُطاسَ ويَكرَهُ التَّثاؤبَ).
- تصبح مهمة المسلم حماية نفسه من التثاؤب سواء أثناء الصلاة أو خارجها. ومن السُنن أن يحرص على عدم فتح فمه بطريقة غير لائقة، ويفضل أن يضع ظهر يده اليسرى على فمه لتجنب أي أذى. ينبغي أيضًا أن يسعى خلال الصلاة للحضور الذهني والخشوع أمام الله، ليكون في مقام عظيم، مما قد يساعده على تقليل التثاؤب، حيث يُعتبر أحد أساليب الشيطان لإلهاء المصلي. يُستحسن أيضًا أن يتوقف المتثائب عن القراءة لفترة قصيرة حتى يستعيد تركيزه ويكمل قراءته بفاعلية.
حكم قول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) عند التثاؤب
لا يوجد نص شرعي يُفيد بجواز الاستعاذة بالله من الشيطان عند التثاؤب، ولا بتحريمها أو النهي عنها. ومع ذلك، جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}. وبما أن التثاؤب يُنسب إلى الشيطان، يمكن اعتبار الاستعاذة وسيلة مساعدة تدفع التثاؤب، لذا فلا مانع من الاستعاذة في هذا السياق.