تقسيم الدولة
يتم تصنيف الدول وفق مجموعة متنوعة من المعايير. من حيث التكوين، تُقسم الدول إلى دول موحدة ودول اتحادية، ومن ناحية شكل الحكم يمكن أن تكون جمهورية أو ملكية. وإذا نظرنا إلى مدى احترام القانون، نجد دولاً قانونية وأخرى استبدادية. كما تختلف الدول في مدى مشاركة الشعب في السلطات من خلال الديمقراطية المباشرة وغير المباشرة، وكذلك شبه المباشرة. في ما يتعلق بمصدر السيادة، توجد دول ديمقراطية وأخرى أرستقراطية ومونقراطية. وكذلك، تُقسم الدول من حيث السيادة إلى دول ذات سيادة كاملة وأخرى ذات سيادة ناقصة. سنتناول في هذه المقالة مختلف أشكال الدولة.
أشكال الدولة
الدولة الموحدة أو البسيطة
تمثل الدولة الموحدة كيانا واحدا تتمتع فيه السيادة بوحدة تامة. تتسم هذه الدولة بهيكل متكامل يضم ثلاثة عناصر رئيسية: السلطة والإقليم والشعب. يتجمع في هذه الدولة السلطة السياسية تحت إدارة حكومة واحدة، مما يعني أن تقسيماتها الإدارية لا تؤثر على وحدتها السياسية. إذ إن المسؤولين في الإدارات المحلية يعملون كوسائل لتنفيذ توجيهات الحكومة المركزية. يشير العديد من الدول إلى استخدام أنظمة مختلفة جنبًا إلى جنب مع اللامركزية الإدارية، مثل نظام المقاطعات السياسية، حيث يُعطى السلطات لمقاطعات الدولة للتمتع بتنظيم ذاتي من خلال هيئاتها التشريعية والحكومية المستمدة من الدستور. يتميز هذا النوع من الدول بعدة خصائص، من بينها:
- وحدة السيادة.
- وحدة الدستور.
- وحدة السلطة السياسية.
- وحدة الإقليم.
- وحدة الجنسية والشخصية الدولية.
الدولة المركبة
تُعرف الدولة المركبة أو الاتحادية بأنها اتحاد بين دولتين أو أكثر بهدف تحقيق أهداف مشتركة يصعب تحقيقها بصورة فردية. تنقسم هذه الدولة إلى أربعة أنواع رئيسية:
الاتحاد الشخصي
يُعرف الاتحاد الشخصي بأنه اتحاد بين دولتين أو أكثر مع إبقاء كل منها حق التصرف بسيادتها الداخلية والخارجية. يجمع بين دول هذه النوع مصادفة اجتماع العرش تحت عائلة أو شخص واحد، كما في حالة زواج ملكة من ملك، يؤدي ذلك إلى تولي أحدهما رئاسة الدولتين. من المهم ملاحظة أن الاتحاد الشخصي ليس محصورًا بالنظم الملكية، بل يمكن أن ينشأ بين دول ذات أنظمة جمهورية. يتميز الاتحاد الشخصي بعدة خصائص، منها:
- وحدة شخص رئيس الدولة مع احتفاظ كل دولة بسيادتها الداخلية وإقليمها ودستورها.
- احتفاظ كل دولة بجنسيتها وشخصيتها الدولية.
- تعتبر الحرب بين دول الاتحاد حربًا دولية.
- استقلال كل دولة في مواردها الاقتصادية.
الاتحاد الحقيقي
يعرف الاتحاد الحقيقي بكونه اندماجًا بين دولتين أو أكثر في اتحاد واحد، وفي هذه الحالة تعدّ الدول المنظمة للاتحاد كدولة واحدة من الناحية القانونية، مع الحفاظ على سيادتها الداخلية. كل دولة تحتفظ بدستورها الخاص وسلطاتها القضائية والتنفيذية والتشريعية. يتميز هذا النوع بالعديد من الخصائص، مثل:
- وحدة شخصية رئيس الدولة.
- احتفاظ كل دولة بسيادتها الداخلية ووحدتها الإقليمية ودستورها وجنسيتها.
- دخول أي من دول الاتحاد في حرب يعني تلقائيًا دخول الدول الأخرى.
الاتحاد التعاهدي
ينشأ هذا النوع من الاتحاد عندما تنضم دولتان أو أكثر عبر معاهدة تهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة. يصنف الاتحاد التعاهدي كحل وسط بين الاتحاد الشخصي، حيث يحتفظ كل دولة بسيادتها الداخلية والخارجية، والشخصية الدولية. يتميز هذا النوع بعدة خصائص، منها:
- استقلال كل دولة برئيسها دون نشوء شخصية دولية جديدة.
- تعتبر الحرب بين دول الاتحاد حربًا دولية.
- احتفاظ كل دولة بجنسيتها ودستورها ومواردها الاقتصادية.
الاتحاد الفيدرالي
ينشأ هذا النوع من خلال اندماج عدد من الدول لتصبح دويلات وولايات تابعة للاتحاد. يُعتبر هذا النوع من الاتحادات أقوى وأكثر نجاحاً، رغم أنه قد يعاني من بعض المشكلات الداخلية في بعض الدول.