أسباب وعوامل خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الرضع
تعتبر الحمى، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، إشارة على أن الجهاز المناعي يعمل بشكل فعّال لمواجهة أحد الأمراض. وبالتالي، فإن الحمى ليست مرضاً في حد ذاتها، بل هي عرض يصاحب حالات طبية أخرى. ورغم ذلك، تساهم درجة الحرارة المرتفعة في شعور الرضيع بالانزعاج وعدم الراحة. تُلاحظ زيادة في معدل ضربات القلب والتنفس، بالإضافة إلى ارتفاع حاجته لتناول السوائل. تشمل الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع ما يلي:
الإصابة بالعدوى
تُعتبر العدوى من أبرز الأسباب المؤدية لارتفاع درجة حرارة جسم الرضيع، حيث تساهم في تحفيز آليات الدفاع الطبيعية في الجسم. تُساعد الحمى في مكافحة العدوى، وخاصةً عند حديثي الولادة والرضع الذين يكون جهازهم المناعي غير مكتمل النمو. تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الجراثيم التي يمكن أن تسبب العدوى، حيث تلعب الفيروسات دوراً أكبر من البكتيريا في هذا السياق. تعتبر العدوى الفيروسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، من أكثر مسببات الحمى شيوعاً. غالبًا ما تكون الحمى هي العرض الوحيد الذي يظهر خلال الساعات الـ 24 الأولى، في حين تظهر الأعراض الأخرى، مثل سيلان الأنف والسعال، في وقت لاحق. على سبيل المثال، عند الإصابة بالطفح الوردي، يترافق ارتفاع الحرارة لأيام قليلة قبل ظهور الطفح الجلدي.
يمكن القول إن معظم حالات الحمى الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة تكون بسبب عدوى جديدة، وقد يتم انتقال هذه العدوى أثناء الولادة أو قبلها. الأطفال المولودون لأمهات مصابات بعدوى البكتيريا العقدية من المجموعة ب أو أولئك المولودون ولادة مبكرة أو المصابون بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب، يكونون أكثر عرضة بشكل كبير. من الضروري التنبيه إلى أن إصابة حديثي الولادة، الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر، بالحمى تعد من الأمور الخطيرة، حيث قد تشير إلى تعفن الدم، وهي عدوى بكتيرية تؤثر على مجرى الدم. يجب على الأطباء تقييم هذه الحالات وعلاجها بشكل عاجل.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن العدوى التنفسية، مثل الفيروس التنفسي المخلوي، والخانوق، وعدوى الحلق الفيروسية، تساهم بشكل كبير في ارتفاع درجة حرارة الرضع. كما أن التهاب الحلق العقدي يعد من الأسباب المتكررة للعلاج غير المبرر. في حين أن بعض أنواع العدوى أقل شيوعًا بين الرضع، فإنها تظل قادرة على التسبب في الحمى، مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الجهاز البولي، وحالات العدوى الخطيرة مثل التهاب السحايا.
المبالغة في اللبس والطقس الحار
تُعتبر المبالغة في ارتداء الملابس أو التعرض لبيئة حارة من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الرضع، خاصةً عند حديثي الولادة، الذين لا يستطيعون تنظيم درجة حرارة أجسامهم كما يفعل الأطفال الأكبر سنًا. رغم ذلك، من الضروري مراجعة الطبيب إذا كانت هناك حالات حمى أو ارتفاع حرارة لدى الرضع، خاصةً عند حديثي الولادة، لأنها قد تشير إلى عدوى خطيرة. يجب مراعاة أن أجسام الرضع أقل كفاءة في التحكم بدرجة الحرارة عن البالغين، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لدرجات الحرارة العالية. قد ترتفع درجة حرارة الأطفال بشكل ملحوظ عند التعرض لمصادر الحرارة داخل المنزل أو في السيارة. لذلك، يجب عدم ترك الرضيع بمفرده في سيارة مغلقة تحت أي ظرف، لتفادي مخاطر ارتفاع الحرارة المفرط.
إعطاء التطعيمات
تظهر أحيانًا ارتفاعات طفيفة في درجة حرارة الرضيع بعد تلقي التطعيمات، وهذا يعد طبيعياً ولا يشكل خطرًا، بل يدل على فعالية التطعيم. تستمر هذه الارتفاعات عادة لبضع ساعات إلى يوم. ترتفع درجة الحرارة غالبًا خلال 12 ساعة من أخذ اللقاح وتستمر لمدة تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام، بينما قد تستمر بعض المطاعيم في إحداث ارتفاع للحرارة لأسبوع أو أكثر، مثل لقاح الحصبة. من المهم للآباء الاستمرار في تطعيم الأطفال وفقًا للجدول الزمني المحدد، طالما أن الحمى طفيفة ولا يرافقها أمراض خطيرة.
نقص السوائل أو الجفاف
يمكن أن يؤدي نقص السوائل إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، حيث أن عدم تقديم كميات كافية من حليب الثدي أو الحليب الصناعي لحديثي الولادة قد ينجم عنه ارتفاع في درجة الحرارة. هذا الأمر قد يتسبب في جفاف الجسم وفقدان نسبة كبيرة من المياه، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتطلب عادةً العلاج بالسوائل عبر الوريد.
أسباب أخرى
يمكن أن ينتج ارتفاع درجة الحرارة أيضًا عن إصابة الجروح، إذ يدل ذلك غالبًا على حدوث العدوى. من النادر أن تسبب الأمراض الناتجة عن الحرارة ارتفاع الحمى لدى الأطفال. تشمل الأسباب الأخرى لارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع ما يلي:
- تناول بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية ومضادات الصرع وأدوية ضغط الدم.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، التي تحدث نتيجة اعتداء الجسم على أنسجته السليمة.
أمور لا تسبب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع
يواجه الكثير من الأطفال أعراض الحمى في مرحلة التسنين، لكن لا يُعزى ذلك عادةً إلى التسنين نفسه، حيث يعتبر التسنين غير مرتبط بارتفاع درجة الحرارة. إذ تحاول أجسامهم التعامل مع عوامل أخرى. في الواقع، يستحيل نسبة ارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق 38.9 درجة مئوية للتسنين، وهو ما يستدعي البحث عن أسباب أخرى للإصابة بالحمى.
متى يُعد ارتفاع درجة حرارة الرضيع مقلقًا؟
من المهم مراعاة أن ارتفاع درجة حرارة الجسم في الرضع، أو الحمى، لا تعني بالضرورة إصابتهم بمرض خطير، طالما أنهم يتحركون بشكل طبيعي. كما أن شدة ارتفاع الحرارة لا ترتبط دائمًا بشدة المرض. يُعتبر معدل حرارة الأطفال أعلى من البالغين بسبب النشاط الأيضي المتزايد لديهم. ومع ذلك، كثير من الآباء يجب أن يستشيروا طبيبهم في حال تجاوزت درجة حرارة الرضيع الذي يقل عمره عن ثلاثة أشهر 38 درجة مئوية، وذلك وفقًا لطريقة قياس الحرارة، كما يلي:
- استخدام مقياس الحرارة الشرجي: تُعتبر الدرجة مرتفعة إذا تجاوزت 38 درجة مئوية.
- استخدام مقياس الحرارة تحت الإبط: درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت أعلى من 37.22 درجة مئوية.
- استخدام مقياس الحرارة الفموي: تُعد درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت أعلى من 37.78 درجة مئوية، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الطريقة قد لا تكون دقيقة مع الرضع.
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول درجة الحرارة الطبيعية للرضيع، يمكن قراءة المقال التالي: (كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية).
لمعرفة المزيد حول ارتفاع درجة حرارة الرضع، يمكن قراءة المقال التالي: (ارتفاع الحرارة عند الرضع).
طرق الوقاية من ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الرضع
يمكن اتخاذ تدابير وقائية لتفادي ارتفاع درجة الحرارة المرتبطة بالعدوى أو الأمراض، وفي حالة ارتفاع الحرارة الناتج عن التطعيم، يمكن إعطاء الطفل دواء الأسيتامينوفين، الذي يُعتبر متاحًا دون وصفة طبية. ينصح باستشارة الطبيب قبل إعطاء أي أدوية للأطفال دون الشهرين. وفيما يلي بعض النصائح للوقاية من ارتفاع درجة حرارة الرضع:
- الحفاظ على درجة حرارة المنزل بين 22-24 درجة مئوية.
- إبعاد الأطفال عن مصادر الحرارة، كالسخانات وموقد النار وأشعة الشمس المباشرة.
- توفير ملابس مريحة تتناسب مع حالة الطقس، حيث لا يحتاج الطفل إلى ملابس أكثر من البالغين. في حال السفر بالسيارة، من المهم اختيار الملابس المناسبة.
- تجنب تعريض الأطفال للحرارة الشديدة أو أشعة الشمس المباشرة.