الأثار السلبية لوقت الفراغ
إن الانشغال بشكل مستمر حتى لا يتبقى وقت فراغ هو أمر يضر بالصحة النفسية والجسدية، وأظهرت الدراسات أن وجود فائض من وقت الفراغ يمكن أن يكون ضاراً تماماً كما هو الحال بالعكس. يكمن الحل في تحقيق توازن مناسب بين الأنشطة المختلفة في حياتنا. يعود سبب قلة وقت الفراغ في حياتنا إلى انشغالاتنا العديدة في العمل ورعاية الأطفال والمهام المنزلية، مما يترك لنا القليل من الوقت لنستمتع به، وهذا يؤدي في مراحل لاحقة إلى شعورنا بالتعب والإرهاق، والذي قد manifests through أعراض مثل الإرهاق الجسدي، أو التوتر، أو تذبذبات المزاج، أو الغضب، أو حتى اللامبالاة. كل هذه العلامات تشير إلى ضرورة إدخال تغييرات بسيطة في نمط حياتنا. ومن جهة أخرى، فإن مشكلة وجود وقت فراغ مفرط تكمن في أن الأشخاص قد يقضون وقتهم في الفراش دون القيام بأي نشاط، مما يؤدي إلى الشعور بالملل والتسويف والقلق وحتى الاكتئاب، بالإضافة إلى اكتساب عادات سلبية وفقدان التركيز.
مزايا وقت الفراغ
يعتبر استغلال وقت الفراغ وامتلاك فترة قصيرة من الراحة من العوامل الأساسية التي تساعدنا على تعزيز كفاءتنا وثقتنا بأنفسنا. وقد أظهرت الدراسات أن النشاط في وقت الفراغ يساهم في تقليل مستويات الإجهاد وتعزيز قدرة جهاز المناعة، بالإضافة إلى فوائد أخرى عديدة، منها:
- تخفيف الإجهاد العاطفي: إن تخصيص وقت من وقت الفراغ لممارسة الأنشطة الممتعة على الأقل مرة واحدة في الأسبوع يمكن أن يقلل من مستويات التوتر لدينا على المدى الطويل، حيث أثبتت الدراسات أن الأنشطة الترفيهية تخفف الأعراض الجسدية المترتبة على الإجهاد، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب.
- تقليل التوتر والوقاية من الاكتئاب: يوفر وقت الفراغ لنا فرصة للاسترخاء والابتعاد عن مشاعر القلق والتوتر والإرهاق.
- تحسين الصحة البدنية والنفسية: نمط الحياة المتسم بالخمول يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسمنة والسكري، بالإضافة إلى الاضطرابات العاطفية. ولكن بالانخراط في الأنشطة البدنية والترفيهية، يمكن تحسين صحتنا البدنية وبالتالي صحة عقلنا.
- رفع المعنويات: بما أننا نقوم باختيار الأنشطة التي نحبها في أوقات فراغنا، فإنها تمنحنا راحة نفسية ومتعة، مما يقلل من مستويات التوتر لدينا ويجعلنا أكثر إيجابية.
ما هو وقت الفراغ؟
وقت الفراغ هو الفترة التي لا يكون فيها الشخص مشغولاً بالعمل أو المهام، ويخصص هذا الوقت للاستمتاع وأداء الأنشطة الترفيهية المختلفة. تشمل هذه الأنشطة كل ما يوفر لنا المتعة، وهي بعيدة عن الضغوطات اليومية وتساعدنا في الهروب من العمل والمشاكل اليومية. يعتبر وقت الفراغ فرصة ذهبية للابتعاد عن الهموم، حيث إننا نصرف معظم وقتنا في أداء المهام الضرورية حتى وإن لم نكن نرغب بها. وقد أظهرت الأبحاث أن قضاء ساعتين ونصف يومياً في وقت الفراغ يجعل الأشخاص أكثر سعادة من غيرهم، حيث الحصول على وفرة من وقت الفراغ قد يكون مزعجاً وليس كما يعتقد البعض.
استراتيجيات لاستغلال وقت الفراغ
يعتبر وقت الفراغ فرصة قيمة لتعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هواية مفضلة، أو تعزيز العلاقات مع الأشخاص المقربين. يمكن تحقيق ذلك من خلال جدولة الأنشطة المحددة يومياً لفترة زمنية معينة. المهم هو اختيار الأنشطة التي تنشطنا وتمنحنا المتعة. ولأن عقولنا تميل إلى التفكير في الأمور السلبية بشكل متكرر، فإن التخطيط لهذه الأنشطة فعلاً يساعد في المحافظة على صحة بدنية ونفسية جيدة، إضافةً إلى منح المعنى لحياتنا. تتنوع الأنشطة التي يمكن ممارستها، ومنها ما يساعد على الترفيه والهدوء، وأخرى تعين على تحقيق أهداف معينة. ومن هذه الأنشطة:
- اليوغا.
- زيارة المتحف.
- تنظيف المنزل.
- قراءة كتاب.
- مشاهدة التلفاز.
- الطبخ.
- الأعمال اليدوية والفنون.
- التأمل.
- الذهاب في رحلة طويلة.
- ممارسة العمل التطوعي.
- الخروج مع الأصدقاء.
استغلال وقت الفراغ للمراهقين
يستمتع العديد من المراهقين بقضاء وقت فراغهم في أنشطة مثل التسوق، الذهاب إلى الحفلات، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشاهدة الأفلام، القراءة، والذهاب إلى الشاطئ أو الحديقة. كما يميل بعضهم أيضاً للمشاركة في الأنشطة اللامنهجية، مثل الفنون والرياضة. ومن المهم أن يقوم الأهل بمتابعة أبنائهم لضمان سلامتهم. وفيما يلي بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند استمتاعهم بوقت الفراغ بمفردهم أو مع العائلة أو الأصدقاء:
- التواصل مع العائلة: يُعتبر التخطيط لوقت فراغ مع العائلة وسيلة مثالية للبقاء على اتصال مع المراهقين. قد يتطلب ذلك تجربة عدة أنشطة حتى العثور على النشاط الذي يفضله الجميع، كالمشاهدة السينمائية أو حفلات الموسيقى أو التنزه معاً أو الطهي، أو حتى العمل على مشروع مثل إعادة تزيين غرفة المراهق.
- المشاركة مع الأصدقاء: يسعى المراهقون لقضاء وقت فراغهم مع أصدقائهم، ويجب الاتفاق على بعض النقاط التي تضمن سلامتهم أثناء الاجتماعات في أماكن خارجية، مثل إخبار الأهل بالتوجهات أو أي تغيير طارئ في الخطط، التواصل المستمر، وتحديد وسائل النقل أثناء الخروج والعودة، كما يمكن دعوة الأصدقاء إلى المنزل ليتعرف عليهم الأهل ضمن حدود معينة، مثل ترتيب المكان بعد مغادرة الأصدقاء.
- قضاء الوقت بمفردهم: قد يرغب المراهقون أحياناً في قضاء الوقت بمفردهم دون القيام بشيء خاص، خاصة بعد فترات الدراسة الطويلة، وهذا أمر غير مضر إذا لم يتعارض مع تفاعلهم مع العائلة أو الأصدقاء. والشعور بالملل قد يكون مفيداً أحياناً، حيث يمكن أن يدفعهم للبحث عن أشياء مبتكرة لملء أوقات فراغهم.