تعريف المقال وأقسامه وسماته الأساسية في فن الكتابة.

تزايدت أهمية فن المقال في العصر الحديث تزامنًا مع التطورات المجتمعية الحياتية. ويتميز المقال عن غيره من الفنون النثرية التي تُغني اللغة العربية، حيث يتخذ أشكالًا متعددة ويمتلك خصائص تميزه. في هذا المقال، سنتناول مفهوم المقال وأنواعه وخصائصه من خلال موقعنا.

ما هو المقال؟

يمكن تعريف المقال على أنه تركيب إنشائي قصير يركز على موضوع معين أو أحد جوانبه. يُكتب المقال بطريقة بسيطة وسهلة الفهم، مما يعكس إبداع الكاتب وأفكاره تجاه محور محدد، حيث يتكون عادة من مقدمة، ثم جسم المقال، وأخيرًا الخاتمة.

وفقًا لمعجم المعاني الجامع، يُعَرّف المقال كبحث مختصر حول مواضيع أدبية، سياسية، أو علمية، تُنشر في المجلات المختصة في هذه المجالات.

أنواع المقالات

تتباين أنواع المقالات بناءً على الموضوع الذي يطرحه الكاتب. ومن أبرز أنواع المقالات نجد:

1- المقالة الذاتية

هذا النوع من المقالات يعكس مشاعر وأفكار الكاتب تجاه الموضوع، حيث يتمتع ببساطة السرد وجمال التعبير، بعيدًا عن النقاشات الحادة.

2- المقالة الاجتماعية

تتناول المقالة الاجتماعية المستجدات والقضايا الاجتماعية، وتهدف إلى إيجاد حلول مناسبة لها. يُعتبر كل من مصطفى صادق الرافعي وطه حسين من أبرز الكُتّاب في هذا المجال.

3- المقالة الدينية

تركز المقالة الدينية على مواضيع العقيدة والفقه، وتتناول الدفاع عن مبادئ الدين. ومن الأسماء البارزة في هذا النوع من الكتابة يأتي مصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد.

4- المقالة السياسية

تُعبر المقالة السياسية عن وجهة نظر الكاتب تجاه القضايا السياسية. ويبرز في هذا النوع من المقالات كُتّاب مثل محمود سامي البارودي وسعد زغلول.

5- المقالة التأملية

تستعرض المقالة التأملية جوانب الكون والحياة، وتُظهر جمال وعظمة الخالق، حيث يعتبر كل من مصطفى صادق الرافعي وجبران خليل جبران من الكُتّاب المعروفين في هذا السياق.

6- المقالة الموضوعية

تتمحور المقالة الموضوعية حول فكرة أو موضوع محدد، وتُكتب بأسلوب علمي دقيق ومنظم، وتنقسم إلى:

المقالة التاريخية: تتناول الأحداث والوقائع التاريخية.

المقالة الأدبية: تركز على نقد وتحليل النصوص الأدبية.

المقالة الفكرية: تشمل مواضيع دينية وفلسفية تحلل الأمور باستخدام أساليب الاستنباط والاستقراء، ومن بين كُتّاب هذا النوع نجد زكي نجيب محمود وأحمد لطفي السيد.

خصائص فن المقال

على كل كاتب أن يكون واعيًا بخصائص المقال عند كتابة نصه، ومن أهم هذه الخصائص:

  • يعبر المقال عن آراء الكاتب، مما يميزه عن الأنواع الأخرى من الكتابة النثرية.
  • يمتاز المقال بالسهولة والبساطة، ويقدم تلخيصًا للمضمون دون تفاصيل معقدة.
  • يتسم بتماسك الأفكار والتدرج المنطقي بين الفقرات لضمان توصيل الفكرة بوضوح.
  • يحتوي المقال على حجم معين، ويُكتب باللغة العربية الفصحى بشكل واضح لتجنب أي لبس في الفهم.
  • يُركز المقال على فكرة واحدة محددة، دون التشتت لمواضيع متعددة.

خطوات كتابة المقال

يتباين أسلوب كتابة المقال بحسب نوعه، إلا أن هناك خطوات عامة ينبغي اتباعها عند كتابة أي مقال، تتمثل في:

1- مقدمة المقال

تُعتبر المقدمة بداية المقال، ويجب أن تكون متوافقة مع الموضوع الرئيسي، بالإضافة إلى كونها متناغمة من حيث الطول مع باقي أجزاء المقال.

2- موضوع المقال

في هذا الجزء، يركز الكاتب على تقديم أفكاره أو موضوع المقال مع عرض شامل مدعوم بالأدلة المتنوعة، داعيًا إلى وضوح الجمل وسهولة صياغتها لضمان فهم القارئ.

3- خاتمة المقال

تُختتم المقالة بتلخيص لأهم النقاط التي تم تناولها، وتوضيح الاستنتاجات التي توصل إليها الكاتب، ويجب أن تكون الخاتمة واضحة ومركزة كالمقدمة.

إن المقال يعد فنًا نثريًا غنيًا بالمعلومات والأفكار، ويعكس تنوعًا كبيرًا في الأنواع والخصائص. وبالتالي، يستطيع القارئ إيجاد نوع المقال الذي يفضله لاكتساب المعرفة والثقافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top