هل يُعتبر شرب القهوة مع الحليب خيارًا صحيًا؟
تأثير الحليب على فوائد القهوة
القهوة، التي تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية، قد تتأثر من خلال إضافة مكونات مثل الحليب، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة السعرات الحرارية والدهون. بالإضافة إلى ذلك، تتميز القهوة بوجود العديد من مضادات الأكسدة مثل الفينولات وحمض الكلوروجينيك، مما يجعلها مفيدة للجسم. ومع ذلك، سابقًا أظهرت بعض الدراسات، مثل تلك التي نُشرت في مجلة Food Chemistry في عام 2012، أن إضافة الحليب إلى القهوة قد تؤدي إلى تقليل فعالية مضادات الأكسدة. وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry في عام 2011، وُجد أن تناول القهوة مع الحليب يقلل من التوافر الحيوي لحمض الكلوروجينيك، وهو أحد الأحماض الفينولية المهمة الموجودة في القهوة والتي تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم مستويات السكر في الدم وإبطاء تطور مرض السكري من النوع الثاني.
على الرغم من أن معظم الأبحاث تشير إلى أن الحليب قد يقلل من نشاط مضادات الأكسدة لبعض الأطعمة والمشروبات، فإن هذا الانخفاض يعتبر محدودًا. حيث أظهرت إحدى الدراسات عام 2006 في مجلة International Journal of Food Science & Technology أن إضافة الحليب إلى بعض المشروبات تقلل نشاط مضادات الأكسدة بنسبة 30% فقط، مما يعني أن الجسم يستفيد بنسبة 70%. وبالتالي، يُفضل التنويع بين الأطعمة والمشروبات الغنية بمضادات الأكسدة وتناول كميات معقولة، وبدلاً من ذلك، إذا كانت إضافة الحليب إلى القهوة هي الخيار المفضل لبعض الأشخاص، فيمكنهم الاستمتاع بها دون أي شعور بالذنب.
هل تؤثر القهوة على فوائد الحليب؟
يُعتبر الحليب مصدرًا هامًا للكالسيوم، إلا أن استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة قد يؤدي إلى انخفاض بسيط في امتصاص الكالسيوم في الجسم، حيث يُعرف أن كوبًا واحدًا من القهوة يقلل امتصاص الكالسيوم بمقدار 4 مليغرامات. لا يكون هذا التأثير ضارًا للأشخاص الأصحاء الذين يتناولون كميات كافية من الكالسيوم، والتي تتراوح بين 1000 و1200 مليغرام يوميًا. لذلك، يمكن القول إن شرب القهوة مع الحليب بشكل معتدل، بمعدل يصل إلى 4 أكواب يوميًا، لن يسبب أي ضرر للعظام لمعظم الناس. ومع ذلك، يُنصح بضرورة الاعتدال في تناول الكافيين، خاصة للنساء بعد انقطاع الطمث اللواتي قد يواجهن صعوبات في استقلاب فيتامين د الذي يعتبر ضروريًا لامتصاص الكالسيوم.
آثار جانبية محتملة للقهوة
سلامة استهلاك القهوة
عادةً ما تكون القهوة آمنة للبالغين الأصحاء عند تناولها بكميات معتدلة، أي أقل من 4 أكواب يوميًا. خلال فترة الحمل، يُعد استهلاك القهوة المحتوية على الكافيين بكميات معتدلة لا تزيد عن 3 أكواب يوميًا آمنًا. يُلاحظ أن الكافيين يمكن أن ينتقل إلى حليب الثدي، لذا يُنصح الأمهات المرضعات بمراقبة كميات الكافيين المتناولة، بحيث لا تتجاوز كوبين من القهوة. بالنسبة للأطفال، قد يكون استهلاك القهوة المحتوية على الكافيين غير آمن.
احتياطات استخدام القهوة
يمكن أن يؤدي استهلاك القهوة من قبل الأفراد الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية إلى تفاقم تلك المشاكل. تشمل هذه المشكلات:
- اضطرابات القلق: قد تتسبب مادة الكافيين في تفاقم هذه الاضطرابات.
- الإسهال: قد يؤدي الكافيين في القهوة إلى تفاقم مشكلة الإسهال، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة.
- متلازمة القولون العصبي: حيث تحتوي القهوة على مادة الكافيين التي قد تزيد من أعراض القولون العصبي عند تناولها بكميات كبيرة.
للمزيد من المعلومات حول الآثار الجانبية للقهوة، يمكن قراءة مقال ما هي أضرار القهوة.
فوائد القهوة الصحية
تحتوي القهوة على مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة، بما في ذلك فيتامين ب2 (الريبوفلافين)، فيتامين ب3 (النياسين)، المغنيسيوم، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى مركبات الفينول المضادة للأكسدة. توفر القهوة العديد من الفوائد الصحية وتعزز مستويات النشاط والطاقة.
للاطلاع على المزيد من فوائد القهوة الصحية، يمكن قراءة مقال فوائد القهوة وأضرارها.
نظرة عامة حول القهوة
يتم تحضير مشروب القهوة من حبوب البن المحمصة المستخرجة من نبات البن العربي (الاسم العلمي: Coffea arabica). يحتوي كوب واحد منها على عدد قليل من السعرات الحرارية، وتعزز القهوة السوداء الجيدة الشعور باليقظة وتنشيط عملية الأيض. على الرغم من أن القهوة تعزز الصحة، إلا أنه يُنصح بتجنب الإفراط في تناولها.
فيديو عن طريقة إعداد القهوة بالحليب
يمكنك مشاهدة هذا الفيديو للتعرف على طريقة تحضير القهوة بالحليب: