أين يقع السد الذي شيّده ذو القرنين؟

يسعى العديد من الأفراد إلى معرفة موقع السد الذي أنشأه ذو القرنين، حيث وردت قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم.

بينما لم تحدد الآيات موقع السد بدقة، إلا أن العديد من العلماء والمفسرين بذلوا جهودًا لتقدير موقعه المحتمل.

من هو ذو القرنين؟

ذو القرنين هو ملك صالح منحه الله سبحانه وتعالى أسباب القوة والنعمة، ويشتهر بصفاته العدلية وقدرته على مساعدة الضعفاء والمحتاجين.
استمع ذو القرنين إلى أخبار قوم يأجوج ومأجوج المعروفين بظلمهم وفسادهم، فشرع في بناء سد لحمايتهم ومنع هؤلاء القوم من الخروج وإلحاق الأذى بالمجتمعات.

يعتبر يأجوج ومأجوج من البشر الذين يعيشون على الأرض، وسيتجلى خروجهم في آخر الزمان، مما يره الناس جميعًا.
خروجهم يعد من علامات قيام الساعة، كما ورد في قوله تعالى: “حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق”.
عند خروجهم، يسعون للتسبب في الفساد والخراب، حيث يتزامن ذلك مع وجود النبي عيسى عليه السلام، ولا ينقضى أمرهم إلا حين يسلط الله عليهم نغفًا في أعناقهم، فيموتون جميعًا مرة واحدة.

لم تتوفر تفاصيل دقيقة عن هيئة يأجوج ومأجوج، ولكن يمكن ذكر أبرز صفاتهم:

وجود قرون: تشير بعض التفاسير إلى أن يأجوج ومأجوج يمتلكان قرونًا على رؤوسهم.
طغاة وعُدوانيون: يُعرفون بكونهم طغاة يعيشيان في مساحات شاسعة وينشران الفساد في الأرض.
مصدر للشر: يُعتقد أنهم يصدرون الفساد، ويسعون لتدمير كل ما يعترض طريقهم في آخر الزمان.
محاربة الحق: يُظهر يأجوج ومأجوج محاولاتهم لعرقلة مسيرة الحق، في حين يُقال إنهم سيهزمون في النهاية بقوة إلهية.

لا يزال يأجوج ومأجوج محبوسين خلف هذا السد، ويُستدل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “لن تكون الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات”.
لذا، فإن خروجهم يشكل إحدى العلامات الكبرى للساعة، حيث سيهدون السد ويخرجون بقدرة الله وإرادته.
ما يزال هؤلاء القوم يحاولون نقب السد، ولكنهم لن ينجحوا حتى يشاؤه الله.

لا يزال السد الذي بناه ذو القرنين قائمًا حتى اليوم، وحين يأذن الله بخروج قوم يأجوج ومأجوج من خلفه سيصبح رمادًا.

ومع ذلك، فإن موقع هذا السد لم يُحدد بدقة، وقد تعدد آراء العلماء بشأن موقعه، وأبرزها ما يلي:

يرى البعض أن سد ذو القرنين يقع خلف الصين، بينما يشير آخرون إلى وجوده في منطقة جورجيا قرب جبال القوقاز.
كما نظر بعض العلماء إلى أن السد قد يقع في أقصى شمال الكرة الأرضية.
ونبّه الألوسي إلى عدم قدرة المفسرين على تحديد الموقع بدقة بسبب وجود مياه ضخمة تغطيه.
المياه تحت غطاء سطحي أيضا أخفت الكثير من المدن والقرى، ولم يتم التعرف على أماكن بعضها حتى الآن.
وقد وعد الله بهدم السد وخروج يأجوج ومأجوج بعد ظهور المسيح الدجال ونزول سيدنا عيسى عليه السلام.
وأخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه تم فتح جزء صغير من السد بمقدار اجتماع إصبع السبابة والإبهام.

كما يمكنكم التعرف على:

جاء في سورة الكهف ذكر قصة ذي القرنين وبناءه للسد، حيث طلب منه القوم أن يبني لهم حاجزًا ضد قوم يأجوج ومأجوج.
طلب ذو القرنين منهم المساعدة، فأقام سدًا عظيمًا من الحديد، يحتوي على تجاويف من النحاس، مما يعكس قوته وقدرته على حماية القوم.

قص الله سبحانه وتعالى قصة يأجوج ومأجوج في كتابه الكريم، حيث قام ذو القرنين، الذي اشتهر بالصلاح والتقوى، ببناء السد لحماية المستضعفين من أذى الظالمين.
وافق ذو القرنين على طلب المستضعفين، وطلب مساعدتهم في إحضار المواد اللازمة، ومن ثم شرع في بناء السد الذي عزلهم عن قوم يأجوج ومأجوج.
ويظل هذا السد قويًا وصامدًا، حيث لن يهدمه إلا حين يأذن الله بذلك، وهذا يعد من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله.