الفعل المضارع
الفعل المضارع هو ذلك الفعل الذي يعبر عن حدث يحدث في الزمن الحالي أو المستقبل، مثل: “يكتبُ” و”سيعملُ”. ويتميز الفعل المضارع بوجود أحد حروف الزيادة التالية: همزة المضارعة مثل “أعملُ”، أو التاء كما في “تعملُ”، أو الياء كما في “يعملُ”، أو النون كما في “نعملُ”، ويمكن تذكر هذه الأحرف من خلال كلمة “نأتي”.
علامات الفعل المضارع
توجد علامات تشير إلى الفعل المضارع، وفي حال تواجدت هذه العلامات قبله، يصبح فعلاً مضارعاً. وهذه العلامات تشمل:
- قبول دخول السين وسوف مثال: “سنخرجُ” و”سوف يأتي”.
- قبول دخول أدوات النصب مثل “أن” و”لن”، كما في: “لن نسافرَ”.
- قبول دخول أدوات الجزم مثل “لم”، كما في: “لم نعملْ”.
ملاحظة: إذا كان الفعل يشير إلى الزمن الحالي أو المستقبل لكنه لا يقبل العلامات المذكورة، فإنه يُعد اسم فعل مضارع، مثل: (أفٍّ) بمعنى أتضجر و(آه) بمعنى أتألم.
أدوات جزم الفعل المضارع
الفعل المضارع المجزوم هو الفعل الذي يسبقه أداة من أدوات الجزم. وتنقسم أدوات الجزم إلى قسمين: أدوات تجزم فعلاً واحداً، وأدوات تجزم فعلين مثل أدوات الشرط الجازمة. الأدوات التي تجزم فعلاً واحداً هي: (لم، لمّا، لا الناهية، لام الأمر)، ونوضحها فيما يلي:
- لم: حرف جزم يدل على النفي، ويحول زمن الفعل من المضارع إلى الماضي، مثل: “لم ينتبهْ أحد إلى الطفل”. يمكن أن تدخل عليها همزة الاستفهام دون تغيير معانيها، مثل: “ألم أنبّهْك؟” كما يجوز دخول أداة شرط عليها، مثل: “سنتأخر إن لم تحضرْ باكراً”.
- لمّا: تفيد نفي الفعل المضارع من الماضي إلى زمن المتكلم الحاضر، مثل: “خرج ولمّا يصلْ”، أي أنه لم يصل بعد، ومن الممكن استخدامها في حال توقع حدوث فعلها، مثل: “لمّا يصل”، إلا أنه من المتوقع وصوله. كما يجوز حذف الفعل المجزوم بعدها، إذا كانت معانيه واضحة من سياق الحديث، كقول: “بدأت العمل باكراً ولمّا” أي ولم أنهِهِ بعد.
- لام الأمر: تُعرف أيضاً بلام الطلب لأنها تدل على الطلب. فإذا كانت الطلب من الأعلى إلى الأدنى، مثل قول المعلم للطالب: “لِتأخذْ حقيبتك معك”، فإنها تعبر عن الأمر. وإذا كانت من الأدنى إلى الأعلى، فإنها تعبر عن الطلب، كما في: “لتمنحْني فرصةً أخرى”. وإذا كانت من شخص لمساويه، فهي تُعتبر التماساً، مثل: “لنتناقشْ غداً”. وإذا سبقت بالفاء أو الواو أو ثمّ، فإنها غالباً ما تُسكَّن، مثل: “فَلْتأخذْ حقيبتك معك”، وأيضاً في قوله تعالى: “فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ”.
- لا الناهية: تفيد النهي إذا كان من أعلى إلى أدنى، كما في قول الوالد لابنه: “لا تقصِّر في واجبك”، أو للدعاء إذا كان من أدنى إلى أعلى، كما في قوله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ”، أو قد تعبر عن الالتماس إن كانت من شخص لمساوي لآخر، كما في: “لا تتأخر!”.
الفعل المضارع يأتي مجزوماً عندما يكون جواباً للطلب، أي يتقدمه أمر أو نهي، مثل: “يحبوك” و”تندم”، حيث أن الجملتين “أحسِن إلى الناس يحبوك”، و”لا تتسرع في الحكم تندم”، تعبر عن ذلك. أو أن يُقصَد به الجزاء، مثل “تسلم” في جملة: “اسكت تسلمْ”، التي تعكس العلاقة بين السكوت والنتيجة. أيضًا الفعل يمكن أن يأتي طلباً بصيغة الأمر مع “إنْ” الشرطية، مثل: “إن تحسن إلى الناس يحبوك”، إذ مقصوده هو: أحسن إلى الناس، ويُعرَب الفعل تحسن: فعل مضارع مجزوم بأداة الشرط “إنْ” وعلامة جزمه السكون الظاهر.
أما أدوات الجزم التي تواكب فعلين، فمنها ما يُعتبر اسم له محل من الإعراب، ومنها ما هو حرف ليس له محل من الإعراب؛ وهذه الأدوات تشمل:
- إنْ: حرف شرط يفيد تعليق وقوع الجواب على وقوع الشرط دون تحديد زمان أو مكان أو نوعية عاقل أو غير عاقل، كما في “إن تدرسْ تنجحْ”، حيث أن “تدرس” و”تنجح” هما فعلا مضارع مجزومان.
- مَنْ: اسم شرط يدل على العاقل، مثل: “من يعملْ خيراً يجدْ خيراً”.
- ما: اسم شرط يدل على غير العاقل، كما في: “ما تعملْ من إحسان تلقَ جزاءه”.
- مهما: اسم شرط يُستخدم لغير العاقل، مثل: “مهما تفعلْ تجدْ عاقبته”.
- أيّ: اسم شرط يدل على العاقل وغير العاقل، مثل: “أيّ عمل تعمله يعدْ عليك”، و”أيّ رجل يغادرْ أغادرْ معه”، كما تدل على الزمان أو المكان، مثل: “أيَّ وقتٍ تسافرْ أسافرْ معك”، وأيَّ بلد تسافرْ أسافرْ إليه.
- متى وأيّان: اسما شرط للدلالة على الزمان، كما في: “متى (أو أيّانَ) يحلّ الربيع نرحلْ”.
- أين: اسم شرط للدلالة على المكان، وغالباً ما تتصل بما للتوكيد، مثل: “أينما تجلسْ أجلسْ”.
- أنّى: اسم شرط للدلالة على المكان، مثل: “أنّى أُقِمْ أجدْ خيراً”.
- حيْثُما: اسم شرط جازم مثل: “حيثما توجّهتم فاذكروني”.
- إذما: حرف شرط جازم، كما في: “إذما تفعل شرّاً تندمْ”.
- كيفما: اسم شرط يدل على الحال مثل: “كيفما تعاملْني أعاملْك”.
علامات جزم الفعل المضارع
يصبح الفعل المضارع مجزوماً عند سابقته بإحدى أدوات الجزم السابقة، وفيما يلي علامات جزمه:
- السكون: إذا كان الفعل المضارع صحيح الآخر ولم يتصل بضمير، كما في: “لم يقمْ زيد من مكانه”. وفي حال تقاطع ساكنين، فإن الفعل المضارع المجزوم يُحرَّك بالكسر بسب تقاطعه، كما يظهر في جملة: “لمّا يصلِ المسافرون بعد”، حيث علامة جزم الفعل “يصل” هي السكون المقدر وقد حُرِّكت اللام بالكسر لمنع الالتقاء بين الساكنين.
- حذف النون: إذا كان من الأفعال الخمسة، أي إذا اتصل الفعل المضارع بألف الاثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة، كما في: “لا تهملي واجباتك”، و”تهملي” هنا تعني فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
- حذف حرف العلة: في حالة الفعل المعتل الآخر، كما في: “لا تخشَ إلا الله”، و”لا تدعُ إلا الله”، و”متى يأتِ فصل الشتاء تنضج الحمضيات”، حيث تم حذف حروف العلة (الألف، الواو، الياء) من نهايات الأفعال المذكورة، والفعل يُعرب كفعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من نهايته.
فوائد
- يُبنى الفعل المضارع على الفتح في محل جزم إذا اتصل بنوني التوكيد (الثقيلة والخفيفة) وسُبِق بجازم، مثل: “لا تُهملّنَّ عملك”. في هذه الحالة، يُعرَب “تهملنَّ” كفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
- يُبنى أيضاً الفعل المضارع على السكون في محل جزم إذا اتصل بنون النسوة وسُبِق بجازم، مثل: “السيدات لم يغادرْنَ القاعة بعد”، هنا “يغادرن” تُعبر كفعل مضارع مبني في محل جزم لاتصاله بنون النسوة.
- الفعل المعطوف على مجزوم يُعرب إعراب الفعل المجزوم المعطوف عليه، كما في: “لا تهملَنَّ عملك ولا تقصِّرنَّ”، حيث “تقصّرين” تعني فعل مضارع معطوف مبني على الفتح في محل جزم.
- في حالة جزم الفعل المضارع المعتل الوسط، يُحذف حرف العلة منعاً لالتقاء الساكنين، مثل: “لا تقُمْ”، حيث “تقُمْ” فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، وقد حُذِف حرف العلة (الألف) منعاً للتقاء الساكنين. في قول المتنبي، نون “يكن” حُذفت جوازاً، لأن ما بعدها حرف متحرك، كما في هذا البيت الشعري:
ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ يجد مرّاً به الماء الزلالا
فيديو أدوات جزم الفعل المضارع
شاهد الفيديو لتتعرف على أدوات جزم الفعل المضارع: