ما هو سجود السهو؟
السجود هو وضع الجبهة على الأرض، بينما يُشير السهو إلى نسيان أمر أو الغفلة عنه. وقد عرّف ابن الأثير -رحمه الله- سجود السهو بأنه ترك شيء دون علم بذلك. السمات اللغوية للسجود تشير إلى أنه يأتي بمعزل عن السبب، مما يعني أن السجود يتم بسبب السهو. وفقًا للعلماء، يتضمن سجود السهو سجدتين يؤديهما المصلي لتعويض خطأ غير مقصود في صلاته، سواء كان ذلك بزيادة أو نقص. وقد اعتبر بعض العلماء سجود السهو واجباً عندما يحدث خطأ يتطلب ذلك، مدعومين بعددٍ من الأدلة، منها حديث عبدالله بن مالك بن بحينة -رضي الله عنه- الذي يروي: (صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ مِن بَعْضِ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَجْلِسْ…).
أسباب سجود السهو
حدد العلماء ثلاث حالات تتطلب سجود السهو، وهي: الزيادة، النقصان، والشك. إذا أضاف المصلي أو أنقص من أركان الصلاة أو الواجبات عمدًا، فإن صلاته تبطل بإجماع الفقهاء، بينما إذا ترك سنة عن غير قصد، فبعض العلماء يرون أن سجوده للسهو مستحب. وفيما يلي التفاصيل:
عند زيادة في الصلاة سهواً
صنف العلماء الزيادة في الصلاة إلى فئتين:
- زيادة الأفعال: إذا كانت الزيادة تتعلق بأفعال الصلاة نفسها، كتفويت القيام في مكان القعود، أو العكس، أو إضافة ركعة أو سجدة، فيسجد المصلي سجود السهو إن كانت الزيادة غير متعمدة.
- زيادة الأقوال: مثل أن يقول المصلي كلمة مشروعة في الصلاة ولكن في غير موضعها، كقراءة السورة في الركوع أو السجود، أو التشهد أثناء الوقوف. إذا حدث ذلك عن غير قصد، يُستحب له سجود السهو. وإذا ذكر شيئاً لا يخص الصلاة عمدًا، فإن صلاته تكون باطلة.
عند نقصان من الصلاة سهواً
إذا نسي المصلي ركناً من أركان الصلاة، كركوع أو سجود، وعمدًا بطل صلاته. أما السهو في حالة تكبيرة الإحرام، فإن صلاته لا تُعد قائمة. إذا كان الناقص شيئًا آخر، فعليه إعادة الركعة الناقصة أو تذكّرها عند مكانها، وفي هذه الحالة تلغى الركعة الناقصة ويعتبر ما هو عليه كبديل. إذا تذكر الرغبة بعد التسليم، عليه أن يؤدي الركن المتروك وما يتبع ذلك.
عند الشك في الصلاة
يمكن تصنيف الشك في الصلاة إلى حالتين:
- الحالة الأولى: إذا ترسخ أحد الأمرين في ذهن المصلي، فإنه يعمل وفق هذا التقدير، ويسلم من الصلاة، ثم يقوم بسجود السهو بعد انتهاء الصلاة، ليسلم مجددًا.
- الحالة الثانية: إذا لم يتوصل المصلي إلى أحد الأمرين، فعليه بناء صلاته على اليقين بالنقص، ثم يسجد للسهو قبل السلام، ومن ثم يسلم بعد ذلك.