ما هي الأسباب وراء الحكة أثناء النوم؟
تُعتبر الحكة التي تزداد أثناء النوم من المشكلات المألوفة بين الأفراد، وغالبًا ما تُعزى إلى تغييرات طبيعية تحدث في الجسم. ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك أسباب صحية مختلفة تتسبب في هذه المشكلة. نستعرض فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً:
النظام اليومي
النظام اليومي أو النظام الليلي النهاري (Circadian Rhythm) هو مجموعة من التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم على مدار اليوم. قد يؤدي هذا النظام إلى زيادة الحكة أثناء الليل نتيجة تغير بعض وظائف الجلد، مثل تنظيم درجة حرارة الجسم وحمايته، بالإضافة إلى توازن السوائل. ومن بين التغيرات التي يمكن أن تسبب الحكّة ليلاً ما يلي:
- زيادة فقد الماء من الجلد أثناء الليل، مما يؤدي إلى جفاف البشرة والشعور بالحكة كما يحدث في الشتاء.
- ارتفاع مستويات السيتوكين ليلًا، وهي مادة تساهم في زيادة الالتهاب، مع انخفاض إفراز الكورتيكوستيرويدات، والتي تُعتبر هرمونات مضادة للالتهابات.
- زيادة التروية الدموية إلى الجلد وارتفاع درجات حرارة الجسم والجلد، مما قد يؤدي أيضًا إلى الشعور بالحكة.
- تغير مستويات البروستاغلاندين، الذي يلعب دورًا في توسع الأوعية الدموية.
الحمل وانقطاع الطمث
قد تعاني المرأة الحامل أحيانًا من حكة نتيجة عدة أسباب، منها:
- تغير مستويات الهرمونات في الجسم، إذ يمكن أن تكون الحكة في جميع أجزاء الجسم شائعة، وعادة ما تتحسن بعد الولادة دون أن تكون شديدة أو مستمرة.
- ظهور مشاكل صحية مثل الطفح الجلدي أو الأمراض الجلدية كالصدفية.
أما بالنسبة للحكة المرتبطة بفترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، فقد تنجم عن تغيرات في البشرة نتيجة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين المسؤول عن إنتاج الكولاجين، مما يزيد من فرص الشعور بالحكة. يمكن أن تظهر الحكة في مناطق مختلفة مثل الوجه، الذراعين، الساقين، والصدر.
جفاف الجلد
لا يعد جفاف الجلد عادةً مشكلة خطيرة، حيث يمكن أن يكون نتيجة للتعرض لعوامل البيئة المختلفة، مثل نسبة الرطوبة، أو التعرض للماء الساخن، أو لأجواء ساخنة أو باردة. أما في بعض الحالات، قد يتحول إلى مشكلة مزمنة. وتختلف أعراض جفاف الجلد باختلاف عدد من العوامل، مثل:
- العمر.
- الحالة الصحية العامة.
- مدة التعرض للعوامل الجوية.
- المكان الذي يعيش فيه الشخص.
- سبب جفاف الجلد.
قد يؤدي جفاف الجلد إلى ظهور أعراض وعلامات عدة، منها:
- الشعور بالحكة.
- احمرار البشرة.
- خشونة الجلد.
- الشعور بشد في الجلد، خصوصًا بعد الاستحمام.
- ظهور تشققات عميقة قد تؤدي إلى النزيف.
- تقشر الجلد.
- ظهور خطوط رفيعة أو تغير لون الجلد.
حساسية الطعام
يمكن أن يتسبب تناول بعض الأطعمة في حدوث تفاعلات تحسسية مصحوبة بحكة جلدية، وقد تظهر الحكة في مختلف أنحاء الجسم. تعتبر الأطعمة مثل الفستق، والمأكولات البحرية، والبيض، والصويا، والقمح من المحفزات الشائعة للحساسية التي تُظهر أعراضها أحيانًا في الليل، خاصةً بعد تناول العشاء.
المواد الكيميائية في مستحضرات العناية بالبشرة
تحتوي بعض مستحضرات العناية بالبشرة على مواد كيميائية قد تحفّز الإحساس بالحكة أو الحساسية لدى البعض، مثل:
- الكريمات الطاردة للحشرات.
- مزيلات العرق.
- المنظفات مثل الصابون.
استخدام بعض الأدوية
يمكن أن تتسبب بعض أنواع الأدوية في ظهور حكة جلدية كأعراض جانبية. تشمل هذه الأدوية:
- بعض الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم.
- مدرات البول.
- الاستروجين.
- الأدوية المستخدمة لمعالجة الغازات والانتفاخ.
- بعض مضادات الفطريات.
- أدوية الستاتين (Statins) التي تستخدم لخفض مستوى الكوليسترول.
- بعض المضادات الحيوية.
- المسكنات الأفيونية والناركوتية.
لدغات الحشرات
عادةً ما تسبب لدغات الحشرات انتفاخًا أحمر وحكة شديدة قد تستمر لفترة زمنية متفاوتة. ومن الأمثلة على الحشرات التي قد تُسبب الحكة:
- حشرة الفراش.
- أنواع معينة من الذباب.
- القمل.
- البراغيث.
وجود مشكلات صحية
بعض الحالات الصحية قد تتسبب في الشعور بالحكة، وخاصةً خلال الليل، وتشمل:
- أمراض الكلى والكبد.
- متلازمة تململ الساقين.
- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
- بعض الاضطرابات العصبية مثل التصلب اللويحي، والحزام الناري، والسكري.
- بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
- بعض أنواع السرطان مثل اللوكيميا.
- الشرى.
- الصدفية.
- جدري الماء.
- عادة العصبية.
- التعرق المفرط.
- الإكزيما.
- الإصابة بعدوى فطرية مثل القدم الرياضي.
- مشاكل متعلقة بالغدة الدرقية، لا سيما فرط نشاطها.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب عند مواجهة حكة جلدية أثناء النوم عند ظهور الأعراض التالية:
- استمرار الحكة لفترة طويلة أو كونها مزمنة، خاصة إذا لم تكن مرتبطة بحالة صحية معروفة.
- الشعور بالانزعاج الليلي بسبب الحكة وجفاف الجلد.
- تعرض الحياة اليومية للشخص للتأثير بسبب الحكة.
كما ينبغي طلب الرعاية الطبية الفورية في حال حدوث:
- حكة مفاجئة وغير مفسرة تستمر لأكثر من أسبوعين.
- جفاف الجلد أو الحكة التي تؤثر في كل أجزاء الجسم.
- عدم استجابة جفاف الجلد للتغييرات المنزلية أو نمط الحياة الجديد.
- تأثير جفاف الجلد على جودة النوم.
- ظهور أعراض أخرى مثل تغيرات جلدية، حمى، تعب، أو فقدان الوزن.
خلاصة المقال
تتعدد أسباب حكة الجسم أثناء النوم، فقد تكون نتيجة للتغيرات الطبيعية التي تحدث أثناء الليل، أو بسبب جفاف الجلد، أو الحساسية، أو التعرض للدغات الحشرات. كما يمكن أن تنجم الحكة عن ملامسة بعض المواد المهيجة أو الاستخدام لبعض الأدوية، وأيضًا هناك بعض الحالات الصحية التي قد تساهم في تفاقم هذه المشكلة. بالنسبة للنساء، قد تكون الحكة مرتبطة بفترة الحمل أو بداية انقطاع الطمث. بشكل عام، يُستحسن استشارة الطبيب في حالة استمرار الحكة أثناء النوم لتقييم الحالة وتحديد الأسباب بدقة.