تُعتبر العدل واحداً من أهم المبادئ التي تعكس القيم الإنسانية الرفيعة، وقد تميّز بها الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي عُرف بين الناس بإنصافه وحكمته. إذ كان له دور بارز في نشر العدل داخل الدولة الإسلامية، مما جعله يُذكر دائماً كرمز للعدالة. فالعدل هو أحد الأسماء الحسنى، وقد أوصى الله به عباده، وتعتبره أساس الحكم لأي حاكم يعبر عن إرادة الله على الأرض.
معلومات أساسية عن عمر بن عبد العزيز:
عمر بن عبد العزيز هو أحد الخلفاء الأمويين، وهو حفيد الفاروق عمر بن الخطاب. نشأ في المدينة المنورة حيث درس الفقه والحديث على يد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. تزوج من فاطمة بنت الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتولى منصب الخلافة بعد وفاة الخليفة سليمان، حيث عمل على إرساء العدل والمساواة في جميع أرجاء الدولة الإسلامية.
دور العدل في حياة الإنسان:
للعدالة مكانة حيوية في حياة الإنسان، فهي تسهم في استقرار المجتمعات وتحسن ظروف الحياة. فقد حرم الله الظلم على نفسه وعلى عباده، وجعل العدل واجباً على كل مسلم. العدل يعطي الأمان ويعزز الثقة بين الأفراد، كما يساعد على خلق بيئة من التسامح والتعاون بين الناس، مما يجعل العدل أساساً للحياة المستقرة.
أبرز أقوال عمر بن عبد العزيز حول العدل:
عُرف عمر بن عبد العزيز بأقواله الحكيمة التي تعكس قيمه العادلة، ومن أهمها:
- من يريد مرافقتنا عليه أن يتحلى بخمس ميزات، هي أن يوصل إلينا حاجات من لا تصل إليهم حاجاتهم، ويشير علينا بالعدل.
- تقوى الله ليست مجرد صيام النهار أو قيام الليل، بل هي ترك ما حرمه الله وأداء ما افترضه.
- أي مسؤول يرغب في مخالفة الحق ولا يتبع الكتاب والسنة فلا طاعة له.
- لا تتخلى عن صديق حتى وإن أخطأ، ولا تلتصق بعدو مهما كان مديحه.
- العدل هو العمود الفقري للحكم، والعفو هو علامة الكمال في النفس.
- لا يُمكن للرجل أن يكون قاضياً حتى يتحلى بخمس صفات، أهمها: العلم، استشارة أهل الفقه، منح إنصاف للخصوم، والاقتداء بالأئمة.
- انثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يُقال إن طيراً جاع في بلاد المسلمين.
- من أراد مرافقتنا عليه أن يتحلى بالخمس المذكورة سابقاً، وإلا فعليه أن يجد طريقاً أخرى للدخول علينا.
أجمل أقوال عمر بن عبد العزيز عن العدل:
- تجنب مصاحبة الفاسقين لئلا تتشرب من صفاتهم، وابتعد عن أعدائك، وخذ حذرك من أصدقائك إلا إذا كانوا أمناء.
- قال جرير بن عثمان لأبيه، أن تعلم الغلام الفقه الأكبر، فقيل له وما هو؟ قال القناعة وكف الأذى.
- أخبرني أحدهم أنني أريد أن أضرب غلاّمي، فقال يا عمر تذكر يوم القيامة.
- اطلب الأمان في طعامك، ولا تتعرض للخطر.
- اللهم إن كنت تعلم أنني أخاف يوماً دون يوم القيامة، فلا تؤمني خوفي.
أروع حكم لعمر بن عبد العزيز:
- قال عمر بن عبد العزيز، لو ترك الناس الأمور التي أُثقلت عليهم، لما قامت لهم دينٌ ولا دنيا.
- من خاف الله عز وجل، كل شيء سَيسَتَمِع له، ومن لم يخفه، فسيخشى كل شيء.
- ما وجدت في إمارتي شيئاً ألذّ من حق يتوافق مع الهوى.
- عرفت أن ربي سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن عدوي سيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا سبب خوفي وبكائي.
- طلب أحد الولاة من عمر بن عبد العزيز المال لبناء سور حول العاصمة، فأجابه: “ماذا ينفع السور؟ احصنها بالعدل واتبع طرقها من الظلم.”
- إن كان قائم الليل وصائم النهار ولم يحفظ لسانه، فسيكون قد أفلس يوم القيامة.
- أيها الناس، من كان عاملاً للدولة وليس له بيت، فلْيُبنَ له بيت على حساب بيت مال المسلمين.
أروع ما قاله عمر بن عبد العزيز عن العدل:
كان عمر بن عبد العزيز يُعتبر رمز العدل بين رعاياه، وعبر عن ذلك من خلال رسائله وكلماته، ومنها:
- ذكرت فاطمة، زوجة عمر، أنه دخل عليه يومًا وهو جالس في مصلاه، فقالت: “ما بك يا عمر؟”، فأجاب: “أفكر في الفقير الجائع، واليتيم، والمظلوم، والمريض، وأمثالهم.”
- أيها الناس، من كان عاملاً للدولة وليس لديه مركب، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين.
- أيها الناس، من كان عليه دين ولا يستطيع قضائه، فالقضاء على حساب بيت مال المسلمين.
- أيها الناس، من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فلْيتزوج على حساب بيت مال المسلمين.
أروع ما قاله عمر بن عبد العزيز:
- أعطوا بعض خيركم لفقراء اليهود والنصارى حتى يكتفوا.
- أعطوا من بعض الحبوب وانثروها، حتى لا يُقال إن الطيور جاعت في بلاد المسلمين.
- قال له وزير المالية، لا ضرر إن صرفنا لك راتب شهر مقدماً، فغضب عمر وقال له: وهل لديك علم بالغيب لتعلم إن كنت سأعيش ليوم واحد؟
- كتب عمر لأحد ولاته موعظة، وقال: “إذا دعتك قدرتك على الناس لظلمهم، فاذكر قدرة الله عليك.”