الدعاء الأكثر ترديدًا من قبل الرسول
- يُعتبر الدعاء من أسمى وأشرف أنواع العبادات، إذ يحبه الله سبحانه وتعالى.
- وقد وعد الله عز وجل بالإجابة للدعاء، كما جاء في قوله:
- “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” [البقرة:186].
- جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
- “كان أكثر دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذاب النار” (رواه البخاري: 6389).
- وأفادت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة:
- “سُئلتُ عن أكثر ما كان يدعو به النبي صلّى الله عليه وسلم، فأجبت: كان أكثر دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملتُ ومن شر ما لم أعكَل” (رواه النسائي: 5539).
- كما ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يُكثر من قول: “يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك”. فسألته: “يا نبي الله، آمنّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟” فأجاب: “نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء” (رواه الترمذي: 2140).
- يتبين من ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان دائما يهتم بجوامع الدعاء، كما يوضح الأدعية المذكورة.
- ينبغي لك أن تتبع سنة الرسول والدعاء بما تشاء من خيرات الدنيا والآخرة.
دعاء ليلة القدر
- بعد تناولنا لأكثر دعاء كان يردده الرسول، ننتقل للحديث عن دعاء ليلة القدر.
- فقد قالت عائشة رضي الله عنها: “قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟
- فقال عليه الصلاة والسلام: “قولي: اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو، فاعف عني” (رواه الترمذي).
- كما أفادت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي إذا دخل العشر شَدَّ مئزره وأحيا ليلته وأيقظ أهله”.
- وفي رواية أخرى، قالت: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
- لذا يجب أن نجتهد في هذه الأيام وندعو الله تعالى، لأنها أيام مباركة، كما ورد في قوله:
“وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَة الْقَدْرِ * لَيْلَة الْقَدْرِ خَيْرٍ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّل الْمَلَائِكَة وَالرّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [القدر: 2-3]. - عليكم بالصبر على الطاعة والاجتهاد في هذه الليالي، والإلحاح في الدعاء إلى الله، مع حسن الظن به أنه سيقبل دعاءكم.
- فقد طمأن الله قلوبكم في الحديث: “يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر”.
شروط إجابة الدعاء
هناك شروط متعددة يجب الالتزام بها عند الدعاء، وهي كالتالي:
- عدم كون الدعاء دعاء استعجال، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل”. وسُئل: ما الاستعجال؟ فقال: “يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء” (رواه مسلم).
- ألا تدعو بقطيعة رحم أو إثم.
- أن يكون قلبك حاضرًا أثناء الدعاء.
- الدعاء وأنت موقن بالإجابة، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه:
- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
- “واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه” (رواه الترمذي والحاكم، وحسنه الألباني).
- الدعاء لله الواحد الأحد بصدق وإخلاص؛ لأن الدعاء مُعتبر من العبادة.
آداب الدعاء
للدعاء آداب يجب مراعاتها لضمان استجابة الله لدعواتك، ومنها:
- البدء بحمد الله والثناء عليه.
- ثم الصلاة على نبي الله صلّى الله عليه وسلّم.
- تحري أوقات إجابة الدعاء، والتي تشمل الفترة بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ووقت الإفطار في رمضان، وغيرها من الأوقات المثبتة في السنة النبوية.
- رفع اليدين أثناء الدعاء، والإلحاح والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى لقضاء الحاجة الخاصة بك.
- ختام الدعاء بالحمد والثناء على الله والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم.
أسباب إجابة الدعاء
- من العوامل التي تدعو للإجابة تحري الحلال والحرام كما جاء عن أبي هريرة أنه قال: “قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: “يا أيها الرسل، كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم”.
- وأضاف: “يا أيها الذين آمنوا، كلوا من طيبات ما رزقناكم”.
- ثم ذكر رجلاً يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: “يا رب، يا رب”، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فكيف يُستجاب لذلك؟
شرح دعاء الرسول الأكثر ترديدًا
الدعاء الأكثر تكرارًا: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول كثيرًا: “يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”. فسألته: “يا نبي الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟” فقال: “نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، يقلبها كيف يشاء”.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “يا نبي الله، إنك تُكثر أن تدعو بهذا الدعاء؟” فقال عليه الصلاة والسلام: “إن قلب الإنسان بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا أراد أزاغه، وإذا أراد أقامه”.
أدعية مستجابة
- (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).
- (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم).
- (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقّي قلبي من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب).
- (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدّي وهزلي، وخطيئتي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير).
- (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي).