ما هي الحشرة القرمزية؟
تُعرف الحشرة القرمزية (التسمية العلمية: Opuntia cochineal scale) كنوع من الحشرات الطفيلية صغيرة الحجم والتي ترتبط بصبار الإجاص الشائك (Dactylopius coccus) لتكون مصدر غذائها الأساسي. تتميز إناث هذه الحشرة بكونها المصدر الرئيسي للون القرمزي، حيث تتواجد الحشرات القشرية القرمزية بشكل ملحوظ على أصناف محددة من الصبار. بعد الحصاد، يتم تجفيفها تحت الشمس، وعند طحن عدد كبير منها إلى مسحوق وخلطها بالماء، تُنتج صبغة حمراء جميلة.
نقل الغزاة الإسبان مسحوق الحشرة القرمزية المجفف إلى بلدانهم، وأصبح هذا المنتج مطلوبًا حتى خمسينيات القرن التاسع عشر. ومع أن الصبغة القرمزية التقليدية قد تم استبدالها بأصباغ الأنيلين، إلا أنه لا يزال يتم إنتاجها تجاريًا في المكسيك والهند وتُستخدم لأغراض تلوين الأطعمة والمشروبات ومستحضرات التجميل والدهانات.
الأضرار المحتملة للحشرة القرمزية على الإنسان
يمكن تلخيص الأضرار المحتملة الناتجة عن الحشرة القرمزية كما يلي:
- تسبب الذكور المجنحة إزعاجًا للمقيمين، ولكنها لا تشكل خطرًا على صحة الإنسان أو الحيوانات.
- تناول فاكهة الصبار المصابة لا يسبب أي أضرار صحية للمستهلك.
- يمكن أن تؤدي الإصابة الشديدة بهذه الحشرات إلى خسائر كبيرة في الإنتاج، حيث تقوم بامتصاص سوائل الصبار مما يؤدي إلى جفافه وموته.
الاستخدامات المتعددة للحشرة القرمزية
تستخدم الحشرة القرمزية في صناعة مستحضرات التجميل والمنسوجات، كما تُستعمل أيضًا في إنتاج صبغات المواد الغذائية. وقد تبدو عبارة “عصير حشرة” منفرّة عند إدراجها في قائمة المكونات، مما يدفع الشركات إلى استخدام مصطلحات أخرى أكثر جذبًا، مثل حمض الكارمينيك (Carmine)، أو الصبغة القرمزية، أو صبغة الحشرات الحمراء.
تُعتبر الحشرة القرمزية مكونًا شائعًا في العديد من الأطعمة المصنعة حاليًا، حيث تتواجد في المشروبات الغازية، والحلويات، والجيلي، والمارشميلو. مؤخرًا، زاد الطلب على الصبغة القرمزية بين المستهلكين الذين يفضلون الألوان والنكهات الطبيعية، بالمقارنة مع الأصباغ المستخلصة من البترول وقطران الفحم المستخدمة على نطاق واسع في صناعة مستحضرات التجميل.
الحشرة القرمزية كعوامل للتحكم البيولوجي
قبل بدء برامج المكافحة البيولوجية في جنوب أفريقيا، كان التين الشوكي قد غزا مساحة تزيد عن 900000 هكتار من المراعي ذات الكثافة المتغيرة. تم إدخال الحشرة القرمزية كعوامل للتحكم البيولوجي في عام 1932، حيث ساهمت في تقليل انتشار الحشرة بنسبة 75% في المناطق المصابة، بما في ذلك تلك ذات أعلى معدلات الإصابة.
في أغلب الأحيان، أدت الحشرة القرمزية إلى تساقط كبير للأوراق ومقتل النباتات الصغيرة في غضون 12-18 شهرًا من إدخاله للمنطقة، مما أدى إلى استعادة نحو 90% من المساحات الأصلية لتربية الأغنام. إلا أنه لا تزال هناك تجمعات كثيفة من التين الشوكي في البيئات الباردة والممطرة. ومع انخفاض دور التين الشوكي (O. ficus-indica) كأعشاب ضارة، وزيادة استخدامه كغذاء بشري وعلف، بالإضافة إلى كونه نبات مضيف لتربية D. coccus، حصل تغيير جوهري في وجهات نظر الجمهور حول دوره كعامل تحكم بيولوجي.
تأثير الحشرة القرمزية على المزارعين
في المناطق التي تُزرع فيها نباتات التين الشوكي للاستهلاك البشري أو لتغذية الماشية، يُعتبر المزارعون الحشرة القرمزية آفة ويعملون على مكافحتها كأولوية. وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط، يُتوقع أن تزداد أضرارها نتيجة للظروف المناخية المتغيرة وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على البيئة، لا سيما في ظل تزايد الجفاف والتصحر، مما يجعل التين الشوكي خيارًا مجديًا مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
أدى انتشار مرض “opuntiae” في الدول الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط إلى بدء النقاش حول أنسب الاستراتيجيات لمكافحة الحشرة القرمزية. يعتمد التحكم في هذه الحشرة حاليًا على طريقتين رئيسيتين: الكيميائية والبيولوجية، بينما تُطبق الأساليب الميكانيكية عند وجود عدد محدود من النباتات المصابة. وتُعتبر طرق المكافحة البيولوجية من بين الخيارات الواعدة التي تم إدخالها في العديد من البلدان المتضررة حديثًا.