تُعتبر رواية “سقف الكفاية” العمل الروائي الأول للكاتب محمد علوان، حيث صدرت عن دار الفارابي للنشر عام 2002، تلتها طبعة ثانية في عام 2004.
عند إصدار الرواية، أحدثت ضجة كبيرة وذلك لعدة عوامل، من بينها صغر سن الكاتب، واختلاف مستوى لغة الرواية عن المعتاد، بالإضافة إلى تناولها لمواضيع حساسة.
لذا، جذبت الرواية انتباه الكثير من النقاد، مثل الدكتور غازي القصيبي، والدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور معجب الزهراني، والناقد محمد عباس، وغيرهم من النقاد البارزين.
رواية “سقف الكفاية”
تدور أحداث رواية “سقف الكفاية” في مدينة الرياض حول علاقة حب عميقة بين ناصر ومها، وما نتج عن انتهاء هذه العلاقة من آلام ومآسي. بعد ذلك، يسافر ناصر إلى مدينة فانكوفر الكندية، حيث يلتقي بمهاجر عراقي يُدعى ديار، الذي يسعى لمساعدته في تجاوز الأثر المؤلم لهذا الحب.
تُروى الرواية في شكل رسالة طويلة من ناصر إلى مها، التي تركته لتتزوج من شخص آخر، إذ يروي ناصر قصته من خلال خواطر تتنقل بين زمنين: الماضي، عندما بدأت قصته مع مها في الرياض، والزمن الحاضر، حيث يعيش ناصر في المدينة الكندية الساحرة.
على الرغم من أن الرواية تركز على شخصية مها، إلا أن الكاتب لم يتردد في إدخال مشاعر وأحداث أخرى، مثل وفاة الجدة، وإحساس فقدان الوطن في قلب صديق ناصر، ديار، بالإضافة إلى الغربة الاختيارية التي اختارها ناصر بحجة الدراسة.
أهم الاقتباسات من الرواية
أعتقد أن فقداني للكتابة والوطن وأمي لم يكن سوى محاولة مني لفقدان أشياء أخرى غيرك. أرغب في تجمع الحزن ليختلط ببعضه الآخر حتى تتلاشى ملامح حزنك الأول. ربما صدقني البعض حين أخبرتهم بهذا في وقت لاحق، وربما اعتبروني مجنونًا بعد أن أخذ الحب مني عقلي، لكنني أؤمن بشدة أن الطعنة الواحدة تكون أكثر إيلامًا من الطعنتين، والجرح يكون أشد ألمًا عندما يبقى بقية الجسم سليمًا. أردت أن أشتت أفكاري بين عدة أحزان حتى لا ينفرد بي حزن واحد ليقضي عليّ.
عندما تتوقف الحياة، فإننا نحتاج إلى وقفة طويلة للحزن، لأن الحياة ترفض أن نتجاهل ضرباتها لنا، وترفض أيضًا أن نستمر فيها دون توقف، حتى نلعن هزيمتنا أمام قسوة القدر.
تابع المزيد:
أهم ما قاله ناصر في عزلته
أشعر بالدفء فقط داخل غرفتي، حيث تعتريني شجاعة العزلة، وعندما أخرج وألتقي بالريح، أشعر أن البرد لا يقتصر على جسدي فحسب، بل يمزق أوراقي الداخلية الواسعة.
أكثر النساء حنانًا وذكاءً هن تلك اللواتي يتركن خلفهن ذكريات لا تُنسى، ولا يمكن طيّها أو إعادة كتابتها.
قد لا يكون الحب قرارًا، بل هو اختيار دقيق يجمع اثنين معًا، حيث يشعل بينهما فتيل المواجهة، ويتركهما في فوضى من المشاعر المعقدة دون دليل، كأنما يريد منهما أن يتعلما أول دروس الحب واحتياجات كل منهما نحو الآخر.
ختامًا، تناولنا في هذا المقال رواية “سقف الكفاية” والقصة العاطفية القوية بين مها وناصر وكيف انتهت، بالإضافة إلى الطريقة التي عبر بها ناصر عن مشاعره.