يسعى الكثير من الناس إلى معرفة سيرة الإمام علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين الذي تولى الخلافة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد برز دوره في تعزيز مكانة الإسلام. عبر موقعنا، نقدم لكم لمحة عن الإمام علي بن أبي طالب، مع توضيح لمضمون ديوانه “أنا الذي سمتني أمي حيدرة” وشرحه.
محة عامة عن الإمام علي بن أبي طالب
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها. يُعتبر رابع الخلفاء الراشدين، وقد أطلق عليه الرسول لقب أبو الحسن تيمناً بابنه الحسن، حفيد الرسول.
تقول العديد من الروايات أنه وُلد قبل البعثة بعشر سنوات تقريبًا، وأن ولادته كانت في الكعبة. وقد أسلم الإمام علي في سن العاشرة حين رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي مع السيدة خديجة، حيث عرض عليه النبي فكرة التوحيد.
طلب أن يستشير والده، فأجابه النبي أنه يمكنه أن يوافق أو يرفض لكن يجب الاحتفاظ بالخبر سراً حتى يصير الدعوة علنية. تفكّر الإمام علي طوال ليلة وبعدها قرر أن يُعلن إسلامه، فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وترك عبادة الأصنام.
شاهد أيضاً:
أبرز خصائص الإمام علي بن أبي طالب
عُرف الإمام علي بن أبي طالب كأول من أسلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتميز بالعديد من الصفات والخصال النبيلة. ومن أبرزها:
- تمتع بجمال وجهه، وقوة جسده، وضخامة عضلاته.
- اتسم بالشجاعة والقوة في مواجهة أعداء الإسلام، وقدرته على محاربتهم والانتصار عليهم في المعارك.
- كرّس نفسه في سبيل الله، ووقف بجانب المهاجرين مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
- عُرف بزهادته وتواضعه تجاه متاع الدنيا وزينتها.
- كان عالماً بأحكام الدين، وأعمال العبادة والطاعة.
- تميز بكرمه وإنفاقه في سبيل الله، راغبًا في الأجر والثواب.
شاهد أيضاً:
“أنا الذي سمتني أمي حيدرة”
قد تُردد كثيراً العبارة الشهيرة “أنا الذي سمتني أمي حيدرة” التي أطلقها الإمام علي بن أبي طالب. وهي تعبر عن موقف تاريخي مشهور، إلا أن الكثيرين يفتقرون إلى معرفة تفاصيل هذا الديوان وشرحه. إليكم عرضاً لمحتواه:
أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه
عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ القِصَرَه
كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه
أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه
وَأَترُكُ القِرنَ بِقاعِ جُزُرِهِ
أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ الكَفَرَه
ضَربَ غُلامٍ ماجِدٍ حَزوَرَه
مَن يَترُكِ الحَقَّ يَقوِّم صِغَرَه
أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو عَشَرَة
فَكُلَّهُم أَهلُ فُسوقٍ فَجَرَه
تعود هذه العبارة إلى غزوة خيبر حيث أطلقها أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، في مواجهة المشركين بعد أن كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهمة القيادة. وقد قالها معلنًا فخره باسمه الذي يعكس معاني القوة والشجاعة، وتجلّى ذلك في انتصاره على الأعداء في تلك المعركة.
لقد وصلنا بهذا إلى نهاية المقال الذي تناول سير الإمام علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وأحد أعظم صحابة الرسول، ورابع الخلفاء الراشدين، الذي حقق انتصارات عظيمة للإسلام والمسلمين عبر الفتوحات الإسلامية في عهده. كما استعرضنا شرحًا لمقولته الشهيرة “أنا الذي سمتني أمي حيدرة” التي جاءت في سياق مواجهته للأعداء.