التعريف بالإمام البيهقي
اسمه ومولده
الإمام البيهقي هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي. يُعتبر فقيهًا شافعيًا وحافظًا كبيرًا، وهو واحد من أبرز العلماء في عصره، يتميز بالمعرفة في مختلف العلوم. وُلد في شهر شعبان عام 384 هجرية، وتوفي في جمادى الأولى عام 458 هجرية في مدينة نيسابور، حيث نُقل جثمانه إلى بلده الأصلي بيهق -رحمه الله تعالى-.
نشأته
نشأ الإمام البيهقي في بيئة علمية رائدة في نيسابور، حيث تلقى تعليمه على يد أبرز علماء عصره من المحدثين والفقهاء. وقد استخدم المدينة كمركز لانطلاقاته العلمية، حيث سافر إلى نيسابور والكوفة والعديد من البلدان، مما ساهم في صقل معارفه وتوسيع آفاقه.
شيوخه
تميز الإمام البيهقي بكثرة السفر والبحث العلمي، حيث بدأ في طلب العلم في سن مبكرة، إذ كان في الخامسة عشرة من عمره. ومن أبرز شيوخه الذين تلقى العلم على أيديهم:
- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.
- أبو الفتح المروزي الشافعي.
- عبد القاهر البغدادي.
- أبو سعيد بن الفضل الصيرفي.
صفاته
اتصف الإمام البيهقي بالزهد والابتعاد عن متاع الدنيا، وكان معروفًا بكثرة العبادة والورع. كما يتمتع بصفات أهل نيسابور من حيث الحكمة والقدرة على التنظيم، مما يعكس نضج فكره وقوة عقله.
أشهر مؤلفات البيهقي
ترك الإمام البيهقي إرثًا أدبيًا غنيًا بفنونه المختلفة، ومن بين مؤلفاته المميزة:
- مناقب الشافعي: وقد قسّم هذا الكتاب إلى أربعة وستين بابًا، حيث تناول فيه مواضيع متعددة تتعلق بالشافعي ونشر علمه.
- فضائل الأوقات: يعد مرجعًا مهمًا في علوم الحديث والفقه والسيرة.
- المدخل إلى السنن الكبير: كتاب مخصص للأحاديث، مقسم إلى ثلاثة وثلاثين بابًا، كل باب يتناول موضوعًا خاصًا.
- سنن البيهقي الصغرى: يتألف من 28 كتابًا، كل كتاب يحتوي على عدد من الأبواب مثل الطهارة والصلاة وغيرها.
- كتاب البعث والنشور: يعالج مواضيع متعلقة بيوم القيامة ويقسمه البيهقي إلى ثلاثة وسبعين بابًا.
- كتاب الدعوات الكبير.
- كتاب الترغيب والترهيب.
- كتاب الأربعين سمعته بعلو.
آراء العلماء في الإمام البيهقي
حظي الإمام البيهقي بمكانة علمية رفيعة بين العلماء، حيث أُطلق عليه لقب إمام المحدثين. ومن آراء العلماء حوله:
- قال عبد الغافر: “كان سيرة العلماء، قانعًا بما يسير من الدنيا، متزينًا بزهاده وورعه. لقد عاد إلى الناحية في آخر عمره، وهناك توفي.”
- علق الإمام السبكي قائلاً: “الإمام البيهقي -رحمه الله- كان عالمًا يعمل بعلمه، يتمتع بسعة وإحاطة في العلوم الشرعية، حيث بذل جهده في جمعها وتصنيفها، وأنتج عن ذلك مجموعة من المؤلفات القيمة التي تجاوزت خمسين مصنفًا في مجالات لم يسبق إليها.”
- قال إمام الحرمين: “لا يوجد شافعي إلا وللشافعي عليه فضل، إلا البيهقي، فإنه له فضل خاص لنصرة مذهبه بتصانيفه.”