ظهور حضارة دلمون: الموقع والتاريخ

تعتبر دلمون من الحضارات القديمة التي نشأت قبل الميلاد في الألفية الثالثة، وفي هذا المقال سنتناول تحديدًا موطن حضارة دلمون؛ تلك الحضارة التي تبرز عراقة التاريخ والتي جذبت اهتمام الباحثين للكشف عن أسرارها.

موطن حضارة دلمون

  • تمثل حضارة دلمون واحدة من أقدم الحضارات، وبدءًا سنتعرف على موقع ظهورها.
  • نشأت الحضارة في جزيرة البحرين، الواقعة في شرق الجزيرة العربية، وقد أطلق السومريون عليها اسم “أرض الخلود والحياة”.
  • قبل حوالي خمسة آلاف عام، كان المركز الجغرافي لدلمون يقع في جزيرة البحرين وجزيرة تاروت في القطيف.
    • ترتبط هذه الأهمية الجغرافية بوجود مقبرة دلمون، التي تعتبر مركزًا استراتيجيًا، إذ كانت حلقة وصل بين دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى.
  • من جهة الشمال توجد حضارة ما بين النهرين بينما حضارة ميلوخا في وادي السند والهند إلى الشرق، في حين أن الحضارة الفرعونية القديمة تبرز في مصر.
  • في عام 2019، قررت اللجنة المعنية بالتراث، المنعقدة في باكو بأذربيجان، إدراج مقابر دلمون في قائمة التراث العالمي.
  • استخدم سكان دلمون الكتابة المسمارية السومرية، وتحدثوا باللهجة الأكدية التي كانت قريبة من اللهجة السومرية.

حدود دلمون

  • امتدت هذه الحضارة من الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية في الكويت قرب جزيرة فيلكا، وصولًا إلى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان.
  • كما ارتبطت بحضارة أم النار في دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • سُميت حضارة دلمون بهذا الاسم لأنها كانت محاطة بالمياه من جميع الجهات.

الآثار المكتشفة عن حضارة دلمون

بعد استكشاف موقع ظهور حضارة دلمون، سنستعرض الآن بعض الآثار التي تم اكتشافها والتي وضعت دلمون على خريطة التاريخ العالمي.

  • تحتوي دلمون على أكبر مقبرة تاريخية تم اكتشافها عالميًا حتى الآن، حيث تضم مجموعة من التلال المتجانسة.
  • أثناء التنقيب، اكتشف الباحثون العديد من المعابد والمدن القديمة المحصنة تحت قلعة البحرين.
  • يعود تاريخ أقدم مدينة في المنطقة إلى عام 2800 قبل الميلاد، التي تعرضت للحرق بعد خمسمائة عام من إنشائها.
  • تم إنشاء مدينة جديدة بدلاً منها في نفس الموقع وتم تحصينها بسور عالٍ لحماية سكانها من الغزاة.
  • كما تم العثور على آثار لمجموعة معابد، أبرزها ثلاثة معابد في قرية باربار التي شهدت عمليات إعادة بناء متعددة كما حدث مع العديد من المدن المكتشفة.
  • تشمل الاكتشافات بعض الأواني الفخارية والنحاسية، بالإضافة إلى تماثيل تعكس الحالة الاجتماعية لأصحابها وأختام وأدوات تثبت الملكية ومحتويات ضمن آنية فخارية.

قلعة البحرين

تعتبر قلعة البحرين مركز السلطة في حضارة دلمون القديمة، وقد نالت جائزة من اليونيسكو للتراث العالمي.

معبد باربار

يقع هذا المعبد في قرية باربار بالبحرين، وهو يمثل أبرز المعالم المعمارية في حضارات العالم القديم، ويعبر عن الثقافة القديمة لدلمون.

مستوطنة سار القديمة

تقع على بروز جبلي يتكون من سلسلة من الحجر الجيري، وهي النقطة الطبيعية الوحيدة المرتفعة في الجهة الشمالية من البحرين.

حقل دفن سار

يوجد في الجهة الغربية من المستوطنة القديمة سار، ويحتوي على تلال أثرية ذات أهمية تاريخية كبيرة تعود للحضارة القديمة لدلمون في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

مظاهر الحضارة الدلمونية القديمة

نظام الحكم

  • اتبعت النظام الملكي الوراثي، حيث تشير بعض النصوص المكتشفة إلى ضرورة أن يكون الملك خادمًا للإله.
  • غالبًا ما كانت دلمون تخضع لسيطرة حكام بلاد الرافدين وتدفع لهم الجزية.

الحياة الدينية

  • تم العثور على معابد كبيرة تشير إلى إيمان سكان المنطقة بعقيدة الخلود، ما يتجلى في وجود مقابر ضخمة.
  • كما تضمنت المدافن أقداحًا مخروطية ومخلفات دينية.

الزراعة

  • كانت مملكة دلمون تتمتع بأرض خصبة وفرص زراعية ممتازة، لذا كان يتم زراعة كميات وفيرة من تمور.

الصناعة

  • اشتهرت دلمون بصناعة الفخار، حيث تميزت الرسومات والأشكال المستخدمة بمختلف الثقافات المحيطة بها.
  • كما برزت صناعة الأختام الدائرية والأواني الخزفية والنحاسية.

الصيد

بجانب الزراعة، كان صيد الأسماك واللؤلؤ هو النشاط الرائج بين سكان دلمون.

التسلسل الزمني لحضارة دلمون

  • تم وصف مدينة دلمون بأنها الجنة على الأرض، حيث اهتم أهلها بتطوير شبكة التجارة في بلاد ما بين النهرين في أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد.
  • توسعت تجارتهم نحو الشمال، واحتلت المدينة موقعًا بارزًا كمركز تجاري لتجارة النحاس والعقيق والعاج وغيرها من الموارد.
  • دعونا نستعرض تسلسل تطور دلمون خلال العصور التاريخية.
  • بين عامي 2200 و2000 قبل الميلاد، برزت عدد من النخب الاجتماعية.
  • خلال الفترة من 2150 إلى 2050 قبل الميلاد، بدأت صناعة النحاس وتأهلت قلعة البحرين لتكون مدينة محصنة.
  • بين عام 2050 و2000 قبل الميلاد، ارتفعت أعداد النخبة وظهرت مقابر ضخمة، وزادت الكثافة السكانية بنسبة 34%.
  • بين عامي 2000 و1800 قبل الميلاد، تم التخلي عن المستوطنات الكبيرة لمجان وبناء مباني عامة.
  • خلال تلك الحقبة، بداية الاتصال بالأموريين وبناء الأسوار التي جلبت الهيمنة السياسية فوق دول ما بين النهرين.
  • في الفترة من 1800 إلى 1650 قبل الميلاد، تعرضت منطقة دلمون للتهجير.

أسماء أخرى لحضارة دلمون

  • تناولت حضارة دلمون أسماءً متعددة على مر العصور، حيث نجم عنها تسميات مثل “دلمون” من قبل السومريين، و”نيدوك كي” من قِبل الأكدين.
  • أما الكنعانيون والفينيقيون فسموها “تايلوس”، بينما أطلق الفرس عليها اسم “البحرين” وعرفها العرب المسلمون باسم “أوال”.
  • في الوثائق التاريخية القديمة، أشار ملوك سومر إلى دلمون بـ”ما كان” و”ميلوخا”.
  • تعتبر دلمون جزءًا من الحضارات السامية، أي الحضارات العربية القديمة.

العصور المتعلقة بحضارة دلمون

  • تنتمي حضارة دلمون إلى فترة ثقافة دويلات بعض المدن خلال العصر البرونزي المتأخر، أي في الألفية الرابعة قبل الميلاد.
  • استمرت هذه الحضارة بشكل مستمر حتى نهاية العصر الحديدي وبداية القرن السادس قبل الميلاد، والتي تعرف بالفترة الفارسية.
  • تشير هذه المعطيات إلى أن حضارة دلمون دامت حوالي أربعة آلاف عام دون انقطاع، مما ساهم في وجود أحد أكبر المقابر التاريخية في العالم.

أسطورة إنكي وحضارة دلمون

  • إنكي هو إله سومري يمثل الحكمة والذكاء والخصوبة والمياه العذبة، وقد ذُكرت دلمون في الأساطير السومرية كبلد يشع بالنور.
  • وقد أُعتبرت جنة الفردوس المشرقة التي تخلو من الأمراض والموت، وعُرفت بأرض المياه العذبة، التي أحضرها إله الشمس أوتو من عالم بعيد.
  • استجابة لرغبة إنكي، أُبدعت دلمون كجنة كاملة توافدت إليها الآلهة للسكن فيها.
  • شهدت أرض دلمون وجود كل من الإلهة الأم نينهوراساج وإله الحكمة إنكي.

معلومات أساسية عن حضارة دلمون

  • حضارة دلمون هي حضارة قديمة ازدهرت في منطقة الخليج العربي، خصوصًا في جزيرة البحرين والمناطق المحيطة بها، في الفترة الممتدة من العصور البرونزية حوالي 3000 قبل الميلاد حتى نحو 600 قبل الميلاد.
  • تميزت حضارة دلمون بالتطور في مجموعة متنوعة من المجالات والنجاح في التجارة والبناء البحري والصناعة والفنون.

نستعرض فيما يلي بعض النقاط الجوهرية حول حضارة دلمون:

  • التجارة البحرية: كانت دلمون تعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، حيث كانت تبني السفن الخشبية وتقوم بتبادل البضائع مع مناطق بعيدة تشمل مصر والهند وبلاد ما بين النهرين.
  • الزراعة والصيد: زرع السكان شتى المحاصيل مثل اللؤلؤ والأملاح المعدنية، كما كانوا يتقنون مهارات الصيد فضلًا عن الصناعات البحرية.
  • البنية التحتية: أنشأوا منشآت هندسية مميزة، بما في ذلك القلاع والأبراج والآبار، وأقاموا نظام ري متقدم لدعم الزراعة.
  • الآثار والتاريخ: يُعد قبر آدم في جزيرة البحرين واحدًا من أبرز المواقع التاريخية في حضارة دلمون، حيث تحتوي على العديد من الآثار والتواريخ المكتشفة في المنطقة.
  • ثقافة الفنون: برعوا في إنتاج الفنون المنحوتة من البرونز والعقيق واللآلئ، مما يشير إلى تطورهم الفني آنذاك.
  • انهيار الحضارة: تعرضت حضارة دلمون للعديد من التحديات والغزوات على مر العصور مما أدى إلى زوالها واندماجها مع حضارات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top