أشعار تعبر عن مشاعر الفراق والوداع

الفراق والوداع

يعتبر الفراق من الكلمات التي تحمل معاني عميقة يصعب على النفس تحملها، إذ يرمز إلى الرحيل الذي قد يكون نهائياً دون عودة. يعيش الكثيرون على ذكريات الأحبة التي فقدوها، وقد يعتريهم اليأس من إمكانية اللقاء مرة أخرى. في هذا المقال، نستعرض بعضاً من أجمل أشعار الفراق والوداع.

شعر عن الفراق والوداع للشاعر نزار قباني

لنفتَرِق قليلاً..

من أجل مصلحة هذا الحب يا حبيبي،

ومن أجل مصلحتنا..

لنفتَرِق قليلاً،

لأنني أرغب في أن يزداد حبك لي.

أريدك أن تكرهني قليلاً،

بحق ما بيننا..

من ذكريات غالية كانت علينا.

باسم الحب الرائع..

الذي لا يزال محفوراً في شفاهنا،

وفي يديك..

باسم ما كتبته إلي من رسائل،

ووجهك المغروس كزهرة داخل قلبي،

وحبك المتبقي على شعري وأصابعي..

باسم ذكرياتنا،

وحزننا الجميل وابتسامتنا،

وحبنا الذي أصبح أكبر من كلامنا،

أكبر من شفاهنا..

باسم أجمل قصة حب في حياتنا،

أطلب منك الرحيل.

لنفتَرِق كأحباء..

فالطائر في كل موسم..

يفارق التلال.

والشمس، يا حبيبي..

تكون أجمل عندما تحاول الغياب.

كن في حياتي الشك والعذاب،

كن مرة أسطورة..

وكن مرة سراباً..

وكن سؤالاً في فمي،

لا يعرف الجواب.

من أجل حب رائع،

يسكن القلب والأهداب..

وكي أظل دائماً جميلة،

وكي تقترب مني أكثر،

أطلب منك الرحيل.

لنفتَرِق.. ونحن عاشقان..

لنفتَرِق على الرغم من كل الحب والحنان.

فمن خلال الدموع، يا حبيبي،

أريدك أن تراني،

ومن خلال النار والدخان،

أريدك أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي،

فقد نسينا

نعمة البكاء منذ زمن.

لنفتَرِق..

كي لا يتحول حبنا إلى عادة،

وشوقنا رماداً..

وتذبل الأزهار في الأواني.

كن مطمئناً، يا صغيري،

فلم يبقَ حبك ملء العين والضمير،

ولم أزل أعيش حبك الكبير،

وأحلم أن تكون لي..

يا فارسي، ويا أميري.

لكنني.. لكنني..

أخاف من عواطفي،

أخاف من مشاعري،

أخاف أن نملّ من شوقنا،

أخاف من وصالنا..

أخاف من عناقنا..

باسم حب رائع..

يزهر كالربيع في أعماقنا،

يضيء مثل الشمس في أعيننا.

وباسم أجمل قصة حب في زماننا،

أطلب منك الرحيل..

حتى يبقى حبنا جميلاً..

حتى يكون له العمر الطويل..

أطلب منك الرحيل..

قصيدة عن الفراق والوداع لمحمود درويش

وطني جبينك، فاسمعيني،

لا تتركيني

خلف السياج،

كعشبة برية،

كيمامة مهجورة.

لا تتركيني

قمراً تعيساً،

كوكباً متسولاً بين الأغصان.

لا تتركيني

حراً بحزني،

واحبسيني بيد تشرق الشمس

فوق كوى سجوني،

وتعوّدي أن تحرقيني،

إن كنت لي

شغفاً بحجارتي وزيتوني،

بشبّاكي، بطيني.

وطني جبينك، فاسمعيني،

لا تتركيني.

شعر عن الفراق والوداع للمتنبي

فراقٌ ومن فارقت غير مذموم،

وأمٌّ ومن يممت خير ميمم.

وما منزل اللذّات عندي بمنزلٍ

إذا لم أبجل عنده وأكرم.

سجية نفس ما تزال مليحة،

من الضيم مرمياً بها كل مخرم.

رحلتُ فكم باكٍ بأجفان شادنٍ

عليّ، وكم باكٍ بأجفان ضيغم.

وما ربّة القرط المليح مكانه

بأجزع من ربّ الحسام المصمم.

فلو كان ما بي من حبيب مقنعٍ،

عذرت ولكن من حبيبٍ معمّم.

رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى،

هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي.

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه،

وصدق ما يعتاده من توهم.

وعادى محبيه بقَول عداته،

وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم.

أصادق نفس المرء من قبل جسمه،

وأعرفها في فعله والتكلم.

شعر عن الفراق للشاعر جبران خليل جبران

روعت بالفراق بعد الفراق،

وبها ما بها من الأشواق.

بعلبك تبكي وليداً تردّى،

نازحاً واحتوته أرض العراق.

كان سلوانها رجاء تلاق،

أين أمسى منها رجاء التلاقي؟

لا تخافي اغترابه وتخالي

أن بعداً تباعد الآفاق.

إنما النأي في اختلاف المرامي،

وتنابي الخلال والأخلاق.

ليس في موطن الكرام اغتراب،

لكريم الأصول والأعراق.

لحد ذاك الفقيد إن ضنت السحب،

سقته سحب من الآماق.

ويحيي حجيجه العزة القعساء،

في هيبة وفي إطراق.

رستم كان في العراق من القوم،

وزكى دعواه بالمصداق.

عاش فيهم محباً وحبيباً،

مخلصاً وده بغير مذاق.

مالكاً منهم القلوب بزينات

السجايا وبالطباع الرقاق.

قمر سابق الظنون ولم يرع،

أوانا لمثله في المراقي.

أترى كان ذلك الوثب منه

في المعالي معجلاً للمحاق؟

أي جان سما إليه فأجرى

دمه الحر تب أهل الشقاق؟

ذلك الرهط بئس ما تركته

من تراث أيام الاسترقاق.

لو أبيد الأشرار لم تف إلّا

دية المجد بالدم المهراق.

وفدى للإخاء بين شعوب الضاد،

أغلى النفوس والأعلاق.

ويلهم ما أفادهم أن يثيروا

فتنة من خبائث الأعماق.

أحنقوا أمه علهم وزادوا

ذمماً للقتيل في الأعناق.

نحن في حقبة تحول حال الخلق،

فيها عن شرعة الخلاق.

عاد فيها ذو المبسم الحلو أضرى

من ذوات الأنياب والأشداق.

أين دامي الأظفار من قاذف النار،

ومفني الديار بالإحراق؟

ومعيد النسيم سماً زعافاً،

ومبيد السفين بالإغراق؟

لكأني بالعلم سخر فيها

بأسه للطغاة والفساق.

والحمام المصير في الكون،

من يعلم سر البقاء غير الباقي؟

محنة إن تك المنية منجاة،

فمنها والفوز للسباق.

بل لعلي شططت الحكم والأحكام،

لا تستقيم في الإطلاق.

قد يجيء الخير الكبير من الشر،

إذا جاز ما له من نطاق.

يا فقيداً مثاله الحي لن يبرح،

ملء القلوب والأحداق.

أمة العرب ذاقت الهون أحقاباً،

طوالاً والهون مر المذاق.

كيف تنسى فضل المنادين بالوحدة،

والواضعين للميثاق.

والأولى أفنوا العزائم في ربط

الأواخي وفي التماس الوفاق.

فلتكن للعهد الجديد شهيداً،

خالداً بالذكرى عن استحقاق.

كل بذل كما بذلت خليق

بجزاء من الفخار وفاق.

إلحق اليوم فيصلاً فلقد كنت،

لخير الملوك خير الرفاق.

ولو الواجب المخلف لم يثنك،

لم تلف مبطئاً باللحاق.

واجب مرهق التكاليف أديت،

تكاليفه على الإرهاق.

لك فيه بت قويم ورأي،

واسع الأفق ساطع الإشراق.

سست من سست في الوزارة بالحق،

ووفيت ما اقتضت من خلاق.

وأتيت الإصلاح من حيث يؤتى،

في الأمور الجسام أو في الدقاق.

يا بني حيدر الكرام، أغريكم،

ودمعي من حرّه غير راق.

رزؤكم رزؤنا، وكالعهد في الود،

خوالي أيامنا والبواقي.

شاطر العرب حزنكم وتلظى،

كل قلب لمجدهم خفاق.

عظم الله أجركم ما صبرتم،

ووقاهم مكاره الدهر واق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top