تُعد حرب أكتوبر من الأحداث التاريخية الفارقة التي شهدتها مصر، حيث نجحت القوات المصرية في تحقيق انتصار عظيم يُعتز به من قبل الشعب المصري.
حرب أكتوبر
- هي نزاع عسكري تم خوضه من قبل القوات المصرية بالتعاون مع الجيش السوري.
- استندت هذه الحرب إلى اتفاقية الدفاع المشترك بين الدولتين للوقوف في وجه العدو الإسرائيلي.
- كان الهدف منها استعادة الأراضي المحتلة التي استولت عليها إسرائيل بعد هزيمة الجيش المصري في حرب عام 1967.
- تُعرف حرب أكتوبر بعدة مسميات، حيث تُسمى حرب تشرين نسبة لتاريخ حدوثها في منتصف أكتوبر، بينما يطلق عليها اليهود اسم حرب الغفران.
- ويرجع ذلك إلى أن الحرب اندلعت خلال عيد الغفران لديهم.
- ووقفت جمهورية مصر العربية إلى جانب عدد من الدول العربية التي ساندتها في هذه الحرب، مثل سوريا وفلسطين والسعودية.
- تعتبر سوريا من أبرز الدول المشاركة والقائمة على الدعم لهذه الحرب، كونها شهدت احتلال هضبة الجولان من قبل العدو الإسرائيلي.
أسباب حرب 6 أكتوبر
ترجع العديد من عوامل نشوء حرب أكتوبر في عام 1973 إلى الأسباب التالية:
العدوان الثلاثي
- يعد مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أحد أهم الأسباب المؤدية إلى حرب أكتوبر.
- كما أن هذه الأحداث حفزت القوات المصرية للتخطيط والتنفيذ خلال سنوات متعددة حتى تمكنت من شن هذه الحرب.
- شنت القوات الإسرائيلية هجمات وحشية على عدة أهداف في مصر مثل بورسعيد والإسماعيلية، عقب إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.
- كما استغلت القوات الإسرائيلية وجود طائرات لتعزيز هجماتها على الأراضي المصرية.
حرب 1967
- في بداية عام 1966، شنت القوات الإسرائيلية غارات على مناطق عدة في المملكة الأردنية الهاشمية، مستهدفة تدمير القوات الفلسطينية الموجودة هناك.
- ثم بدأت إسرائيل توجيه اتهامات إلى سوريا بدعمها وتزويدها للقوات الفلسطينية بالأسلحة.
- في أوائل عام 1967، نفذت إسرائيل هجومًا على الأراضي السورية، مما أسفر عن احتلال هضبة الجولان.
- انضم الجيش المصري إلى هذه الحرب بناءً على الاتفاقية الدفاعية التي تربطه بسوريا.
- على الرغم من مشاركة عدد من الدول العربية، انتصرت إسرائيل في تلك الحرب بفضل تفوقها الجوي في ذلك الزمان.
- أدى هذا النصر الإسرائيلي إلى عدة تداعيات، حيث استولت على هضبة الجولان وجزء من سيناء والضفة الغربية.
- بعد الخسائر التي لحقت بالجيش المصري، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا بسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة.
- ورغم ذلك، تم رفض هذا القرار من جانب جامعة الدول العربية.
- وفي عام 1968، اندلعت الحرب مجددًا بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، لكن الولايات المتحدة تدخلت وأنهت الصراع.
- بعد وفاة الرئيس عبد الناصر، بدأ الزعيم أنور السادات وضع خطط سرية لمهاجمة القوات الإسرائيلية على مدار ثلاث سنوات.
- في عام 1971، أجريت مفاوضات سلمية بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية، ولكنها فشلت عندما رفضت إسرائيل شروط التسوية.
- نتيجة لذلك، قرر الرئيس أنور السادات إطلاق الهجوم على القوات الإسرائيلية في 6 أكتوبر 1973، بما يتزامن مع اليوم العاشر من شهر رمضان.
اندلاع حرب أكتوبر
في سياق الحديث عن أسباب حرب 6 أكتوبر، من المهم أن نُشير إلى كيفية اندلاع الحرب:
- انطلقت حرب أكتوبر في السادس من أكتوبر في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق بعد الظهر، حيث شنت القوات الجوية المصرية هجماتها على المواقع الإسرائيلية.
- كان الهدف من الهجوم تدمير القوات والميليشيات الإسرائيلية بهدف زعزعة صفوفهم.
- تفاجأت القوات الإسرائيلية باندلاع الحرب، حيث كانت تعتقد أنها لا تقهر، لكن القوات المصرية تمكنت من تغيير هذه الفكرة في ساعات قليلة.
- استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الدفاعي، فيما استعادت القوات السورية هضبة الجولان.
- عند إعلان وقف إطلاق النار، استعادت القوات الإسرائيلية بعضًا من قوتها بفضل الدعم الذي تلقته من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.
- قدمت هذه الدول لإسرائيل أسلحة وذخائر وآلات حربية، وتمكنت من استعادة بعض الهيبة أمام العالم في ظل الظروف الجديدة.
لا تفوت قراءة:
نتائج حرب أكتوبر
في إطار بحثنا حول أسباب حرب 6 أكتوبر، من المهم أن نتناول النتائج التي نتجت عن هذه الحرب:
- من أبرز نتائج حرب أكتوبر استعادة القوات المصرية للأراضي المحتلة، خصوصًا قناة السويس ومناطق من شبه جزيرة سيناء.
- كما نجحت القوات المصرية في تدمير الجيش الإسرائيلي الذي كان يُعتبر جبارًا، وأشاد به القادة العسكريون دوليًا.
- بنتائج هذه الحرب، تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر عام 1978، مما جسّد مساعي السلام المصرية.
- جاء ذلك إثر المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية الراحل محمد أنور السادات عندما زار بيت المقدس في نوفمبر 1977.
- وبفضل هذه الحرب، استعادة قناة السويس لسابق نشاطها التجاري في يونيو عام 1975.
- علاوة على ذلك، حقق الشعب المصري كرامته وهيبته أمام العالم، واستعاد ثقته بنفسه.
اتفاقية كامب ديفيد
في سياق الحديث عن أسباب حرب 6 أكتوبر، نُشير أيضًا إلى اتفاقية كامب ديفيد:
- وهي اتفاقية السلام التي تم توقيعها بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن في عام 1978.
- عُقدت هذه الاتفاقية بعد نحو 12 يومًا من المفاوضات في ولاية ماريلاند بالقرب من واشنطن، وتحت إشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
- أدت هذه الاتفاقية إلى تغييرات جذرية في السياسة تجاه جمهورية مصر العربية من قبل العديد من البلدان.
- كان ذلك بسبب توقيع السادات الاتفاقية دون المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.
- بالإضافة إلى ما سبق، تم تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية لعدة سنوات من عام 1979 حتى 1989.
- ومن جانب آخر، حصل الرئيس الراحل محمد أنور السادات على جائزة نوبل للسلام في عام 1978.