صوت صفير البلبل: أغنية عربية مشهورة

تعد قصيدة “صوت صفير البلبل” واحدة من أبرز القصائد العربية المنسوبة إلى الشاعر الأصمعي، الذي يقال إنه أنشدها في حضرة الخليفة أبي جعفر المنصور. في هذا المقال، سنتناول هذه القصيدة بالتفصيل لمعرفة معانيها وأفكارها.

صوت صفير البلبل

فيما يلي، سنستعرض بعض التفاصيل المتعلقة بـ “صوت صفير البلبل”:

1-
صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ الماءُ وَالزَهرُ مَعًا مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بوصف تأثير صوت البلبل على نفسه، حيث يثير فيه مشاعر الحزن والفراق والشوق إلى المحبوبة، مما يجعل قلبه يشعر كأنه ثمل، وكأن هذا الصوت أعاد له ذكريات الحب التي كان قد نسيها.

2-
وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي وَسَيِّدِي وَمَولى لِي فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي

يتحول الشاعر بعد ذلك من حديث عن ذكريات المحبوبة إلى التعبير عن مدح الخليفة، مستخدمًا كلمات مثل “سيدي” و”سيدٍ لي” و”مولاي”. ويطلب من أبي جعفر المنصور أن يمنحه ما يشتهي، وهو تمثيل لامرأة شابة شبهها بالغزالة، إشارة إلى جمالها ونعومتها.

3-
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ فَقالَ لا لا لا لا لا وَقَد غَدا مُهَرولِ

يستشهد الشاعر بتجربته مع هذه المرأة، حيث شعر بالخجل عندما قام بتقبيلها مما جعلها تحمر من الحياء، وركضت بعد ذلك بعيدًا، رافضة المزيد من التقبيل، لذا تكررت “لا” في الأبيات للدلالة على رفضها.

4-
وَالخُوذُ مالَت طَرَبًا مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت وَلي وَلي يا وَيلَ لِي فَقُلتُ لا تُوَلوِلي وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي قالَت لَهُ حينَ كَذا اِنهَض وَجد بِالنقَلِ

ويتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن تأثيره على النساء الجالسات بجواره حين قام بتقبيل الفتاة، وبدأن يتمايلن طربًا. وعندما رأت الفتاة التي قبَّلها هذا المشهد، صاحت في قلق، فقال لها الشاعر أن تبتسم وتظهر له لآلئها، لترد عليه بأنها ستظهر الابتسامة فقط إذا تمكن من إقناع والدها وإحضار المهر ليصبح لها ملكًا.

5-
وَفِتيةٍ سَقَونَنِي قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي شَمَمتُها بِأَنَفي أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي وَالرَقصُ قَد طابَ لِي شَوى شَوى وَشاهشُ عَلى حِمارِ أَهزَلِ

تخبر الفتاة في هذا المقطع أنها كانت تجلس مع مجموعة من الشباب الذين قدموا لها قهوة ذات رائحة عطرة تشبه رائحة القرنفل، وتستمر الأبيات في وصف المشهد حيث كانوا يجلسون في بستان مليء بالزهور والمسرات.

كما حضر الشباب آلة العود التي بدأت تدندن، بالإضافة إلى الطبل الذي أصدر صوتًا مميزًا، بينما كان السقف حولهم يصدر صوت “سق سق” عندما تهب الرياح على أوراق السفرجل.

6-
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ كَمَشيَةِ العَرَنجلِ وَالناسِ تَرجم جَمَلِي فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع خَلفي وَمِن حُوَيلَلي لَكِن مَشَيتُ هارِبًا مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

ينتقل الشاعر إلى وصف كيف أن الناس في المدينة يعاملوه بشكل سيء، ويصف عجز حماره، مشبهاً إياه بأنه يمشي على ثلاث قوائم. والناس تتجمّع حوله وتلقي عليه الحجارة، مما جعله يفر هاربًا.

ينجذب الكثيرون لفهم المعاني الدقيقة لكلمات قصيدة “صوت صفير البلبل”، نظرًا لكونها واحدة من أجمل وأصعب القصائد في الأدب العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top