تُعَد الأنهار من العناصر الأساسية التي تسهم في تشكيل الحضارات، لذا يظهر في العالم العديد من الأنهار الهامة والتي سنستعرض تفاصيلها عبر موقع مقال maqall.net.
لقد ساهم هذا النهر في قيام العديد من المجتمعات البشرية، حيث شكلت الممرات المائية المختلفة العديد من الحدود المائية المهمة.
موقع نهر سيحون وجيحون
للإجابة على استفسار أين يقع نهر سيحون وجيحون، يتعين علينا توضيح أنهما يقعان في آسيا الوسطى، والتي تعد القلب النابض لقارة آسيا. يجري النهران عبر ثلاث دول رئيسية وهي أوزبكستان وقرغيزيا وكازاخستان، حيث يشكلان نقطة التقاء بينها:
- تاريخيًا، عُرفت هذه المنطقة باسم هجرستان الكبرى أو بلاد ما وراء النهر، بينما أطلق العرب المسلمون عليها لقب بلاد القوقاز بعد الفتوحات الإسلامية.
- ينبع النهر من مرتفعات بامير الشمالية في جمهورية قيرغيزيا، ويتجه غربًا ليعبر مدينة قوقند في أوزبكستان.
- بعد ذلك، يصل النهر إلى طشقند ومن ثم إلى إيلاق وأشروسنة وأخيرًا الشاش، حيث يُعرف هناك باسم نهر الشاش.
- عاصمة أوزبكستان، طشقند، تقع في شرق النهر، والذي يستمر في اتجاهه إلى كازاخستان من الجنوب الغربي.
- يستكمل النهر مساره نحو الشمال ليصب في بحيرة خوارزم، المعروفة أيضًا ببحر الآرال.
أهمية نهر سيحون وجيحون
نهر جيحون المعروف سابقًا باسم أوكسس، بينما نهر سيحون يُطلق عليه جكزرتس، وقد أطلق الروس على نهر جيحون اسم أمور داريا وعلى نهر سيحون سار داريا:
- يضم نهر جيحون العديد من الروافد ويعبر مجموعة من المدن مثل حيرتان بندر وشريخان بندر، اللتين تربطان جمهورية آسيا الوسطى بأفغانستان.
- يقع نهر سيحون شرق مدينة طشقند، عاصمة أوزبكستان.
- تستخدم مياه هذه الأنهار في ري المحاصيل الزراعية.
- كما توفر مياه الشرب للسكان المحليين.
- تساهم هذه الأنهار في تحسين خصوبة المحاصيل الزراعية.
- تشكل الأنهار وسيلة للنقل الشخصي ونقل البضائع.
- يعمل العديد من سكان المناطق المجاورة في مهنة الصيد.
- تعتبر الأنهار مناطق جذب سياحي، مع توفر العديد من المرافق السياحية والمناظر الطبيعية الخلابة، مما يمنح فرص عمل للسكان.
- يبلغ عدد السكان في المناطق المحيطة بالأنهار حوالي 34 مليون نسمة، يعتمد الكثير منهم على الزراعة وإنتاج السلع المحلية بنسبة تصل إلى 30%.
- تُستخدم هذه الأنهار أيضًا في توليد الطاقة الكهرومائية وأغراض أخرى متعددة.
- تعرفت الجيوش العربية الإسلامية على هذه الأنهار خلال الفتوحات في عهد عثمان بن عفان.
مناخ نهر سيحون وجيحون
تشهد هذه المنطقة تنوعًا في درجات الحرارة وتفاوتًا في معدلات هطول الأمطار، نتيجة لموقعها بين جبال طاجيكستان وأفغانستان، حيث تتساقط الثلوج على المناطق المجاورة للأنهار، ويصل معدل تساقط الثلوج إلى 100 سم. يتزايد تدفق المياه في الربيع مع ذوبان الثلوج:
- تتجمّد المياه في الأنهار، مما يؤدي إلى تشكيل سدود طبيعية على مجراها، وقد تنهار هذه السدود فجأة، مما يتسبب في حدوث فيضانات كارثية.
أقاليم ما وراء النهر
بعد توضيح موقع نهر سيحون وجيحون، يجدر بنا ذكر أن هذه الأنهار أعادت الحياة إلى الأراضي الصحراوية، مما زاد من خصوبة التربة بفضل روافدها. يمكن تقسيم بلاد ما وراء النهر إلى الأقسام التالية:
- منطقة خيوة، وعاصمتها الجرجاني.
- إقليم تتارستان، الذي يقع على ضفاف نهر جيحون، وعاصمته بلخ.
- منطقة سمرقند وبخاري، وهما من أبرز المدن في هذه المنطقة.
- منطقة كوكاند، التي تقع في فرغانة ويعبرها نهر سيحون.
- الموسلين، وهي منطقة تُعرف حاليًا بطشقند، والتي كانت ساحة لمواجهة العرب المسلمين للأتراك.
تنوع نهر سيحون وجيحون البيولوجي
تُظهر الأهمية الكبيرة لكلا النهرين من خلال التنوع البيولوجي المذهل الذي يحتويان عليه، حيث تنتشر العديد من الغابات الساحلية على ضفافهما، وتزدهر فيها أنواع متعددة من الأعشاب والنباتات عالية الجودة:
- يساهم المناخ القاري في هذه المنطقة، مع وجود فوارق كبيرة في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء.
- تعيش العديد من الثدييات في الغابات المحيطة بالنهر، مثل الشارات وذئاب جاك وخفافيش الهسبريس ذات الأذن الطويلة وفئران الخشب.
- تتواجد مجموعة متنوعة من الطيور المحلية بما في ذلك الدراج والحمام وأنواع محدودة من الطيور المهاجرة مثل الإوز والبط والنورس.
- الحياة المائية تشمل أنواعًا عديدة من الأسماك والزواحف والبرمائيات.
- تتواجد العديد من أنواع الأشجار مثل الحور والعرعر على ضفاف النهر، بالإضافة إلى توت العليق وأشجار الصفصاف والنبق.