على الرغم من أن نيل أرمسترونغ كان أول إنسان يخطو على سطح القمر في أواخر الستينيات، فإن هناك إنجازاً تاريخياً آخر يتعلق بأول رائد فضاء عربي استطاع الهبوط على سطح القمر. ورغم أن تلك الرحلة لم تستغرق سوى فترة قصيرة، إلا أنها كانت تجربة مدهشة وتحمل دلالات كبيرة، خاصةً كون هذا الرائد كان جزءًا من طاقم يتألف بشكل رئيسي من رواد فضاء أمريكيين وروس.
تسلط هذه الرحلة الضوء على تدريب وإعداد رواد الفضاء للقيام بمهمات تستدعي السفر لمسافات بعيدة في الفضاء الخارجي، حيث يمكن رؤية الكواكب الشمسية الأخرى والمجرات المختلفة.
من هو أول رائد فضاء عربي هبط على القمر؟
في السابع عشر من يونيو 1985، أصبح الأمير سلطان بن سلمان آل سعود أول عربي يسير على سطح القمر، حيث تم اختياره كأحد أفراد طاقم المكوك الفضائي ديسكفري، الذي تديره وكالة ناسا الأمريكية. جرت هذه المهمة ضمن إطار إطلاق القمر الصناعي عربسات B1، وقد استغرقت الرحلة بالكامل سبعة أيام وساعة وثمانية وثلاثون دقيقة.
خلال تلك الرحلة، جمع الأمير سلطان بن سلمان العديد من الذكريات الفريدة عن الكون المحيط بكوكب الأرض. كما أشار إلى حرصه اليومي على الاستماع إلى آيات من القرآن الكريم، بالإضافة إلى تصوير منصات الإطلاق وأرجاء المملكة عبر الأقمار الصناعية. وقد وصف تلك التجربة بأنها مثيرة ومليئة بالفرص للتعلم، وعاد من رحلته حاملاً قصصاً عن اكتشافاته في عالم الفضاء.
رحلة الأمير سلطان بن سلمان إلى القمر
نشأت فكرة انضمام الأمير سلطان بن سلمان إلى طاقم المكوك ديسكفري عام 1985 من اتفاق بين المؤسسة العربية للاتصالات (عربسات) ووكالة ناسا، التي اختارت طيار سعودي للمشاركة في مهمة إطلاق القمر الصناعي عربسات B1. وقد رشحت وزارة الطيران السعودية ثلاثة طيارين، وتم اختيار الأمير سلطان ليصبح جزءًا من طاقم المكوك الذي كان يتألف من سبعة أفراد.
بعد رحلة استمرت سبعة أيام، عاد المكوك إلى قاعدة إدواردز في ولاية كاليفورنيا. أمضى الأمير سلطان بعد عودته خمسة عشر يوماً في الولايات المتحدة حيث حصل خلالها على ميدالية الريادة من وكالة ناسا. وقد تم تكليف طائرة لإعادته إلى المملكة، حيث استقبل استقبالًا حافلاً بعد نجاحه في رحلته إلى القمر. بعد ذلك، قام بزيارة عدة دول عربية وأجنبية لمشاركة تجربته المميزة وتكريمه كأول رائد فضاء عربي ومصدر إلهام للآخرين.
معلومات عن الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي ومسلم
وُلد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في السابع والعشرين من يونيو 1956. تخرج من جامعة دنفر الأمريكية بدرجة في الاتصال الجماهيري، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية والسياسية من كلية ماكسويل عام 1999.
شغل منصب نائب رئيس لجنة الإعلام السعودية خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 1984، ثم التحق بسلاح الجو السعودي برتبة طيار مقاتل ليترك الخدمة العسكرية برتبة عقيد في عام 1996. في عام 2008، تولى رئاسة الهيئة السعودية للسياحة والتراث. على الصعيد العائلي، هو متزوج من الأميرة هيفاء بنت سعود الفيصل آل سعود وله ثلاثة أبناء.
مسيرة الأمير سلطان بن سلمان في عالم الطيران
أبدى الأمير سلطان اهتمامه بمجال الطيران بجانب دراسته الجامعية، حيث اكتسب خبرة تتجاوز الثلاثين عامًا في مجال الطيران المدني والعسكري. بدأ مشواره في عام 1976 بالحصول على رخصة الطيران من هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية، وتلا ذلك الحصول على رخص أخرى في السنوات التالية، بما في ذلك شهادة BBJ/B737 في الطيران.
أسس نادي الطيران السعودي وترأسه، مما ساعد على تعزيز التعاون والتطوير في مجال الطيران. يملك الأمير أيضًا شهادات في النقل الجوي، بالإضافة إلى مؤهلات تؤهله لقيادة طائرات خاصة وبعض النماذج الطائرات الشراعية والمروحيات.
إنجازات الأمير سلطان بن سلمان العملية
كان الأمير سلطان أحد المؤسسين لرابطة مستكشفي الفضاء بعد عودته من القمر، والتي تسعى لتجميع رواد الفضاء السابقين والنشطين. في عام 2000، أصبح الأمين العام للجنة العليا للسياحة في السعودية حيث قام بتنظيم مؤتمرات عديدة تشمل رواد الفضاء، مما ساهم في تطوير صناعة السياحة بالبلاد. ظل يرأس اللجنة حتى تم تغيير اسمها إلى الهيئة السعودية للسياحة والتراث في عام 2008.
كما كان رئيسًا فخريًا لجمعية العمران السعودية والجمعية السعودية للكمبيوتر، حيث اهتم بالهندسة المعمارية وتكنولوجيا المعلومات.
مسيرة الأمير سلطان بن سلمان في المجال الخيري
برز اهتمام الأمير سلطان بمختلف القضايا الاجتماعية، خاصة في المجال الخيري. فقد كان رئيساً للجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأطفال المعاقين بين عامي 1989 و1992، ورئيساً لمجلس أمناء مركز الأمير سلمان للمعاقين، نظم المؤتمرات الدولية لمناقشة قضايا الإعاقات والتأهيل.
كانت هذه المؤتمرات تقام في الرياض وقد أسهمت بشكل كبير في زيادة الوعي والفهم للاحتياجات الخاصة للمعوقين. بالإضافة إلى ذلك، تولى منصب رئيس اللجنة الوطنية لشؤون المعاقين في عام 1997.