في مقالنا اليوم، سنتناول مجموعة من أبيات الشعر التي تحتفي بدور المعلم، وهي أبيات مناسبة للإذاعة المدرسية. تُعتبر الإذاعة المدرسية واحدة من البرامج التعليمية الفعالة التي يمكن أن تُساهم في دعم الطلاب وتطوير مهاراتهم، إذ تلعب دورًا أساسيًا في تنمية عقولهم وتوسيع مداركهم من خلال المعلومات التي يتم تناولها ومناقشتها. في هذا الصدد، سنستعرض بعض الأبيات الشعرية المعبرة عن فضل المعلم.
أبيات شعرية عن المعلم للإذاعة المدرسية
تُعد الإذاعة المدرسية من أبرز الأنشطة التي تُقدم معلومات قيمة ومفيدة للطلاب، مما يسهم في تعزيز مستواهم الفكري. وفي هذا الإطار، يُعتبر برنامج عن المعلم وفضله من البرامج المحورية. ومن الأبيات الشعرية الجميلة التي تُسلط الضوء على مكانة المعلم، نقتبس من أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَك اللَّهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى
تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا
فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً
وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا
وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ
وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا
وَإِذا أَتى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى
وَمِنَ الغُرورِ فَسَمِّهِ التَضليلا
وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم
فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا
تَظهر هذه الأبيات كيف أن الشاعر يبرز القيمة الكبيرة للمعلم وكأنه قد اقترب من مقام الأنبياء، فالفضل في تحويل العقول من الظلمات إلى النور يعود بشكل أساسي لله تعالى، وكذلك للمعلم الذي أُوكلت إليه هذه الرسالة النبيلة. كما يُشير الشاعر أيضًا إلى تجارب الأقوام الذين تحملوا مشاق التعلم.
قصيدة صانع الأجيال
من بين الأعمال الشعرية المتألقة، نجد قصيدة “صانع الأجيال” للشاعر محمود غنيم، التي تتكون من ثمانية وثمانين بيتًا. فيما يلي بعض الأبيات من هذه القصيدة:
قالوا: المعلمُ. قلت: لَستُ أُغالي
إن قُلتُ: هذا صانِعُ الأَجيالِ
إن قلتُ: صوَّرها، وأَبَدَعَ خَلْقَهَا
لم يُغضِب الرَّحمنَ صِدقُ مقالِي
نُورُ المعلّمِ نفحةٌ قدسِيَّةٌ
من نُورِ وَجْه الخَالِق المُتعالي
صَنَع الصواريخَ المُبِيدةَ غيرُهُ
وعلى يَدَيْه يتم صُنعُ رِجالِ
أبدًا يُبشِّر بالسَّلام، وليس مَنْ
بَيْنِي السَّلام كقَاطِع الآجالِ
حَسْبُ المعلِّم: راحةٌ نَفْسِيَّةٌ
تغنيه إذْ يَشْكُو من الإِقلالِ
ما بَعْدَ تَقويمِ النُفوسِ سَعادةٌ
أو بعد مَحْوِ جَهالةِ الجُهَّالِ
ولقد قَضيتُ العُمرَ أطْبَع فِتْيَتِي
طَبْعًا على كَرَمٍ، وحُسْنِ خِلالِ
كم كُنتُ أحبُوهم بَعْطِفي دائِمًا
لا فرقَ بَيْنَهُمُو وبَيْن عِيالِي
حَسْبِي فَخارًا: أن أقدِّم للحِمَى
من فِتْيَتِي بَطَلاً من الأبطالِ
يشير الشاعر في هذه الأبيات إلى أهمية دور المعلم في تشكيل الأجيال وتأثيره البالغ، موضحًا أن المعلم هو من يساهم في إنشاء شخصيات الأبطال ويعمل على إرساء دعائم السلام.
إن الحديث عن أبيات الشعر التي تحتفي بالمعلم في سياق الإذاعة المدرسية يمثل موضوعًا هامًا يستحق تسليط الضوء عليه، نظرًا لقيمته الكبيرة وأهميته التي قد لا ينتبه لها الكثيرون. وفي سياق هذا المقال، قدمنا مجموعة من أهم الأبيات الشعرية الخاصة بالمعلم.