شهر رمضان يعد الشهر التاسع في التقويم الهجري ويعتبر من الأشهر المقدسة لدى المسلمين. يسعى الكثير من الناس لمعرفة عدد الأشهر التي صامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يُعتبر الصيام في رمضان أحد أركان الإسلام الأساسية، وهو فرصة للتقرب إلى الله تعالى، وتنقية النفس والعودة إلى الطريق الصحيح. لذا، سنستعرض على موقعنا بعض فضائل هذا الشهر الكريم وعدد الأشهر التي صامها النبي صلى الله عليه وسلم.
عدد الأشهر التي صامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم
يجب أن نعرف بفضل الله أن الصيام من فرائض الإسلام التي أقرها الله عز وجل على عباده. كما ورد في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”.
في كتابه “المجموع”، يقول النووي – رحمه الله – إن النبي صلى الله عليه وسلم صام تسع سنوات في شهر رمضان، نظرًا لأن الله فرض صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة. لذا، استمر الصيام لمدة تسع سنوات بدءًا من فرضه حتى وفاة رسول الله. وعندما وصل النبي إلى المدينة، كان أهلها يصومون يوم عاشوراء، فصامه. لكن عندما فرض الله عليه صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، ترك صيام عاشوراء وبدأ في صيام رمضان.
عدد الأيام التي صامها النبي في كل شهر
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهي الخميس من بداية الشهر، والاثنين الذي يليه، والاثنين الذي يليه. وذكرت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام في كل شهر، وهي يوم الاثنين والخميس من تلك الجمعة والاثنين من الأسبوع المقبل. كما سألت عائشة رضي الله عنها عن أيام صيام النبي فقالت: “نعم، ولكنه لم يكن يهتم بأيام معينة من الشهر للصيام”.
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وأبي الدرداء بصيام ثلاثة أيام في الشهر، بغض النظر عن الأيام التي يتم الصيام فيها من الشهر، سواء كانت في أول الشهر أو منتصفه أو آخره، كما أنها يمكن أن تكون متصلة أو مفككة. ويعادل أجر الحسنة عشر أمثالها، مما يعني أن اليوم يعادل عشر أمثال في الأجر، وكأنما صام الدهر بأكمله.
عدد الأيام التي كان يصومها النبي في العشر الأوائل من ذو الحجة
وورد عن بعض أمهات المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع أيام من ذي الحجة، يوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، وهي أول اثنين من الشهر، والخميس.
وقد فسر بعض العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يصوم اليوم التاسع من ذي الحجة على أنه لم يكن يصوم إلا هذا اليوم، وهو ما يعد تفسيرًا خاطئًا للحديث. فقد رواه النسائي في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر”.
قال أبو قتادة إن معناه أنه صام من اليوم الأول من ذي الحجة حتى اليوم التاسع، بينما اليوم العاشر هو يوم العيد. ويوضح الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام هذه الأيام، وما فعله يجب أن يُقتدى به.
ختامًا، تجدر الإشارة إلى أننا قد أوضحنا عدد الأشهر التي صامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رمضان. حيث فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، مما يعني أنه صام تسع شهور من رمضان. نسأل الله عز وجل أن يبلغنا هذا الشهر الكريم ويجعلنا من الفائزين فيه.