يُعرف نهر الأمازون، المعروف أيضًا باسم “أمازوناس”، بأنه واحد من الأنهار الرئيسية في القارة الأمريكية الجنوبية، ويُصنف كأطول نهر بعد نهر النيل.
سوف نتناول في هذا المقال أبرز المعلومات المتعلقة بهذا النهر، بما في ذلك مصادره ومصبه، بالإضافة إلى موقعه الجغرافي، مساحته، التنوع البيولوجي، والمناخ الذي يؤثر على المنطقة المحيطة به.
مصب نهر الأمازون
- يتدفق نهر الأمازون في نهاية المطاف ليصب في المحيط الأطلسي، تحديدًا على السواحل الشمالية الشرقية للبرازيل.
- حيث تسير مياهه لمسافات شاسعة لتصب في النهاية في منطقة سهلية تعرف باسم “ماراجو فارزيا”.
- تتميز منطقة مصب نهر الأمازون بوجود عدة جزر متنوعة، ومن بين أكبر هذه الجزر تأتي “جزيرة ماراجو”، التي تصل مساحتها تقريبًا إلى ثمانية وأربعين ألف كيلومتر مربع.
- كما يُعرف هذا المكان بوجود ترسيبات مختلفة، يعود بعضها إلى العصور الحديثة، وأخرى تم اكتشافها مؤخرًا في مناطق عدة من المصب.
- تعتبر المنطقة التي يصب فيها نهر الأمازون فياضية، حيث تحدث فيها فيضانات متكررة تصل ارتفاعاتها إلى الحد بين مترين وثلاثة أمتار، نتيجة للكمية الهائلة من المياه التي يضخها المحيط بفعل ظاهرة المد والجزر.
- بشكل عام، يتميز المكان الذي تصب فيه مياه نهر الأمازون بتربته الطينية المتنوعة.
- تجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي يصب فيها هذا النهر لا تحتوي على دلتا، وذلك بسبب عدم تجمع الترسيبات الناتجة عن النهر في البحر.
- تشير التقديرات إلى أن كمية الترسيبات التي تجرفها تيارات ساحلية نحو الشمال تقدر بحوالي مليون وثلاثمائة ألف طن، تصل إلى الساحل البرازيلي ومنطقة غينيا الفرنسية.
- تشكل المنطقة الغربية من جزيرة ماراجو وبعض الجزر الصغيرة، إضافة إلى غابات السهول التي تشهد الفيضانات.
- كما أن الغابات المليئة بالمستنقعات في منطقة فارزيا ترتبط جغرافيًا بضفتي نهر الأمازون الشمالية والجنوبية.
- على الجانب الآخر، تشكل الترسيبات الحديثة في الجهة الشرقية من جزيرة ماراجو منطقة سافانا تغمرها المياه.
- تتميز المنطقة التي يصب فيها نهر الأمازون بتنوعها البيولوجي، حيث تحتوي على حوالي تسعة وتسعين نوعًا من الثدييات.
- أيضاً، تضم المنطقة ما يقارب خمسمائة وأربعين نوعًا من الطيور، حيث يسكن حوالي ثلاثمائة وستين نوعًا منها في جزيرة ماراجو.
- وقد واجهت هذه المنطقة العديد من المخاطر البيئية والطبيعية على مر السنين، نتيجة للأنشطة البشرية مثل الزراعة والرعي.
- من المهم الإشارة إلى أن هذه المنطقة لا تضم أي محمية طبيعية، وهي واحدة من أكثر المناطق غنىً بأنواع متنوعة من الأسماك.
حوض نهر الأمازون
المساحة والموقع
- يتميز حوض نهر الأمازون بمساحته الشاسعة التي تتجاوز ستة مليون ومائة ألف كيلومتر مربع، حيث تقع معظم هذه المساحة داخل البرازيل، التي تضم حوالي ثلثي طول النهر.
- يمتد طول الحوض من الشمال إلى الجنوب بمسافة تقارب ألفين وسبعمائة وثمانين كيلومترًا.
- تشكل مساحة الحوض حوالي 44% من المساحة الإجمالية للقارة الأمريكية الجنوبية، حيث يغطي الجزر الشرقية والوسطى من هذه القارة.
- يمتد نهر الأمازون في الجهة الشرقية من سلسلة جبال الأنديز، حيث يبدأ من هضاب البرازيل في الجنوب ويصل إلى هضاب غويانا في الشمال، التي تختلف في ارتفاعاتها، حيث يتراوح بعضها بين ارتفاع سطح البحر وارتفاعات تصل إلى ستة آلاف وخمسمائة متر.
- لذلك، يتميز هذا النهر بتنوع مناخه وطبيعته وتضاريسه.
- يمر نهر الأمازون عبر العديد من الدول في القارة الأمريكية الجنوبية، مثل البرازيل، والبيرو، وبوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وفنزويلا، وغويانا.
- تختلف الدول في المساحة التي يقطعها النهر فيها، فالبرازيل على سبيل المثال تمتلك النسبة الأكبر، حيث تمثل 64% من مجموع مساحة النهر، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين الدول الأخرى كما يلي:
- تمتلك البيرو 15.6%، وبوليفيا 11.7%، وكولومبيا 5.6%، والإكوادور 2.1%، وفنزويلا 0.9%، وغويانا 0.9%.
- نظراً للحجم الضخم لنهر الأمازون، يجب التركيز على المساحات التي يمتد عليها في الدول المختلفة، حيث يشكل النهر حوالي 75% من الإجمالي في البيرو، و66% في فنزويلا.
- بينما يمثل 51% في الإكوادور، و64% في البرازيل، و30% في كولومبيا، و5% في غويانا.
التنوع البيولوجي
- النظم البيئية في منطقة الأمازون مرتبطة بشكل وثيق بالغابات المطيرة التي تميزها، وتعد غابة الأمازون أكبر غابة مطيرة في العالم، حيث تشكل حوالي ثلثي المساحة الإجمالية لحوض نهر الأمازون.
- تحظى غابات الأمازون المطيرة بأهمية كبيرة للحفاظ على التوازن البيئي للكوكب، حيث تعتبر بمثابة الرئة للكرة الأرضية.
- لأنها تحتوي على مساحات واسعة من الغابات، وهي مصدر رئيسي لإنتاج غاز الأكسجين الذي يساهم في تنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون.
- نظرًا للامتداد الواسع للغابات، فإنه لم يتم اكتشاف جميع مناطقها بعد، وهي غنية بالتنوع البيولوجي، حيث تستضيف مجموعة متنوعة من الكائنات الحية.
- تفيد الدراسات بأن غابات الأمازون تحتوي على حوالي 10% من إجمالي أنواع الحيوانات الموجودة حول العالم.
- مع ما يقارب أربعة مئة وسبعة وعشرين نوعًا من الثدييات، وثلاثمائة وسبعين نوعًا من الزواحف، وأربعمائة نوع من البرمائيات.
- تحتوي غابات الأمازون أيضًا على 20% من أنواع الأسماك والطيور على مستوى العالم، حيث تحتوي على ما يقارب ثلاثمائة نوع من الطيور المختلفة.
- وثلاثة آلاف نوع من الأسماك، بالإضافة إلى نحو 40,000 نوع من النباتات.
- يمتاز نهر الأمازون بغناه بالموارد الطبيعية المتنوعة التي تساهم في تنمية الاقتصاد العالمي، حيث يحوي تقريبًا 15% من إجمالي الاحتياطيات من خام البوكسيت في العالم.
- كما يمتلك أكبر المصادر المعدنية مثل الصلب، الحديد، الخشب، القصدير، الذهب، وعدد من العناصر المهمة الأخرى التي تُستخرج وتتم تداولها عالمياً.
السكان
- يصل عدد السكان الذين يعيشون قرب نهر الأمازون إلى حوالي عشرة ملايين نسمة، ويتركز معظمهم في المدن المنتشرة على طول النهر وروافده.
- تسكن العديد من القبائل والمجتمعات الأساسية على ضفاف النهر، مما يسهم في زيادة الكثافة السكانية في المنطقة.
- يتشارك سكان حوض نهر الأمازون في العديد من الخصائص الثقافية كالعِرق واللغة، وقد زاد عدد المهاجرين مؤخرًا إلى المناطق الداخلية للحوض.
- تشمل المدن البارزة مثل سانتاريم في البرازيل، والتي تحدها كل من نهر الأمازون ونهر تاباجوس.
- وأيضًا مدينة بليم البرازيلية، التي تقع عند مصب نهر الأمازون، حيث يقطنها حوالي مليون وثلاثمائة ألف نسمة.
- كما تُعد مدينة ماناوس البرازيلية، التي يسكنها نحو مليونين من السكان، واحدة من المدن البارزة وسط الغابات المطيرة، بالإضافة إلى مدينة إكيتوس في البيرو الواقعة على ضفاف نهر الأمازون.
المناخ
- تتميز منطقة نهر الأمازون بمناخ استوائي رطب مع درجات حرارة عالية ورطوبة مرتفعة.
- تشابه درجات الحرارة تقريبًا في كافة مناطق الحوض، ويرجع ذلك لتماثل تضاريسها وتوافر الغابات المطيرة بها.
- تتراوح درجات الحرارة المتوسطة سنويًا في تلك المنطقة بين 24 و26 درجة مئوية، وقد تنخفض إلى أقل من ذلك قرب المناطق الجبلية، في حين يمكن أن تزداد عند الاقتراب من المناطق الوسطى والسفلى للنهر.
- أما معدل سقوط الأمطار فهو متغير حسب المناطق، حيث يتراوح في المتوسط بين ستمائة وألف مليمتر سنويًا.
- لكن في المناطق القريبة من مصب نهر الأمازون، قد يصل المعدل إلى حوالي 3000 مليمتر، ويتجاوز 8000 مليمتر على ساحل جبال الأنديز.
- عادة ما يرتفع معدل هطول الأمطار خلال الجزء الأخير من السنة في الشمال، بينما يظل معدله ثابتًا في الغرب. وتحدث عملية تبخر لمعدل يصل إلى نصف كمية الأمطار السنوية.
- بينما تتراوح النسب ما بين ألف إلى ألفين وستمائة مليمتر، كما تجدر الإشارة إلى أن الظواهر المحيطية مثل النينيو والنينيا تؤثر على الحالة المناخية للدول المطلة على نهر الأمازون.
حجم نهر الأمازون
- يتأثر حجم نهر الأمازون بشكل كبير بالتغيرات المناخية، ففي أشهر الأمطار، من ديسمبر إلى أبريل، يمكن أن يصل عرضه إلى حوالي تسعة وأربعين كيلومترًا، حيث تجري مياهه بشكل سريع يفوق 6.4 كيلومتر في الساعة.
- أما خلال الأشهر الجافة، فإن عرض النهر يتقلص ليبلغ ما بين 3.2 إلى 9.6 كيلومتر، حسب المناطق المختلفة في الحوض.
- يحمل النهر كميات ضخمة من الماء تصل إلى بين ستمائة إلى ثمانمئة مليون طن سنويًا، وتكون معظمها من الفروع التي تمد النهر بالمياه.
نظرة عامة حول نهر الأمازون
- يعتبر نهر الأمازون واحدًا من أكبر الأحواض النهرية في العالم، حيث تحتوي مياهه على نسبة تقدر بخامس المياه الموجودة على سطح الكرة الأرضية.
- كما يُعتبر النهر الثاني من حيث الطول بعد نهر النيل، ويعتبر الأكبر في القارة الأمريكية الجنوبية، حيث يمتد بطول حوالي ستة آلاف وأربعمائة كيلومتر على الأقل.
- ينبع هذا النهر من جبال الأنديز التي تعد المصدر الأبعد عن المحيط الهادئ، حيث يبعد عن المحيط بمسافة قدرها مائة وستين كيلومتر.