نستعرض في هذا المقال موضوعًا يتلألأ بالنور والجمال، حيث نتحدث عن نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي تعجز كلماتنا عن وصف مكانته وعظمة شخصيته.
سنتناول ملامح من حياته ومعلومات قيمة تفيد الأمة الإسلامية وشبابها، لتكون لهم قدوة في الاقتداء بأخلاق نبيهم. سنغطي في مقالنا جميع التفاصيل التي تثير فضولكم، فتابعوا معنا.
أين تم نزول الوحي على سيدنا محمد؟
كان بداية الوحي إشارة إلى بداية النبوة ونزول القرآن الكريم، وقد ارتبطت تلك الحادثة بما يعرف بـ “ليلة القدر”. إليكم تفاصيل مكان نزول الوحي:
- نزل الوحي على سيدنا محمد في غار حراء بمضيق جبل النور.
- حدث ذلك قبل طلوع الفجر في يوم الإثنين، 21 من رمضان، الموافق 10 أغسطس من عام 610.
- ورد ذكر ليلة القدر في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”.
- يقع غار حراء في الجهة الشمالية الغربية من مكة المكرمة.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يميل إلى الانعزال في الغار بعيدًا عن عبادة الأصنام.
- قضى في الغار ليالي طويلة للعبادة والتفكر تصل أحيانًا إلى عشرة أيام.
- نزل عليه جبريل عليه السلام في يوم الإثنين، الأول من شهر رمضان المبارك.
- بلغ سنه 40 سنة قمرية، بالإضافة إلى ستة أشهر و12 يومًا.
للمزيد من المعلومات:
مفهوم الوحي
ورد ذكر الوحي في القرآن بأكثر من سبعين موضعًا، ومعناه يتمثل في النقاط التالية:
- الوحى هو إشارة أو رسالة تصل من الله إلى رسله وأنبيائه الذين اختارهم من بين عباده.
- تمثل الوحي عبر وسائل مختلفة، وبشكل سرّي بعيدًا عن أعين الناس.
- يأخذ الوحي عدة أشكال، منها الوحي الكلامي، وهو ما يتحدث عنه القرآن بقوله: “وكلم الله موسى تكليماً.”
- تتضمن أشكال الوحي أيضًا الظهور الملائكي أو البشري، كما حدث مع جبريل عندما نزل على النبي محمد.
أهمية نزول الوحي
منحنا الله عقولًا لنستوعب الحقائق ونفكر في مخلوقاته. إليكم بعض فوائد نزول الوحي:
- يشكل الوحي بداية طريق الهداية والإرشاد.
- يساعد على استقامة التفكير والعقل، وهداية النفس.
- يتيح لنا فهم حقيقة الكون والحياة ومعرفة خالقها.
- يمكننا من كبح جماح الأوهام والظنون.
- يوفر لنا الطريق الصحيح بعيدًا عن الارتباك والحيرة.
- يعتبر من أعظم فوائد الله علينا، حيث يقودنا إلى الصراط المستقيم.
قصة نزول الوحي
تعتبر قصة نزول الوحي على سيدنا محمد من أبرز الحكايات التاريخية، حيث ارتقت الأمة الإسلامية من ظلام الجهل إلى نور الهداية. إليكم تفاصيل هذه القصة المثيرة:
- بدأ النبي محمد في الانعزال بعيدًا عن أهل مكة، ليتأمل في عبادة الأصنام وعبثها، واستمر في ذلك لمدة تصل إلى عشرة أيام.
- في إحدى ليالي انعزاله، كان يحضر لملاقاة الملك جبريل خلال شهر رمضان، بينما كان يتأمل في خالق السماء والأرض.
- أمره جبريل بقراءة. وتعجب محمد وسأل: “ما أنا بقارئ”.
- أعاد جبريل تلك الكلمات ثلاث مرات.
- وفي النهاية، قال جبريل: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5).
نزول الوحي للمرة الثانية
تأخر نزول الوحي بعد المرة الأولى بشكل ملحوظ، بسبب زوال خوفه، وسننظر أين حدثت هذه الواقعة:
- بينما كان النبي عائدًا من الغار إلى مكة، سمع مناديًا يناديه، فإذا هو جبريل.
- كان يجلس على كرسي يسير بين السماء والأرض، بمنظر مهيب.
- اقترب منه وأخبره بضرورة نشر رسالة الإسلام.
- أحسّ النبي من جديد بخوف مشابه لما مرّ به في المرة الأولى.
- أسرع إلى زوجته خديجة، قائلاً: “زمّلوني، زمّلوني، دثّروني وصبوا عليّ ماءً بارداً.” ولبت له ما أراد.
- بعد تلك الواقعة، نزلت سورة المدثر بقوله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُر (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7).
- وهذا كان بداية لنشر دعوة الإسلام.
- أوّل من أسلم من النساء كان خديجة، ومن الرجال كان أبو بكر الصديق.
- كما أسلم علي بن أبي طالب، الذي كانت سنه آنذاك عشر سنوات.
- وتوالى إسلام زيد بن حارثة، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.
غار حراء
غار حراء هو المكان الذي يعتبره الكثيرون مكان نزول الوحي. إليكم معلومات مفصلة حول هذا موقع:
- الغار هو النقطة الأولى التي شهدت نزول الوحي على النبي محمد.
- يقع على جانب اليسار من مكة، في طريق الذهاب إلى عرفات.
- يبلغ ارتفاعه حوالي 635 مترًا، ويبعد حوالي 5 كم من المسجد الحرام، ويمكن الوصول إليه سيرًا في مدة تصل إلى ساعة.
- يتسع الغار لأربعة أو خمسة أشخاص فقط.
- يمثل كهفًا في جوف الجبل، طوله أربع أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع.
- يؤدي داخله باتجاه الكعبة.
- ما زال موجودًا اليوم في مكة المكرمة ويعتبر موقعاً أثرياً ومقدساً.