تميز العرب المسلمون في العديد من المجالات، ومن بينها الطب، حيث تمحور الاهتمام حول اكتشاف مجموعة من الاختراعات التي تساهم في معالجة المرضى بطريقة فعّالة.
المبتكر الأول لخيوط الجراحة
من خلال دراسة تاريخ الطب، نجد أن العالم الشهير أبو بكر الرازي هو أول من ابتكر خيوط الجراحة المستخدمة. تم تصنيع هذه الخيوط من أمعاء الحيوانات، وتعتبر هذه الخطوة واحدة من أبرز الاكتشافات في تاريخ الطب.
من هو أبو بكر الرازي؟
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي وُلد في مدينة الري بإيران في عام 865 ميلادي. ويُعتبر واحدًا من أبرز الأطباء والعلماء في التاريخ.
تميز منذ صغره بذكائه وفطنته، وأظهر براعة في العديد من العلوم بما في ذلك الموسيقى والفيزياء والميتافيزيقا والكيمياء والرياضيات والطب.
إنجازات أبو بكر الرازي في الطب
أنجز أبو بكر الرازي العديد من المساهمات المهمة في مجال الطب، ومنها:
- كان أول طبيب يكتشف الارتجاج كجزء من الحالات العصبية المتنوعة.
- اهتم بطب الأطفال وألف كتابًا يتناول الأمراض المختلفة التي تصيب حديثي الولادة والأطفال.
- حقق إنجازات في العلوم العصبية وعالج العديد من الأمراض العقلية.
- عمل كمدير لأحد المستشفيات الرئيسية في بغداد، وأنشأ قسمًا خاصًا لعلاج الأمراض النفسية.
- كونه أول من وصف مرض الجدري، حيث ميز بينه وبين مرض الحصبة أثناء فترة عمله كرئيس للأطباء في بغداد.
- طور العديد من الأدوات المستخدمة في الصيدلية مثل المدقات والملاعق والأكواب والأوعية الزجاجية.
- أضاف أدويةً طبيعية مثل العسل والأدوية المركبة والمراهم الزئبقية.
- ساهم في تحسين الغرز الجراحية وأدخل العديد من المركبات الكيميائية في الطب.
- وضح أهمية العدوى الوراثية واستخدام الخيوط المعقمة وتغيير الضمادات يوميًا.
- قام بتنفيذ تجارب دوائية على الحيوانات وكان يستخدمها في علاج المرضى حال نجاحها.
أبرز مؤلفات أبو بكر الرازي
إلى جانب كونه أول مبتكر لخيوط الجراحة، لديه العديد من المؤلفات الهامة في مجالات متعددة، منها:
- كتاب “الحاوي”، والذي يُعتبر واحداً من أشهر مؤلفاته وقد عُرف بكونه موسوعة طبية تشمل ملخصات وتجارب عديدة، وهو مترجم إلى اللغة اللاتينية.
- كتاب “طبقات الإبصار” الذي يتناول العين البشرية وشرح كيفية الرؤية من خلال الضوء الخارجي.
- كتاب “الحصبة والجدري” الذي يوضح الفروق بين المرضين ويحتوي على ملاحظات هامة عن كليهما.
- كتاب “الفصد والحجامة” الذي يشرح أضرار هذه التقنيات التقليدية ومتى ينبغي استخدامها.
- كتاب “المنصوري” الذي يقدم معلومات طبية متنوعة تشمل الأمراض الباطنية والجراحة وأمراض العيون.
- كتاب “الطب الروحاني” الذي يسلط الضوء على الأمراض النفسية وأهمية الطب النفسي.
- كتاب “الجامع الكبير” الذي يتضمن الأمراض التي واجهها أثناء ممارسته وكيفية معالجتها.
- كتب أخرى مثل “الكيمياء وأنها الصحة أقرب”، “الشكوك على جالينوس”، “أخلاق الطبيب”، “مقالة في اللذة”، “هيئة العالم”، “المدخل إلى المنطق”، و”إن للعبد خالقًا”.
كما يمكنكم الاطلاع على:
إسهامات الرازي في الكيمياء
تبنى أبو بكر الرازي الأسلوب الذي اتبعه العالم جابر بن حيان، حيث دمج العديد من الأفكار واستعمل المصطلحات ذاتها في كتبه. وقد قدم مجموعة من الأبحاث التي تعتبر مرجعاً هاما في العلوم الغربية لعدة قرون:
- احتوت مؤلفاته على وصف منهجي تفصيلي للعديد من الأجهزة المستخدمة في التجارب العلمية.
- تناولت النقاشات حول المواد المختلفة والمعادن والمركبات.
- قسم المواد إلى أربع مجموعات أساسية: المعدنية والنباتية ومشتقاتها والحيوانية.
- حدد الخصائص المتعلقة بالمواد وذكر أن الروحيات تشمل الكبريت والزئبق والزرنيخ، بينما تضم المعادن الفضة والقصدير والذهب والحديد والنحاس والرصاص.
- بالإضافة إلى أملاح الزاج التي تأتي بألوان متعددة.
- والأملاح المعتادة التي تضم كربونات البوتاسيوم وكربونات الصوديوم.
- كما تناول مجموعة من الأحجار مثل الزجاج والجبس، وبيّن خصائصها وأهميتها.
وفاة أبو بكر الرازي
توفي أبو بكر الرازي، أحد أشهر العلماء المسلمين، في بغداد عام 923 ميلادي عن عمر يناهز 58 عامًا. وقد قضى جزءًا كبيرًا من حياته في علاج المرضى وشرح كيفية الوصول إلى العلاجات المختلفة:
- توفي بعد معاناة طويلة مع المرض التي أفقدته البصر.
- عرف عنه الأمانة في الدين والعلم، واهتمامه بمساعدة البشرية وأهدافه النبيلة في دراسة العلوم.
- أشاده العرب والغرب بإنجازاته واكتشافاته في طرق علاج الأمراض.