أعراض الحمل خلال فترة التبويض
تُعتبر الأعراض المبكرة للحمل مشابهة للأعراض المصاحبة للإباضة أو تلك المتعلقة بالدورة الشهرية، فضلاً عن الأعراض الناجمة عن استخدام أدوية الخصوبة. لذا، فإنّ الأعراض المبكرة التي تظهر بعد يوم الإباضة (بالإنجليزية: Day Post Ovulation) لا يمكن اعتمادها كوسيلة موثوقة لتأكيد وجود الحمل. حيث تختلف هذه الأعراض في طبيعتها ووقت ظهورها بين السيدات. فبينما قد تشهد بعض النساء ظهور هذه الأعراض، قد تكون لدى أخريات خفيفة أو غير موجودة على الإطلاق. لذلك، يُعتبر اختبار الحمل هو الوسيلة الوحيدة لتأكيد الحمل.
لفهم السياق بشكل أفضل، يجب الإشارة إلى أن الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation) تشير إلى لحظة إطلاق البويضة من المبيض. ومع حدوثها، تبدأ المرحلة الأصفرية (بالإنجليزية: Luteal Phase) في الدورة الشهرية. وبما أن الحمل يعتمد على انغراس البويضة في جدار الرحم بعد حوالي أسبوع من الإباضة، فإن الجزء الأول من المرحلة الأصفرية عادةً ما يكون خالياً من أعراض الحمل. خلال هذه المرحلة، يرتفع مستوى هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) ليصل إلى ذروته بعد 6-8 أيام من الإباضة، بغض النظر عن كون الحمل قد حدث أم لا. يلعب البروجسترون دوراً مهماً في دعم الحمل في مراحله المبكرة، وقد يؤثر على مزاج المرأة وجسدها، مما يجعل الأعراض متشابهة لأعراض الحمل أو لتلك التي تحدث قبل الدورة الشهرية. تشمل الأعراض المبكرة للحمل التي قد تظهر لبعض النساء خلال هذه الفترة ما يلي:
- آلام وتشنجات في البطن: قد تحدث في الأيام الأولى من الحمل، وقد تكون مؤشرًا على بدء الدورة الشهرية.
- التبقيع: (بالإنجليزية: Spotting)، حيث تحتاج البويضة من 6-12 يوماً بعد الإخصاب لتصل إلى الرحم لعملية الانغراس. وقد يرافق ذلك حدوث تبقيع يُعرف بنزيف الانغراس (بالإنجليزية: Implantation Bleeding). ومع ذلك، إذا حدث النزيف بعد أربعة أيام من الإباضة، فإن احتمالية كونه ناتجًا عن انغراس البويضة تكون منخفضة.
- ألم في الثديين: يحدث ذلك بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة لبداية الحمل أو للدورة الشهرية.
علامات الحمل المبكرة
تعد تجربة الحمل فريدة من نوعها وتختلف من امرأة لأخرى ومن حمل لآخر، حيث قد تتشابه أعراض الحمل المبكر مع أعراض الدورة الشهرية أو تنجم عن حالات أخرى غير مرتبطة بالحمل. يمكن أن تظهر الأعراض والعلامات المبكرة للحمل خلال أسبوع واحد من حدوثه أو قد لا تظهر إلا بعد مرور عدة أسابيع. من المهم التأكيد على أن ظهور واحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة لاحقاً لا يضمن بالضرورة حدوث الحمل، والطريقة الوحيدة للتأكد من ذلك هي إجراء اختبار الحمل. في ما يلي أبرز أعراض وعلامات الحمل المبكرة:
- غياب الدورة الشهرية: يُعتبر غياب الدورة الشهرية العلامة الأولى والأكثر دلالة على حدوث الحمل لدى النساء اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة.
- الإعياء والتعب: يعد من أكثر أعراض الحمل المبكر شيوعًا. نتيجة لارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، قد تشعر النساء الحوامل بزيادة في الرغبة في النوم.
- زيادة التبوّل: تشعر المرأة الحامل بحاجة متزايدة للتبوّل، وذلك نتيجة لزيادة كمية الدم في جسمها، مما يؤدي لزيادة السوائل التي تمرّ عبر الكليتين.
- الغثيان: (بالإنجليزية: Nausea)، الذي قد يترافق مع تقيؤ أو قد يحدث بمفرده. بشكل عام، يبدأ الغثيان كعرض للحمل بعد شهر من حدوثه، ولكن يمكن أن يظهر لدى بعض النساء في وقت أبكر. وعلى الرغم من عدم وضوح السبب الحقيقي وراءه، يُعتقد أن ذلك يرتبط بتغيرات مستويات الهرمونات.
- الانتفاخ: قد يظهر نتيجة لتغيرات هرمونية كعرض مبكر للحمل، مشابه لما يحدث أثناء بداية الدورة الشهرية.
- احتقان الأنف: أو سيلان الأنف الناتج عن زيادة مستويات الهرمونات وزيادة إنتاج الدم، مما يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية في الأنف وجفافها.
- النفور من بعض الأطعمة: يمكن أن يكون مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية التي ترافق الحمل، حيث تصبح الحامل أكثر حساسية لبعض الروائح ويتغير ذوقها في الطعام.
متى يجب إجراء اختبار الحمل
يمكن إجراء اختبار الحمل بعد يوم واحد من غياب الدورة الشهرية. وفي حالة عدم معرفة تاريخ الدورة الشهرية التالية، يمكن إجراء الاختبار بعد 21 يوماً من آخر اتصال جنسي غير محمي. يهدف اختبار الحمل إلى الكشف عن مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin) المعروف اختصارًا بـ hCG، وهو الهرمون الذي يُفرز عند الحمل، ويجرى الاختبار من خلال فحص عينة من البول أو عينة من الدم. فيما يلي تفصيل أكثر حول ذلك:
- اختبار الحمل من عينة البول: تتوافر أنواع عدة من اختبارات الحمل عبر البول، تختلف في أقل مستوى للهرمون يمكن قياسه، مما يعني أنها تستطيع كشف الحمل في أوقات مختلفة. بشكل عام، تعتبر الاختبارات الحساسة والتي تستطيع الكشف عن مستوى هرمون hCG عند تركيز يتراوح بين 25-50 ميلي وحدة دولية/مل هي الأكثر فاعلية، حيث يظهر هذا المستوى في البول بين الأسبوعين الرابع والخامس من الحمل. يجب التنويه إلى أن مستوى هرمون الحمل في البول يختلف عن مستواه في الدم، ومن المهم مراعاة الملاحظات التالية عند إجراء اختبار الحمل بواسطة البول:
- ينبغي إجراء الاختبار بعد مرور أربع ساعات على الأقل منذ آخر تبوّل لتحسين فرص الحصول على نتائج إيجابية، حيث يسمح ذلك لتراكم هرمون الحمل في البول. وعلى الرغم من أن نسبة هرمون hCG تبلغ ذروتها في تبوّل الصباح، إلا أن معظم الاختبارات لا تشترط ذلك.
- النتائج السلبية التي تُعتبر خاطئة غالبًا ما تكون نتيجة لإجراء الاختبار في وقت مبكر جدًا من الحمل. في المقابل، قد تشير النتائج الإيجابية الخاطئة إلى حدوث إجهاض مبكر.
- استشارة الطبيب هي الخيار الأمثل للحصول على معلومات دقيقة حول اختبارات الحمل.
- اختبارات الحمل في الدم: تعتبر اختبارات الحمل في الدم الأكثر دقة، ويمكن إجراؤها بعد 7-10 أيام من حدوث الإباضة، كما يمكن استخدامها لمتابعة صحة الحمل في مراحله المختلفة.