أبيات الشعر تتناول فن التعامل مع الناس، إذ أن العيش في المجتمع يعتمد على مواقفنا وعاداتنا الراسخة. إن نمط التفاعل بين الأفراد يعكس أخلاقهم وتربيتهم. ويُعَد الشعر من أبرز وسائل التعبير عن أسلوب تعاملنا مع الآخرين.
أبيات شعر عن التعامل مع الناس
يُعتبر سؤال كيفية التعامل مع الناس من الأسئلة الشائعة التي تتباين إجابتها من شخص لآخر بحسب طبيعة كل فرد. وقد تناول الشعر العربي، منذ الجاهلية وحتى اليوم، العديد من الأبيات التي تحدثت عن هذا الموضوع، ومن أبرز الشعراء الذين كتبوا عن فن التعامل الإمام الشافعي، حيث قال:
إِذا رمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى … وَدينكَ مَوفور وَعِرضكَ صَيِّن.
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسان بِسَوأَةٍ … فَكلّكَ سَوءات وَلِلناسِ أَلسن.
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً … فَدَعها وَقل يا عَين لِلناسِ أَعين.
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى … وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَن.
لقد أفادتني القناعة كل عز وأي غنى أعز من القناعة.
اجعلها لرأس مالك واعتبر التقوى بضاعة.
اقتنع بما تيسر من الرزق ولا تتطلع إلى المزيد.
فما صفا البحر إلا وهو منتقص ولا يعتكر إلا في الزيادات.
إن القناعة والعفاف يغنيان عن الغنى.
فإذا صبرت على المني فاشكر فقد نلت المنى.
الرأي كليلٍ يسود جانبه، فالليل لا ينجلي إلا بإشراق الصباح.
فاجمع مصابيح آراء الرجال إلى مصباح رأيك ليتزايد نورك.
استشر غيرك عند حدوث أزمة يوماً، حتى وإن كنت من أهل المشورة.
فالعين ترى ما قرب وبعد ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ.
أبيات شعر عن الحكمة في التعامل مع الناس
تتمتع كل شخصية بأسلوب مستقل في التعامل مع الآخرين، يتسم بالحكمة والأخلاق والذوق العام. وقد تناولت الأبيات الشعرية هذه القضايا من خلال العديد من الأبيات:
اصبِر عَلى حَسَدِ الحَسودِ … فَإنَّ صَبرَكَ قاتِله.
فَالنار تَأكل بَعضَها … إِن لَم تَجِد ما تَأكله.
استأنِ تظفر في أمورك كلها وإذا عزمت على الهدى فتوكّلِ.
من لم يتأني في كل أمر تخطاه التدارك والمنال.
تأنّ ولا تضق ذرعاً بالأمور، فكم من ناجحٍ عثر بسبب العجلة.
إن القداح إذا اجتمعن لم تُحطم، أما إذا تفرقن تكسرت.
وإذا ائتمنت على الأمانة فاحفظها، فإن الكريم يحافظ على الأمانة.
من خان مات، ومن مات هان، وتخلّى عن الإحسان.
شعر عن الأصدقاء واختياراتهم
إن الأصدقاء هم كالإخوة في حياتنا، لذلك فإن اختيارهم بما يتناسب معنا في الأسلوب والتعامل والعادات يعد أمرًا بالغ الأهمية، لأنهم رفقاء الدرب في الأوقات الصعبة قبل أن يحين الفرح:
يا مَن قَربتَ من الفؤادِ … وأنتَ عن عيني بعيدْ
شوقي إليكَ أشد من … شوقِ السليمِ إلى الهجودْ
أهوى لقاءَكَ مثلَما … يَهوى أخو الظمأِ الورودْ
كما ذكر الشاعر جهاد جحا في أبيات أخرى
ووجدتُ أصدقائي ككنزٍ دائـمٍ … ألقاه عـند تـقلّبِ الأزْمانِ.
فاختر لنفسك صحبةً موصوفةً … بمروءةٍ.. تَخشى مـن الرّحمنِ.
واعلم أنّ الناس شبه معادنٍ … فاحذرْ أن تغترّ بشدة اللمعانِ.
عند البلاء يبين منها من صَفَا … وكذا تَبين حقيقة الإنسانِ.
ويظهر عيب المرء في الناس بخله ويستره عنهم جميعاً سخاؤه.
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني أرى كل عيب والسخاء غطاؤه.
أرى الناس خلاّن الجواد ولا أرى بخيلاً له في العالمين خليل.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الإنسان إحسان.
الشكر شكر الإله بطول الثناءِ وشكر الولاة بصدق الولاءِ.
وشكر النظير بحسن الجزاءِ وشكر الدنيء بحسن العطاءِ.
أوليتني نعماً أبوح بشكرها وكفيتني كل الأمور بأسرها.
فلا شكرنّك ما حييت وإن أمت فلتشكرنّك أعظمي في قبرها.
شعر عن مكارم الأخلاق في التعامل مع الناس
تحظى الأخلاق بمكانة مرموقة عندما يتعلق الأمر برقي الأمم، فهي أساس تقدم المجتمعات. وقد تناول الشعراء القدامى هذه القيمة في قصائدهم، حيث حثوا على أهمية الأخلاق والسلوك الحسن:
ريم على القاع بين البان والعلم صلاح.
أَمْرِكَ للأخلاقِ مَرجِعه فقَوِّمِ النفسَ بالأخلاقِ تَستَقِمِ.
والنفس مِن خَيرِها في خيرٍ عافيةٍ والنفس مِن شَرِّها في مَرْتعٍ وخِمِ.
لما عفوت ولم أحقد على أحد لمّا عفوت ولم أحقد على أحد.
أَرَحت نَفسي من هَمِّ العَداواتِ.
إِنّي أحَيّي عَدوّي عِندَ رؤيَتِهِ لأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ.
وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما إن قد حَشى قلبي مَوَدّاتِ.
هي الأخلاق تنبت كالنبات.
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرماتِ.
تقوم إذا تعهدها المربي على ساق الفضيلة مثمِرات.
وتسمو للمكارم باتساقٍ كما اتسقت أنابيب القناة.
وتنعش من صميم المجد روحا بأزهارٍ لها متضوعات.
ولم أر للخلائق من محل يهذِّبها كحِضن الأمهات.
فحضْن الأمّ مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات.
وأخلاق الوليدِ تقاس حسناً بأخلاق النساء الوالدات.
وليس ربيب عالية المزايا كمثل ربيب سافلة الصفات.
وليس النبت ينبت في جنانٍ كمثل النبت ينبت في الفَلاة.
إن مازتِ الناس أخلاق يعاش بها إِن مازَتِ الناس أَخلاق يعاش بِها.
فإنهم عند سوء الطَبع أسواء أو كان كل بني حواءَ يشبِهني.
فَبِئسَ ما ولِدَت في الخَلقِ حوّاء.
بعيدٍ مِن الناسِ برء مِن سَقامِهِم وَقربهم لِلحِجى وَالدينِ أَدواء.
كَالبَيتِ أفرِدَ لا إطاء يدرِكه وَلا سَناد وَلا في اللَفظِ إِقواء.
نوديتَ ألوَيتَ فَانزِل لا يراد أَتى سَيري.
لِوى الرملِ بل للنبتِ إلواء.
وذاكَ أَنَّ سَوَادَ الفودِ غَيَّرَه في غرَّةٍ مِن بَياضِ الشَيبِ أَضواء.
إذا نجوم قَتيرٍ في الدجى طَلَعَت فَلِلجفونِ مِنَ الإشفاقِ أَنواء.
شعر مؤثر عن التعامل مع الناس
سنقدم في هذه الفقرة بعض الأبيات التي تتحدث عن أساليب التعامل الأمثل مع الآخرين:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي إنّي لتطرِبني الخِلال كريمةً.
طَرَبَ الغريبِ بأَوْبَةٍ وتَلاقي وتهزني ذكرى المروءَةِ والنَدى.
بينَ الشمائل هِزَّةَ المشتاقِ فإِذا زُرِقتَ خَليقَةً محمودَةً.
فقدِ اصطفىكَ مقسِّم الأَرزاقِ، فالناس هذا حَظه مال وذا عِلم وَذاكَ مَكارِم الأخلاق.
كما يمكنكم الاطلاع على:
أشهر أبيات شعرية عن الخصال الحميدة
الشخص الذي يُقيّم بتعامله يُحظى باحترام الآخرين وتقديرهم، الشرف والصدق هما أساس التعامل مع الناس:
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا تسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ.
وإن بليت بشخص لا خلاق له فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ.
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً أضر له من شتمه حين يشتم.
وذكر عن الصدق:
وما شيء إذا فكرت فيه بأذبه للمروءة والجمالٍ.
من الكذب الذي لا خير فيه وأبعد بالبهاء من الرجالٍ.
عليك بالصدق ولو أنه أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ.
وابغِ رضا المولى فأغبى الورى من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ.
وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعاً وعند العالمين وضيع.
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع.
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيع.
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج.
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج.
اصبر ففي الصبر خير لو علمت به لكنت باركت شكراً صاحب النعم.
وأعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً صبرت قهراً على ما خطَّ بالقلمِ.
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ.
من كان فيما استفاد مقتصداً لم يفتقر بعدها إلى أحدِ.
من ظالمٍ إلا وسيبلى بأظلمِ.
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يفضي إلى الندمِ.
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنمِ.
العفو وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى.
إذا ما الذنب وافى باعتذار فقابله بعفوٍ وابتسام.
ولا تحقد وإن ملِئتَ غيظاً فإن العفو من شيم الكرام.
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها وما من ظالمٍ إلا وسيبلى بأظلمِ.
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يفضي إلى الندمِ.
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنمِ.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
وإذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام.
وقيل المروءة أن لا تعمل عملاً في السر تستحي منه في العلانية.
كما أدعوك للتعرف على: