تسمم الحمل
تُعتبر حالة تسمم الحمل (بالإنجليزية: Eclampsia) من الحالات الصحية التي قد تُصيب بعض النساء أثناء فترة الحمل. ويحدث ذلك غالباً نتيجة لتفاقم مضاعفات الحالة المعروفة باسم ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia). تُعرَف هذه الأخيرة بأنها اضطراب صحي يظهر عند بعض النساء الحوامل مصحوباً بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول. قد يُظهر الفحص سريرياً تورماً في الأطراف، مثل القدمين والساقين واليدين. غالباً ما يُكتشف تسمم الحمل في مراحل متأخرة من الحمل، لكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن يظهر في الأشهر الأولى. يُذكر أنه من الممكن أن تستمر أعراض الحالة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ستة أسابيع بعد الولادة. وعلى الرغم من عدم التوصل إلى سبب محدد لتسمم الحمل، يُعتقد أن هناك عوامل عدة قد تلعب دورًا في ظهوره مثل سوء التغذية، وزيادة نسبة الدهون في الجسم، والعوامل الوراثية، وغيرها. تُعتبر هذه الحالة من المشكلات الصحية ذات الخطورة الكبيرة على الحامل، حيث إنها قد تؤدي إلى ولادة مبكرة، وأسئلة صحية للطفل مثل انخفاض الوزن عند الولادة، وصعوبة التعلم، والنوبات، وكذلك مشاكل في السمع أو البصر، وأحيانًا الشلل الدماغي.
أعراض تسمم الحمل في الشهر التاسع
تظهر تسمم الحمل مجموعة من الأعراض المميزة. فيما يلي بعض هذه الأعراض:
- ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ.
- زيادة غير طبيعية في الوزن بالنسبة للحامل.
- مشكلات في الرؤية مثل ضبابية الرؤية أو فقدانها في بعض الحالات.
- تورم الوجه واليدين.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ، فضلاً عن آلام في منطقة البطن.
- صداع شديد.
- صعوبة في التبول.
- حدوث نوبات تشنج وصرع.
- فقدان الوعي في بعض الحالات.
أسباب تسمم الحمل
كما ذُكِر سابقًا، لم يتم تحديد السبب الرئيسي لتسمم الحمل، لكن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن هناك عوامل عدة قد تساهم في تطور هذه الحالة، ومنها:
- مشكلات في المشيمة مثل تدفق غير كافٍ للدم.
- عوامل وراثية.
- التعرض لبعض العوامل البيئية الضارة.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- عوامل غذائية غير صحية.
- اختلالات هرمونية.
عوامل الخطر للإصابة بتسمم الحمل
هناك مجموعة من العوامل التي قد تعزز من فرص إصابة النساء الحوامل بتسمم الحمل، ومنها:
- تاريخ الإصابة بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم في حالات سابقة.
- الحمل الأول.
- وجود تاريخ عائلي لتسمم الحمل.
- السمنة، حيث يتخطى مؤشر الكتلة 30 كغ/متر مربع.
- الحمل بأكثر من جنين، مثل التوائم.
- عمر المرأة أقل من 20 عاماً أو أكثر من 40 عاماً.
- وجود حالات مرضيّة مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى قبل الحمل.
تشخيص تسمم الحمل
من المهم أن تلتزم النساء الحوامل بالزيارات الدورية للطبيب خلال جميع أشهر الحمل. في حالة ظهور أي أعراض مفاجئة مثل الصداع الحاد أو النزيف أو انخفاض حركة الجنين، ينبغي مراجعة الطبيب مباشرة. يقوم الأطباء بإجراء مجموعة من الفحوصات الدورية لتحديد احتمالية إصابة المرأة بتسمم الحمل، بما في ذلك: فحص وظائف الكبد، قياس ضغط الدم، وفحص مستوى البروتين في البول، حيث يُعتبر ارتفاعه مؤشراً قوياً على احتمالية الإصابة. فيما يلي بعض الفحوصات المعنية:
- فحوصات الدم: تشمل تقييم وظائف الكبد، الكلى، وعدد الصفائح الدموية.
- اختبار تصفية الكرياتينين: يساعد على تقييم وظيفة الكلى؛ حيث إن ارتفاع نسبة الكرياتينين يشير إلى وجود مشكلة في وظائف الكلى، وهو أيضًا مؤشر لتسمم الحمل، لكن لا يُعتبر كافياً للتأكيد على الإصابة.
- تحليل البول: يُقاس فيه مستوى البروتين للكشف عن احتمالية الإصابة بتسمم الحمل.
- تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية: يُظهر معدل نمو الجنين وتقدير وزنه وكمية السوائل المحيطة به.
علاج تسمم الحمل
يهدف علاج تسمم الحمل إلى خفض ضغط الدم والسيطرة على الأعراض المصاحبة. يُعتبر الحل الأفضل والأخير لتسمم الحمل هو إجراء ولادة للطفل، وإنهاء الحمل. في بعض الأحيان قد يعمل الطبيب على تسريع عملية الولادة إذا كانت المرأة قد بلغت 37 أسبوعًا في حملها، حيث يُفضل عدم الولادة قبل هذه الفترة لتفادي المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين. لكن إذا دعت الحاجة، قد يتم اتخاذ قرار بالولادة المبكرة لضمان سلامة الأم والجنين. في هذه الحالة، غالبًا ما تُعطى أدوية الكورتيكوستيرويد للأم قبل الولادة للمساعدة في نضوج رئتي الجنين. هناك أيضًا بعض العلاجات والنصائح المستخدمة لتخفيف الأعراض وتقليل خطر حدوث مضاعفات، ومنها:
- الراحة وعدم بذل مجهود شاق.
- استخدام أدوية خفض ضغط الدم لتقليل المخاطر الصحية.
- إعطاء حقن كبريتات المغنيسيوم لتقليل خطر التشنجات، وكذلك لعلاجها عند حدوثها.