يعتبر اختبار سمع المولود من الأسئلة الأساسية والشائعة التي تسعى الأمهات للحصول على إجابة واضحة لها. إذ يُعد فحص السمع واحدًا من أهم الفحوصات التي يجب القيام بها في وقت مبكر بعد الولادة، مما يسهم في الكشف عن أي مشاكل سمعية ومعالجتها على الفور. من الجدير بالذكر أن ضعف السمع يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الطفل على تعلم الكلام والتواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى تأثيره على نموه الاجتماعي والعاطفي.
كيفية اختبار سمع المولود
تسعى الأمهات لفهم العديد من التساؤلات المتعلقة بأطفالهن، ومن أبرزها “كيفية اختبار سمع المولود”. على الرغم من أن الأطفال يولدون بقدرة على السمع، إلا أنهم قد يواجهون مشكلات تتعلق بالسمع منذ مراحل مبكرة من حياتهم. إن ضعف السمع يُعد مشكلة خطيرة تُعوق قدرة الطفل على التواصل وتعلّم المهارات اللغوية، لذا يُعتبر فحص سمع الأطفال حديثي الولادة خطوة حيوية، إذ يمكن أن يساعد الكشف المبكر في ضمان الحصول على التدخل المناسب في الوقت المناسب.
يوجد نوعان رئيسيان من الاختبارات التي يمكن استخدامها لفحص سمع الأطفال:
اختبار الانبعاثات الصوتية الأوتوماتيكية (OAE)
- يُعتبر اختبار الانبعاثات الصوتية الأوتوماتيكية (OAE) من أكثر الاختبارات شيوعًا لفحص سمع حديثي الولادة، ويتم عادةً إجراؤه في المستشفى أو العيادة بعد 24 إلى 72 ساعة من الولادة.
- خلال اختبار OAE، يتم إدخال سماعة أذن صغيرة في أذن الطفل لإرسال موجات صوتية عالية التردد إلى الأذن الداخلية.
- إذا كانت الأذن الداخلية تعمل بشكل سليم، ستقوم بإصدار موجات صوتية صغيرة يُمكن قياسها بواسطة الجهاز المستخدم.
- في حال عدم قدرة الجهاز على قياس تلك الموجات، فقد يُشير ذلك إلى وجود ضعف سمع.
اختبار الاستجابة الآلية للعصب السمعي (ABR)
- هذا الاختبار هو الطريقة الأكثر دقة لفحص سمع حديثي الولادة، حيث يتم وضع أقطاب كهربائية صغيرة على رأس الطفل لقياس استجابات العصب السمعي والدماغ للصوت، ثم يُشغل مجموعة من النقرات أو النغمات عبر سماعات الأذن.
- إذا استجابت الأعصاب والدماغ للأصوات، ستظهر موجات كهربائية على الشاشة. بينما إذا لم تظهر هذه الموجات، فقد يُشير ذلك لاحتمالية وجود ضعف سمع.
- يُعتبر اختبار ABR أكثر حساسية من اختبار OAE، إلا أنه يتطلب تقنيات أكثر تعقيدًا. وعادة ما يُنفذ في عيادات السمع.
- داخل اختبار ABR، يتم توصيل الأقطاب الكهربائية نفسياً بدماغ الطفل، خلال إرسال موجات صوتية لأذن الطفل الداخلية.
- إذا كانت الأذن الداخلية سليمة، ستقوم بإرسال إشارات كهربائية للدماغ، والتي يمكنك قياسها بواسطة جهاز الاختبار.
أهمية الكشف المبكر عن ضعف السمع
يمثل الكشف المبكر عن ضعف السمع لدى الأطفال حديثي الولادة أحد الخطوات الأساسية التي تساهم في تحسين جودة حياتهم. يمكن أن يؤثر ضعف السمع على قدرة الطفل على التعلم وتطوير مهارات اللغة والتواصل، ما قد يؤدي إلى تزايد مشاكل العزلة الاجتماعية والنفسية. وتبرز أهمية الكشف المبكر من خلال النقاط التالية:
- تجنب الإعاقة السمعية
- تحسين قدرة الطفل على التعلم وتطوير اللغة
- تخفيف مشكلات التخاطب
- تجنب العزلة الاجتماعية
في الختام، إذا كنت تتساءل عن “كيفية اختبار سمع المولود”، يجدر بالذكر أن فحص سمع حديثي الولادة هو اختبار بسيط وغير مؤلم يساهم في ضمان نمو وتطوير الطفل بشكل طبيعي. وإذا كان لديك أي قلق بشأن سمع ابنك، يُفضل التحدث مع طبيبك أو أخصائي السمع للحصول على الإرشادات المناسبة.