أعراض مرض الصدفية لدى الأطفال
تتباين أعراض مرض الصدفية، المعروفة أيضًا بالصّداف أو داء الصدف (بالإنجليزية: Psoriasis)، بين الأطفال والبالغين بناءً على العمر الذي تبدأ فيه هذه الأعراض بالظهور. عمومًا، تتشابه الأعراض والمحفزات لدى الأطفال والبالغين. يُلاحظ أن المصابين بالصدفية يمرّون بنوبات تتخللها فترات من الهدوء حيث تتخفف الأعراض أو تختفي، بينما تُعرف المرحلة التي تتوتر فيها الأعراض بالنوبة (بالإنجليزية: Flare-up) والمرحلة التي تقل فيها الأعراض بالسكون أو الهدأة (بالإنجليزية: Remission). يُذكر أن النوبات قد تتسبب بها عدة عوامل مثل الضغط النفسي، الإصابة، تناول أدوية معينة، أو العدوى، خصوصًا التهاب البلعوم العقدي المعروف أيضًا بالتهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Streptococcal tonsillitis). وبالحديث عن الأعراض، فإن هذه الأعراض تختلف بحسب نوع الصدفية، وفيما يلي نستعرض أبرز الأنواع وأعراضها:
- الصدفية اللويحية: تُعد الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وتظهر على شكل بقع جلدية حمراء جافة تُسمى اللويحات، وقد تصاحبها قشور فضية أحيانًا، وقد تتسبب أبضًا في الألم والحكة. تلاحظ هذه الأعراض غالبًا على الركبتين، المرفقين، أسفل الظهر، وفروة الرأس. بالمقارنة مع البالغين، فإن هذه البقع تكون أصغر حجمًا وأقل تقشرًا ورقة.
- الصدفية القطروية: ويطلق عليها أيضًا الصدفية النقطية (بالإنجليزية: Drop-like psoriasis)، وتظهر على شكل نقاط حمراء صغيرة على الجذع، الظهر، الذراعين، والساقين، وفي حالات عدة يمكن أن تتطور هذه الحالة إلى الصدفية اللويحية.
- صدفية الثنيات: (بالإنجليزية: Inverse Psoriasis)، تتأثر المناطق الجلدية الثنية مثل تحت الإبطين، الركبة، ومحيط المغبن، وتظهر كبقع ملساء حمراء لامعة.
- الصدفية المحمّرة للجلد: (بالإنجليزية: Erythrodermic Psoriasis)، يُعتبر نوعًا خطيرًا يمكن أن يهدد حياة الفرد، حيث تظهر طفح جلدي أحمر على غالبية الجسم يصاحبه حكة وآلام شديدة، وقد يتغير شكل الجلد ليصبح متقشرًا.
- الصدفية البثرية: (بالإنجليزية: Pustular Psoriasis)، تظهر على شكل بثور على جلد اليدين والقدمين. عند الأطفال، عادة ما تكون الأعراض أقل حدة مقارنةً بالبالغين، وقد تتجلى بظهور الصدفية البثرية الحلقية التي تشكل دائرة حمراء حول البثور. هناك عدة أنواع من الصدفية البثرية، فبعضها يؤثر على اليدين والقدمين، بينما يؤثر البعض الآخر في كامل الجسم.
أعراض مرض الصدفية لدى الرُضع
تعتبر إصابة الرضع بمرض الصدفية أمرًا نادرًا، ومع ذلك فإن الصدفية اللويحية هي الأكثر شيوعًا بينهم. في بعض الحالات النادرة، قد تظهر صدفية الحفاض (بالإنجليزية: Napkin Psoriasis) والتي تتميز بوجود بقع جلدية حمراء في منطقة الحفاض، خاصةً في الثنايا الموجودة في الأرداف، حيث تكون حوافها واضحة. قد لا تصاحب صدفية الحفاض قشور فضية بسبب الرطوبة المستمرة في تلك المنطقة، وغالبًا ما تتحسن الأعراض عند بدء تعليم الطفل استخدام المرحاض بدلاً من الحفاض. قد يظهر أيضًا لدى الرضع مناطق حمراء صغيرة مرتفعة قليلًا عن سطح الجلد، قد تؤثر على الساقين، الذراعين، البطن، والظهر، كما قد تتواجد قشور على فروة الرأس أكثر حدة من قشرة الرأس (بالإنجليزية: Dandruff). يجدر بالإشارة أن إصابة الرضيع بصدفية الحفاض لا تعني بالضرورة أنه سوف يُصاب بأنواع أخرى من الصدفية لاحقًا، لكنها تُعتبر مؤشرًا لزيادة احتمالية تعرضه للإصابة في حالة وجود تاريخ عائلي.
حالات تستدعي زيارة الطبيب
هناك بعض الحالات التي تتطلب استشارة طبيب، ومنها:
- ظهور طفح جلدي غير معروف السبب دون استجابة للعلاج الدوائي المتاح دون وصفة.
- وجود طفح جلدي مع تاريخ عائلي للصّدفية.
- تهيّج جلد الأطفال الرضع.
نصائح للتعايش مع مرض الصدفية لدى الأطفال
يمكن تقديم نصائح وإرشادات يُستحسن اتباعها بجانب العلاجات المقررة من قبل الطبيب، وذلك للتخفيف من أعراض الصدفية لدى الأطفال كالتالي:
نصائح عامة
فيما يلي بعض النصائح العامة:
- اتباع نظام غذائي متوازن للمساعدة في تقليل المخاطر المحتملة للإصابة بأمراض قد تحفز أعراض الصدفية.
- الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من احتمالية تطور الصدفية في ثنيات الجسم.
- الحفاظ على نظافة ورطوبة الجلد من خلال الاستحمام اليومي ثم استخدام المرطبات، حيث يساعد هذا في تخفيف الأعراض.
- تعريض الجسم لجرعات معتدلة من أشعة الشمس.
نصائح للدعم النفسي
يعتبر الدعم النفسي عنصرًا أساسيًا لوضع مرضى الصدفية، خاصةً الأطفال، وإليك أبرز النصائح في هذا السياق:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال رد التضليل وعدم السماح بالشعور بأنه مختلف عن الآخرين. ينبغي على الأهل الحديث مع الطفل، مؤكدين أن الحالة قابلة للإدارة، مما يُعزز إرادته ويمنحه مساحة للتعبير عن مشاعره.
- إشراك الطفل في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجاته وخيارات أنماط الحياة لتعزيز ثقته بنفسه وإحساسه بالتحكم.
- إدخال الطفل في مجموعات تقديم الدعم النفسي للمصابين بالصدفية.
علاج مرض الصدفية لدى الأطفال
عادةً ما يُعتبر الخيار الأول لعلاج الصدفية لدى الأطفال هو الكورتيكوستيرويدات الموضعية (بالإنجليزية: Topical corticosteroids)، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم أنواعها غير مصرح بها للاستخدام للأطفال. بشكل عام، تُعتبر العلاجات الموضعية الخيار الأول للسيطرة على صدفية أطفال ذات شدة خفيفة إلى متوسطة، بينما يتمثل الخط الثاني في العلاج الضوئي، بشرط أن يكون الطفل قادرًا على تلقي هذا النوع من العلاج وهو آمن وفعال للأطفال.
تُستخدم الأدوية الجهازية في حالات الصدفية الشديدة، على الرغم من أنه لم تتم الموافقة على استخدام العديد منها للأطفال، ولذلك يجب مراعاة الفوائد المتوقعة مقابل المخاطر المحتملة. يُعتبر الميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate) هو الأكثر شيوعًا، مع ضرورة مراقبة الطفل بشكل دقيق خلال فترة العلاج. في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاجات البيولوجية، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء مؤخرًا على استخدام دواء الإيتانيرسيبت (بالإنجليزية: Etanercept) كأول دواء بيولوجي مرخص لعلاج الصدفية اللويحية الشديدة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-17 عامًا.