تتعدد العبارات الإسلامية الشهيرة في التراث العربي، ومن أبرزها “السلطان هو الحجة والبرهان”. اللغة العربية تحتوي على العديد من العبارات والكلمات التي تحمل أكثر من معنى، حيث يختلف كل معنى عن الآخر بشكل كامل. في هذا المقال، سوف نتناول بالبحث والتمحيص في عبارة “السلطان هو الحجة والبرهان” لنرى إن كانت صحيحة أم خاطئة.
هل يُعتبر السلطان هو الحجة والبرهان؟
عند الإجابة على سؤال “السلطان هو الحجة والبرهان” هل هو صواب أم خطأ، نجد أن هذه العبارة تعتبر من العبارات المأثورة في التراث العربي والإسلامي.
تشير هذه العبارة إلى الحاكم أو السلطان، الذي يمتلك القوة والقدرة على تطبيق القوانين.
ويعتبر السلطان حجّةً في إقناع الناس وإثبات الحق من الباطل، وهذا المفهوم مستمد من الفكر الإسلامي الذي يبرز أهمية الحكم بالعدل.
يشمل هذا العمل والاجتهاد في تطبيق الشريعة الإسلامية في إدارة الدولة، ومنح كل ذي حقٍ حقه، حيث يُعتبر الحاكم ممثلاً للشريعة.
معاني عبارات الحجة والبرهان
بعد استعراض الإجابة حول ما إذا كان السلطان هو الحجة والبرهان، يأتي دور فهم معاني هذه الكلمات. فالحجة تعني الدليل، ولهذا سُمّيت الحجة برهانًا لأن البرهان هو ما يوضّح ويفصل الأمور.
أما كلمة “دعوى” فتشير إلى الوسيلة المستخدمة لإخفاء السبب الحقيقي، كما هو الحال في عبارة “تعددت العسكرية بحجة إنقاذ الوطن”.
دلالة كلمة سلطان في القرآن الكريم
تظهر كلمة “سلطان” في القرآن بمعائب الملك والقوة، حيث ذُكر معنى الحجة في قوله تعالى:
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۚ سُبْحَانَهُ ۚ هُوَ الْغَنِيُّ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [سورة: يونس – الآية: 68].
إضافة إلى ذلك، تُشير كلمة سليط إلى الزيت عند أهل اليمين، بينما تعني سلاطة اللسان استخدمها للذم أكثر من المدح. وقد وردت هذه الكلمة في القرآن في عدة آيات:
- “إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ” [سورة: الحجر – الآية: 42].
- “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا” [سورة: الإسراء – الآية: 33].
- “إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” [سورة: النحل – الآية: 99].
- “إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ” [سورة: النحل – الآية: 100].
ألفاظ تتعلق بالدليل في القرآن
هناك خمس كلمات في القرآن تعبر عن معنى الدليل، وهي كالتالي:
- البرهان: هو الدليل القاطع، ومثال ذلك “الصدقة برهان” حيث تدل على صحة إيمان المُتبرع.
- البيان: يشير إلى وضوح الشيء، كما ورد في قوله تعالى “وهو في الخصام غير مبين” [سورة: الزخرف – الآية: 18].
- الحجة: تعني الدليل والبرهان، وذُكرت في قوله تعالى “والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم” [سورة: الشورى – الآية: 16].
- الدليل: هو العنصر الذي يُستدل به، كما في قوله “ثم جعلنا الشمس عليه دليلا” [سورة: الفرقان – الآية: 45].
- السلطان: يمكن أن يُفهم على أنه الحجة، ويستخدم بصيغة المؤنث والمذكر.
وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال “السلطان هو الحجة والبرهان” بين الصواب والخطأ، واستعرضنا معاني الكلمات المتعلقة بالحجة والبرهان. يظل المعنى نفسه متسقًا سواء في اللغة العربية أو من خلال الآيات القرآنية التي تعكس هذا المعنى.