يشير تعويم العملة إلى عدم تدخل الدولة في حركة سعر العملة، مما يتيح لها التحرك وفقًا لآليات العرض والطلب.
تعتمد العديد من الدول هذه السياسة في مراحلة الأزمات المالية، وقد اتبعتها العديد من الدول. في هذا المقال، سنتناول أبرز الدول التي قامت بتعويم عملتها وفق ترتيب زمني.
أنواع تعويم العملة
تعمل الدول التي تواجه مخاطر الانهيار الاقتصادي على تعويم عملتها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها، وعادةً ما تحدد الدول استراتيجيات التعويم إما قبل أو بعد الوصول إلى مرحلة الإفلاس. تنقسم أنواع التعويم إلى نوعين رئيسيين:
التعويم الحر
- يشير إلى حرية العملة في الارتفاع والانخفاض استنادًا إلى آليات السوق.
- لا تتدخل الدولة إلا في حالات بعينها، وتعمل هذه السياسة في بعض الدول الرأسمالية.
التعويم المدار
- تترك فيه السلطة النقدية سعر الصرف يتحدد وفقًا لقوى السوق، مع تدخل جزئي عند الحاجة.
- تتبع هذه الاستراتيجية في بعض الدول الرأسمالية وأغلب الدول النامية.
أبرز الدول التي قامت بتعويم عملتها بترتيب زمني
تقوم الدول بالإقدام على تعويم عملتها وفق ظروفها الاقتصادية وتحليل دقيق لأسواقها وأسعار الصرف.
هذا القرار له تأثيرات اقتصادية عديدة سواء على الاقتصاد المحلي أو على المواطن بشكل عام.
إليكم أبرز الدول التي نفذت سياسة تعويم العملة، مرتبة بالشكل التالي:
البرازيل
- اتخذت البرازيل قرار تعويم عملتها المحلية في عام 1999، مما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة الريال البرازيلي.
- نتج عن ذلك ارتفاع مؤشرات التضخم، وانخفاض في النشاط الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
- على الرغم من ذلك، فقد عاد الاستقرار للريال البرازيلي في عام 2004 بعد تطبيق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية.
روسيا
- في عام 2014، قررت روسيا تعويم عملتها الوطنية، الروبل، بعد أن شهدت أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا.
- صعدت قيمة الروبل مرة أخرى في عام 2016، إلا أنه ما زال يعاني من انخفاض قدره 32% منذ عام 2014.
- تعتبر هذه التجربة ناجحة بعد انخفاض معدلات التضخم وتباطؤ خروج رأس المال من السوق.
كازاخستان
- في عام 2015، بدأت السلطات في كازاخستان تطبيق سياسة تعويم عملتها بعد أن قامت كل من الصين وروسيا بتجربتها.
- نتج عن ذلك انخفاض كبير بنسبة 42% في قيمة العملة الوطنية، حيث صرف البنك المركزي 6% من احتياطياته.
- بعد تقلبات حادة في سعر العملة، شهدت استقرارًا تدريجيًا حيث ارتفع الاحتياطي مرة أخرى بنسبة 13%.
لا تفوت قراءة:
دول أخرى قامت بتعويم عملتها
الأرجنتين
- ألغى رئيس الأرجنتين وضع تثبيت سعر العملة الوطنية في عام 2015 بسبب التدهور الاقتصادي وانخفاض الاستثمارات.
- حيث شهد سعر العملة انخفاضًا يقارب 27%.
- تراجع الانخفاض بشكل كبير مع تحسن مؤشرات التضخم وزيادة الاستثمارات، وتناقص استخدام السوق السوداء.
أذربيجان
- قرر البنك المركزي في أذربيجان تعويم العملة في عام 2015، مما أدى إلى انخفاض كبير استمر لعدة أشهر.
- هذا القرار أثر سلبًا على حجم الاستثمارات، حيث تزايدت الادخارات بالدولار في النظام المصرفي مقارنة بالعملة المحلية.
نيجيريا
- في عام 2016، اتخذت الحكومة النيجيرية قرارًا بتعويم العملة المحلية، مما أدى إلى انخفاض قيمتها بنسبة 50%.
- هذا الأمر أثر سلبًا على مستويات الاستثمار وعاد الفرق في أسعار العملة كما كان قبل التعويم.
ماليزيا
- قررت الحكومة الماليزية التخلي عن سياسة ربط العملة بالدولار واتباع سياسة تعويم العملة المحلية.
مصر
- قامت مصر بتعويم الجنيه في عام 2016، وذلك من خلال تحرير سعره أمام الدولار الأمريكي، مخولة للبنوك تحديد سعر الصرف.
- فقد الجنيه حوالي 50% من قيمته، ليصل سعر الدولار إلى حوالي 16 جنيه.
- تعد مصر آخر دولة نامية اتبعت هذه السياسة بعد توصيات صندوق النقد الدولي للإصلاح، مع وعد بتحقيق نتائج إيجابية على المدى الطويل.
قد تفيدك:
ظهور فكرة تعويم العملة
ظهرت العديد من التغيرات الاقتصادية العالمية، مما أثر على القدرة على التحكم بأسعار صرف العملات.
كانت أسعار الصرف تستند إلى الدولار الأمريكي القابل للتحويل إلى ذهب، ولكن فقدت اتفاقية بريتون وودز فعاليتها، ما دفع الاقتصاديين للتوجه نحو التعويم، الذي أصبح أداة نقدية حيوية في العصر الحديث.
وتعود أسباب التعويم إلى عدة عوامل رئيسية تشمل:
- تأثير مستوى التضخم على أسعار الفائدة وسعر الصرف.
- تعارض مصالح الدول الكبرى ذات الاقتصاد الرأسمالي.
- انهيار نظام بريتون وودز.
- تباين معدلات النمو الاقتصادي بين الدول، خاصة بين الدول الصناعية.
تأثيرات تعويم العملة على الدول
- تتنوع تأثيرات سياسة تعويم العملة تبعًا للعديد من المتغيرات الموجودة في كل دولة، مثل حالة الاقتصاد الوطني والأوضاع العامة.
- يختلف تأثير التعويم إذا كان في اتجاه ارتفاع أو انخفاض سعر الصرف.
- بشكل عام، يؤثر تعويم العملة على قيمة النقد المحلي، والأسعار، والتعاملات التجارية الخارجية.
- تكون صادرات الدول النامية أكثر مرونة في الطلب، بينما الإنتاج في تلك الدول ضعيف.
- هذا الوضع يمنع البلاد من تلبية الطلب على منتجاتها، مما يؤدي إلى تراجع قيمة عملتها، حيث تتم معظم معاملا ت الصفقات بالعملة الأجنبية.
اقرأ أيضًا: